هل عقولنا متساوية ؟!

هل عقولنا متساوية ؟!

يقول بعض الفلاسفة الكبار إن أكبر عدالة هى فى توزيع العقول على البشر . فعقولنا كلها متساوية ولكن الاختلاف يأتى فى طريقة التفكير . عقل زيدٍ مساوٍ لعقل عمرو إذا واجهتهما مشكلة . ولكن زيدا يفكر بطريقة معينة وعمرٌو يفكر بطريقة أخرى . ما خلصتُ إليه هو أن هذا دليل على عدل الله ، الذى أعطانا ألبابا متساوية لكى نفكر بها ونتدبر فى الكون ونهتدى إليه . كان فى ظنى أن الله وهب العلماء والفلاسفة عقولا كبيرة فهم أولى بمعرفة الله أكثر منا ، نحن الدهماء . ولكن تغير رأيى بعد أن قرأت ، من الفلاسفة أنفسهم ، عن تساوى عقول البشر . ولذلك نجد فى الملحدين كلا الصنفين ، علماء وفلاسفة ، ودهماء . ونجد فى المؤمنين أيضا ، علماء وفلاسفة ، ودهماء . أنا من الدهماء ولكنى عندما اتأمل فى الكون اسأل عقلى كيف تكونت الشمس ، ومجرتنا ( درب التبانة ) التى تحتوى على مائة ألف مليون نجم . وكيف تدور هذه الكواكب فى انتظام حول الشمس . وكيف تم صنع الشمس التى تضيئ هذه المسافات الفلكية وهذا الكون اللا نهائى . ولِم اختير وضع الأرض على هذه المسافة المضبوطة من الشمس . وكيف تم صنع الأرض بحيث تحتوى على محيطات هائلة يتبخر ماؤها فينشأ السحاب الثقال وتنزل الأمطار وتجرى الأنهار وتنمو الغابات وتتغذى الحيوانات ويتغذى البشر على الحيوانات والخضر والفاكهة التى أنبتها الماء المنهمر من السماء . . إلخ إلخ فأقتنع تماما بأن وراء كل هذا النظام يدٌ هادية حكيمة . عقلى ، رغم كونه عقل شخصٍ من الدهماء ، دلنى إلى هذه النتيجة . وفى نفس الوقت تمرد عقل فيلسوف أو عالم ملحد ففكر فى اتجاهٍ مختلف ، وتوصل إلى أن هذا النظام البديع نتج من سلسلة طويلة أزلية من المصادفات العشوائية . ألم أقل لكم إن عقولنا متساوية ولكن طرق التفكير هى التى تختلف ؟