الصدفة فقط التى نسلم لها أنفسنا عن طيب خاطر، نمنحها حق احتكار توجيهنا على خارطة المجهول، وفي حضرة الصدفة فقط نسمح لأنفسنا أن نتعثر ، ومهما كانت النتائج ماطرة تبقى مظلة الصدفة هي المكان الذي نحتمي به.
نقترب من ذاتنا أكثر عندما نشعر بالوحدة ، تجتاحنا حالة من التأمل العميق لكل ما يحيطنا وكأننا نبحث عن إجابات في الأفق لكل الأسئلة التائهة التى لا إجابة لها،
حالة التأمل هذه حالة صحية نحتاجها لعمل فلترة لفترة زمنية من عمرنا، نقارن الاشياء ببعضها في محاولة لإيجاد تفسير لبعض الأشياء الغامضة التى فرضت نفسها علينا في محاولة لإيجاد عوامل مشتركة بيننا.
لإن الحبيب هو الأقرب نشرع له شرفات أفئدتنا ونسمح لكل تفاصيله ان تعبر من مساماتنا دون حسيب أو رقيب، تصبح لكل التفاصيل التى تخصه قيمة ، وتصبح عملية اجترار الذكريات عادة يومية ، بل عادة تلازم عقارب الوقت ثانية بثانية، نرتب هذه التفاصيل بحرص شديد كأم تهدهد وليدها .
الليل هذا الخل الوفي للعشاق، يسدل ستائره المخملية الموشاة بخيوط القمر الفضية ليحفظ حالة الدفء وليستر جنون العشاق بعيداً عن أعين الفضوليين.
لا أدري لماذا تنسكب الأفكار ليلاً، فيتسلل الحرف تحت جنح الظلام وفي لحظة عناق بينه وبين القلم يرتكب القلم خطيئة البوح فتولد أصدق الحكايات والقصائد.
الصدفة مرة أخرى، تمارس علينا هذه الديكتاتورية تسلطها ، تغيرمساراتنا ، تسرقنا من قطار قطعنا فيه تذاكر سفر لوجهة معلومة لنجد انفسنا نتجه الى لامكان.
الصدفة هي عراب المشاعر الذي يجمع بين قلبين بعيداً عن قوانين الممكن واللاممكن.
لمحطات سفر السفرجل نكهة الهيل في فنجان القهوة، يتسلل الى تلافيف دماغنا فندمنه،
أستاذ المشاعر الشاعر المرهف وليد دويكات...
وقفة جميلة مع الصدفة ، دغدغت مشاعرنا وحفزتنا على مواصلة الرحلة معك الى محطة من محطات سفرجلك...أعتقد أن ركاب قطارك سيزيدون وستبقى محطاتك دائماً حافلة بالمنتظرين.
كنت رائعاً هنا، تأملنا معك التفاصيل، رشفنا القهوة لإن التأمل لا يكتمل بدونها ، رصصنا الحروف وصغنا منها قصائد عقصناها بقصائد ملونة، طاردنا علامات الاستفهام كفراشات الربيع...
أغرس سوسنة هنا تعبيراً على إعجابي بلوحة رومانسية كانت المشاعر حاضرة فيها بسخاء.
مودة لا تبور،.gif)
سلوى حماد