بمناسبة المولد النبوي الشريف حَبيبُ العِبادْ ************ قريـشٌ بطـونٌ عديـدٌ تُعـَدْ=شذاها لمنْ كانَ يَدعـو أحَـدْ نبـيٌّ رسـولٌ كريـمٌ سَخيْ=أصيلٌ بخالٍ وعمٍّ وجـدْ تربى مُصاناً عزيزاً أبَيْ=وفياً شكوراً لـربٍّ حمـدْ وكان التقـيَّ الوفيُّ النقـيْ=شَموخاً شجاعاً وقلـباً أسـَدْ تربّى يتيمـاً ولا مـن سغـبْ=ونِعمَ الجـدودِ لـهُ والنَسـبْ تربّى شجاعاً شريفاً وَفيْ=إباءً وقاراً وحلماً كسـبْ وبـادٍ عليـهِ جـلالَ الصَفيْ=وثوقاً من الناسِ حكماً وجـبْ وصلّى بغـارٍ يَرومُ العَليْ=على موعدٍ مـع مـلاكٍ وربْ حنيني قعوداً بـأرضِ المغـارْ=لدَمعي يبلِّلُ صخـرَ المَـزارْ لشوقـي لعـزٍّ هنـاك ابتـدا===لنصرٍ وجيشٍ يدوس القفارْ لموسى وطارقَ عَبْرَ البحـارْ==جيوشاً هداها لنورٍ النهـارْ صفيّ الإلهِ نبـيُّ الهـدى===سخيٌّ عليهِ رؤوفٌ وبارْ نزولٌ لوحـيٍ بيـومٍ عظيـمْ=على عابدٍ بين صخـرٍ مُقيـمْ ليقرأَ ذكـرَ السميـع العليـمْ=ودعوى لديـنٍ لـربٍ رحيـمْ يصحّحُ ما شابَ عهداً قديـمْ=ليبنيَ دنيا بحكمٍ قويـمْ وينبـذ كفـراً وخُلـقاً ذميـمْ==يعزِّزُ عدلاً وخلقاً كريـمْ أجابتْ خديجـةُ زوجُ النبـيِّ=وأثنى علـيٌّْ ولـم ينـزوِ أبو بكرَ آمـنَ نِعـمَ التقـيْ=صديقٌ صـدوقٌ ولم يَلتـوِ ويدعـو الرسولُ بقلـبٍ قـويْ=قُريشاً حَجيجاً ومَن يَرعـويْ غديـرٌ زُلالٌ وشَهدٌ نقـيْ==وخلقٌ كريمٌ وعقلٌ سَـويْ صلاةٌ صـيامٌ زكـاةٌ وحَـجْ=وتوحيدُ ربٍّ لتَصفو المُهـجْ وبُعدٌ عن الشركِ فـي واحـدٍ=طريقٌ مضـاءٌ ونـورٌ يَفِـجْ وَحرَّمَ فِعلاً لِمَنْ قدْ طَغى=لِعدلٍ دَعاهمْ ولا مـن عِـوجْ وسَاوى الجَميعَ بنَهجِ التُقى=بِناءُ الحيـاةِ بِنورٍ فـَرجْ بمكـةََ كانـوا قسـاة القلـوبْ=وكان النبيُّ المُفـدَّى يجـوبْ ويدعوا لدينٍ وخيـرٍ الوَرى=لينشرَ سلمـاً ولا من حروبْ فجُوبهَ بالعنفِ مَن أسلَموا=فَهجراً لرهطٍ قـراراً وجـوبْ فدعوى السلامِ جُحودٌ لها=لدعوى الوئامِ تُسَدُ الدروبْ قريشٌ تمـادتْ بحقـدٍ دفيـنْ=تشدُّ الخناقَ علـى المؤمنيـنْ عذابٌ وصلبٌ وقطعُ الوتينْ=لِمُستضعفينَ منَ المسلمينْ فشدُّوا رحـالاً لمُلْـكٍ يُديـنْ=بدينِ المسيحِ العليّ الجبيـنْ وظلَّ الرسولُ الأبـيُّ الأميـنْ=لدعواهُ يدعـو ولا يستكيـنْ ويُسْرَى بهِ نحوَ قـدسٍ شريـفْ=سماءً ليعرجَ طُهْـراً عفيفْ بأقصى يُصلي إمامـاً حَنيـفْ=يَؤمُّ النبيينَ جَمعاً شَريفْ بياناً يُشيرُ الإلهُ اللطيـفْ==بأنَّ النبيَّ بقدسي مُضيـفْ مَليكُ ديارٍ وليـسَ الرديـفْ=وأقصايَ بيتٌ لهـذا المنيـفْ طلوعٌ بِيثـربَ بـدرٌ منيـرْ=ثنايا يُعطرُ ريحُ العبيـرْ وَأنصارُ تَدعوا إله العُلى==ليحميَ درباً يهونُ المسيـرْ لأوسٍ وخزرجَ سادَ الصَفا=وأَنهي خِلافاً وأَحيى الضميـرْ بِناءُ نـواةٍ لعصـرِ الضِيا==بعلمٍ وخُلْقٍ ونِعمَ المُشيرْ رسولي جليلٌ حبيـبُ العِبـادْ=بلا ذكـرهِ لا مُريـدٌ يُـرادْ سباني هـواهُ ومَجدٌ لَهُ=لبيتٍ عتيقٍ يَحـنُ الفـؤادْ ويحلو ربيعـي بِأعطارهِ=حبيبي رسولي عِمادُ الجهـادْ فأذكرُ بـدراً ضيـاءً هَمى=أضاءَ النواحيْ،أنارَ الوِهادْ وجيشٌ صغيـرٌ ببـدرٍ أجـادْ=بنصرٍ عظيمٍ لمجـدٍ أشـادْ بصبرٍ وعزمِ الرجال الشـدادْ=يُشَتتُ جَيشُ قريشٍ كَعادْ نبـيٌّ بأنصـار ديـنٍ نِجـادْ===رسالةُ مَجدٍ يَعمُّ البـلادْ فيطفحُ قلـبَ العـِدا بالعنـادْ=يعدّون جوْلاتِ حربٍ طِـرادْ قتالٌ بأحْـدٍ طويـلُ النهـارْ=لجيشٍ تكشّـفَ دونَ سِتـارْ تراخى الجنودُ خـلافَ القـرارْ=فصارَ دفْاعاً هزيلاً خَـوارْ ويُجرحُ طَهَ بدونِ انهيـارْ=وأُرديَ حمزةُ بينَ الغِمـارْ نزولُ الجنودِ أخـلّ المسـارْ=بُعيد انتصـارٍ غـَدا باندِحـارْ تأذَّى يهـودٌ بصـدقِ النبـيْ=لحقٍّ وعـدلٍ وقلبٍ نقيْ فحاكوا خيـوطَ عناكيبهمْ=وباتوا جنوداً لذاكَ الشقيْ فإبليسُ صارَ الأميرَ لَهمْ=فحقّ عليهمْ قتالُ العَتيْ وتصبحُ يثربَ في دولةٍ=ملاذاً لكلِّ طَهورٍ تقيْ تَداعتْ هَذيلٌ لِحشـدٍ مُضـادْ=لِحشـدٍ كَفـورٍ عـنـاداً أرادْ أميرٌ جَسـورٌ رجـالٌ شِـدادْ=فجازى هَذيلاً بِحـزمٍ وعـادْ بدومـةِ جنـدلَ زادَ التمـادْ=ونهباً وسلباً وعاثـوا فسـادْ فقمعاً عنيفاً، وفرّوا فـرادْ=وإشهارُ حكـمٍ يقـودُ البـلادْ نضيرٌ خؤونٌ خصالُ اليهـودْ=فسادٌ بأرضٍ ونقضُ العُهـودْ حصاراً لهم مع نخيـلٍ أُبيـدْ=وإجلاءَهمْ ما وراءَ الحـدودْ بِقطع الطريقِ بأرضِ النجـودْ=تَهاوى الأمانُ وخوفٌ يَسـودْ بأمرٍ حِراكٌ لِفوجِ الجنـودْ=أعادوا الهدوءَ وتُجدي الجُهودْ ببدرِ الصغيرى حضورُ الأمينْ=بِبأسِ الرجالِ وقلـبٍ مَتيـنْ وكانـوا جهـوزاً وللكافريـنْ=بحربٍ ضَروسٍ ودَفعٍ مَكينْ وجيشٌ لكفار حِلـفٍ هَجيـنْ=يلوذونَ جُبناً وخِزياً مَهيـنْ وكانتْ دليلاً لـدى المسلميـنْ=بأنَّ الولاءَ لهمْ بعـدَ حيـنْ ويوم الخندقِ جنـدُ الرسـولْ=تصدّوا، وخافَ العدوُّ الوصولْ ظلامٌ وريحٌ وعصـفٌ يطـولْ==وجيشٌ عَرمرَمُ جُبناً يزولْ وحشدٌ كبيرٌ وضخـمٌ مَهـولْ===برَمشٍ لعينٍ غَدا في ذُبولْ فربٌّ عزيـزٌ لـه مـا يقـولْ====وكُلّلَ أحمدُ غارٍاً أُصُولْ وكانتْ قريظٌ بحصـنٍ منيـعْ=وتزرعُ نخلاً ثِمـاراً تبيـعْ عُهوداً تخونُ بيـومِ النجيـعْ=فَََََََََحقَّ العقابُ الشفـيُّ المَنيـعْ وسيقتْ قريظٌ كَسَوقِ القَطيـعْ=فلا من وليٍٍّ ولا مـن شَفيـعْ لتُقطعَ رأسُ الجنـودِ جَميـعْ=وسبيٌ لمنْ كانَ لا يَستطيـعْ وخَيبرُ هاجتْ وخانتْ عُهـودْ=ودونَ وقوفٍ غَزاها الجنـودْ جنودُ الرسولِ الأبيِّ الأسـودْ=أحاطوا الجدارَ ودكّوا يَهـودْ علـيٌّ أغـارَ ببـأسٍ شَديـدْ=فحطّم باباً بعزمِ الزُنودْ تَهاوتْ سريعاً حصونُ القـرودْ=فَطاروا هَباءً وصاروا شـرودْ ونادى بلالٌ بصوتٍ رنيـنْ=دَخلنـا طوافـاً بفتـحٍ مبيـنْ لمكـةَ عفوٌ قرارُ الأميـنْ=ومَنْ قد تَجرَّمَ فِعـلاً مُشيـنْ وَسَامحَ في ثأرِ عمٍّ لهُ=لِمنْ كانَ ظهراً ونِعمَ المُعينْ نبيٌ كريـمٌ صـدوقٌ رزيـنْ==نبيٌّ عظيـمٌ بدنيـا وديـنْ بوادي حُنَينٍ نكوصُ الجنـودْ=وَحيداً يُجابهُ غدرَ الحُشودْ ينادي ويفخـرُ فـي صدقـهِ====يقاتلُ ليثاً ويُبدي صُمودْ ولبّوا نـداءً وعـادوا سريعـاً==تجلّى حماساً لجيشِ الأُسودْ أحاطوهُ طَوعاً وصَالوا وجَالـوا==وتحقيقُ نصرٍ إليـهِ يَعـودْ رسولٌ لكسْرى ودعوى حوارْ=وآخرُ مصرَ يَجوزُ القفارْ وبعثٌ لقيصرَ عند الجـوارْ=بعوثٌ تجوبُ بكـلِّ الديـارْ بدعوةِ حقٍّ قويم المسارْ =أن اسلمْ لتسلمَ، منـكَ الخيـارْ رسالاتُ خيرٍ بَشمسِ النهارْ=بلاغٌ إليهـمْ بكـلِّ وقـارْ وجاءَ لمؤتـةَ جيـشٌ صغيـرْ=وزيدٌ لجنَّاتِ خُلدٍ نَضيرْ وجعفرُ بعـدَ القتـالِ يطيـرْ=أميرٌ شجـاعٌ وقـلّ النظيـرْ وإبنُ رواحةَ صارَ الأميـرْ=ونال الشهادةَ حـرّ الضميـرْ وأصبحَ جيشاً مُحاطـاً أسيـرْ=ويُنجيهِ خالدُ سـوءَ المَصيـرْ ونادتـهُ يثـربَ جيشـاً يَفـِرْ===وناداهُ أحمد جيشاً يَكِـرْ بيرمـوكِ رؤيا الرسولِ تُقََرْ==ورومٌ يَفِـرُّوا ولا مُسْتقـرْ فمؤتةُ دلّت لِمـنْ قَـد بَصَـرْ=زوالٌ لمُلكٍ طغـى واسْتشَـرْ وعَدّتْ جيوشُ النبـيِّ البحـرْ=فأبعاد مؤتـة مَـدُّ البَصَـرْ