قراءة نقدية بقلم: د. هشام البرجاوي لقصة : أرض الأحلام للأديبة سولاف هلال
يمكن تقسيم النص إلى مشهدين : أولهما سوريالي أو فوق-واقعي و ثانيهما قاطن في أعماق الواقع
المشهد الأول :
بعد التأثيث السوريالي لمكونات مشاهد النص، انطلاقا من عنوانه المحيل إلى ارتسامات متعددة، تقع ضمنها، الارتسامات الواقعية استجابة لفرضية التناقض الذي من الممكن أن يكتنف العلاقة بين النص و عنوانه، تقدم لنا الكاتبة، مكرسة بذلك عنصر التشويق الذي يميز القص القصصي القصير، تعريفا قريبا من البعد الواقعي :
((أن تحلم شىء ، وأن تحقق الحلم شىء آخر ، فهنالك عشرات الأبواب الموصدة ، ومفاتيح تلك الأبواب لاتملكها هي ، بل يملكها آخرون ))
هذا المقطع يتلاءم مع بداية النص حيث تقول الكاتبة :
(( إستيقظ الحلم .. صار حقيقة))
ويكشف هذا التلاؤم أو الانسجام عن التناسق الواسم لتتالي المشاهد، رغم صعوبة ايراد خاصية مماثلة داخل نص يغرس الايحاء السوريالي في ذهن مُتابعه.
السؤال الذي خامرني بعد تأمل : هل كان جائزا، قياسا إلى القدرات الواسعة للمخيال السردي، أن تتيح أرض الأحلام، ككائن إبداعي سوريالي ، لحامل الحلم أن يحققه بنفسه ؟ بدل استيلاء الآخرين على مفاتيح تحقيق الأحلام؟
كانت هذه اعتمالات المشهد الأول
المشهد الثاني :
مثلما سقط آدم و حواء من السماء إلى الأرض...مثلما تهاوى المؤدى الأخلاقي للحوار اللافح الذي دار بين صاحبة الحلم و أحد رعايا أرض الواقع الأوفياء
تعود بنا الكاتبة المبدعة إلى الواقع المائر...يتبدى ذلك التصادم المفزع بين أرض الأحلام، حيث تتراكض الأحلام بحبور، و أرض الواقع
فكان القرار متوقعا :
(( وعادت من حيث أتت ، ثم أطبقت جفنيها على حلم يائس ، وقررت ألا تحلم مرة أخرى.))