الطبيعة الفطرية الأولى للإنسان هى الخير . والخير دائرةٌ واسعةٌ جدا ليس لها حدود . وهى الدائرة التى أكون فيها مخيرا . إذا كان عندى مبلغٌ من المال فائضٌ عن حاجتى يمكننى أن أنفقه كله فى الخير كما يمكننى أن أنفق بعضه ويمكننى أيضا ألا أنفق منه شيئا . فى دائرة الخير لى الحرية فى فعل الكثير أو القليل . هذا ، فى رأيي ، هو معنى أن الإنسان مخيّر .
أما دائرة الشر فلا يقال فيها أصلا إن الإنسان مخيرٌ فيها أو مسيّر . إننا منهيون عن الاقتراب منها ، ومن باب أولى الدخول فيها ، لأننا لم نُخلق لها . إذن عندما يقال إن الإنسان مخيرٌ فى حياته فالمقصود أنه مخير فيما خُلق له . يأتى منه الكثير أو المتوسط أو القليل . وبما أنه مخلوقٌ للخير فهو حرٌ فى أن يتسامى ويكثر من الخير أو يتوسط فيه أو يقلّ منه حسب قدرته . فالرسول الكريم يقول: إماطة الأذى عن الطريق صدقة . وتبسمك فى وجه أخيك صدقة .