قــــراءة في أنامــــل الحــــروف
تنثالُ الحروف من بين الأصابع ..
ترّصّ الصّفوف ..
للعَرض العَسْكري المَهيْب تستعدُّ
تَحْتَفِي بيَوم حُزنٍ جَديد ..
اعْتَلَى مَنَصَّة الشَّرف ..
نبَضَاتٌ ثَمِلهْ..
تَسْكُن المَعَانِي
تَسْتَنشِقُ الرَّحِيق
ممْتزُجا بالحِيرةِ و الغُمُوض.
على مَسْرَحِ الحَيَاة.. تسَابَقَت دّمى كثِيْرة
افْتَتحَت العَرض بعَزفِ نَاي حَزيْن
يمزّق الصَّمت المُرِيْب
وتوالتْ المَشَاهد
تنداحُ .. تحتضنُ دفْء النَّبَضات
تُبَاعِدُ المَسَافَات ..
تجْعَلهَا أكثَرُ إقتِرابَا..!!
يَلُفهَا الغُمُوض..
تلبسُ عباءة شفّافة..!!
تَحْصِي الخيبَات المُتتَاليَة اللاهثة.
تفاصِيل البَوح مُترَاميَة الأطرَاف
ترسمُ لوحَات بإثارَة أكثر
تنهلُ الألوان من (الدّم) .. وأناتِ الوجَع
هنيئًا لكَ أيُّهَا السَّاكِنُ هنَاك
ارتسَامَاتكَ المُكْفهِرَّة أيقَظَت المُستَحِيل..
وسرّعتْ عَمِليَّة الإحْتِرَاق..
أذابَت المَشَاعِر البَيضَاء
فتَنَاثرَت الشَّظايَا عَلى مَرمَى النَّظر
واسْتَبَدَّت قتَامَة الانطِبَاعَات..
تنطلقُ المَحَاجِرُ ببُكَاءٍ مؤبد
تقْطفُ زهْرَات مِن حَديقَةِ الخُدُود
فقَدَتْ أرِيْجَهَا عندَ عتَبَات دخيلة
القسوة .. اللّؤم .. الإسْتِبدَاد
فلقد فَقَدَ القَلْب كُلّ إحْسَاس
امتدَتْ الحُرُوف إلى تقَاسِيم الوجْهِ
بَعدَ أن ألْغَى مِن مَهَامِهِ
حِرَاسَة الإبتِسَامَة البَريْئَة
تقمَّص الجبروت ..
تفنن بأسَاليْبه المُثِيْرَة..
يعشق لعبة الإستدراج المقيتة ..
يَرتَابُ من صَوت الضَّمِير
يُسْكِتُه .. يُبْحِرُ فِي انْزِلاقَات القَمْعِ
تُرَافقُ مَلامِحِهِ كَائنَاتٍ غَريبَة
بين قذف وشتم وحروف مُبهَمَة
تَنْكَمِشُ بَوصَلة المَشَاعر..
وتَتَنَاسَلُ التسَاؤلات المُتلاطِمَة
على هَامِشِ الزَّمَن
،
،
،
(سفانة بنت ابن الشاطئ )
قراءة نقدية وأدبية للقصيدة
بقلم : الكاتب والناقد د. هشام البرجاوي