لص
شعر وطن النمراوي
أ تدري لماذا تأخرتُ حينًا
عليكْ ؟
لأني بذكرِكَ عنكَ انشغلت
قضيتُ سنينًا
أفتِّشُ بينَ السطورِ
و بين البحور
إلى أن أُرِقت
عن اسمي و عنّي
و عن قصَّةٍ في حروفك منكَ إليكَ..
و في قَعْرِ ديوان شعرٍِ
مُحَلّى بشهدِ الحروفِ
غرقت
،
فبالله قلْ لي
أ إنّي لديكْ ؟
لأنِّي سُرِقت
!
أ عندكَ مشطي و عطري ؟
أ عندك يومي و أمري ؟
و شالي المُذهَّبُ
حلم السنين ؟
لأني رأيتكَ خبَّأتَ بعضي،
و نصفَ خريطةِ دربي،
و كلَّ التفاصيل ؛ في راحتيك
،
أ عندك فجري
و كحلُ العيون
و صوتي و عيدي
؟
لأني سُرقت
و لستُ بغيرِكَ لصًّا أشك
فأنِّي على باب داري
رأيتُ
خطوطَ يَدَيْك
و أني رأيتُك
لمّا أفقْت
على باب قلبي
كثيرًا طرقت
؛
فرُدَّ إليَّ
- بحقِّ الهوى –
كلَّ ما قد سَرَقت
و عنّي إليك
،
،
،
قرأت قصيدة "لص" للشاعرة المتألقة وطن النمراوي
فانبهرت بها إلى حد كبير
وما إن أرخى الليل سدوله حتى جاءت هذه الاعترافات:
هل تأذنين..!!
أَجَلْ قَدْ سَرَقْتُ..
وتشْهَدُ مسْحَةُ حزْنٍ تسَلَّتْ
بسمرة وجهي
ويَشْهَدُ دَمعي
وتَشْهَدُ خَفْقاتُ قلبي عليَّ؟؟
أجَلْ قَدْ سَرَقْتُ..
وبين الضُّلوعِ
دفنْتُ الغنيمَةَ:
1-كُحْلَ العيونِ..
2-ضَفائِرَ شعرِكِ
3-رنَّة صوتِكِ..
4-قرطا تدلى..
5-وحمرة خدٍّ..
أجَلْ قَدْ سَرَقْتُ
وليسَ إلى نَدَمي من سبيلٍ
وهذا اعترافي..
فشُدِّي وِثاقي
أقيمي عَلَيَّ الحدودَ لأنِّي
سرَقْتُ العيونَ..
إليْكِ يميني..
إليكِ شِمالي
أقيمي الحدود فليس إلى ندمي من سبيلٍ..
ولا..
لنْ أرُدَّ إليكِ سناكِ
وما سَرَقَتْ هَمْسَتي من رؤاكِ
أجلْ قَدْ سَرَقْتُ
أقيمي الحدودَ عليَّ ولكنْ
إذا ما قَطَعْتِ يَديَّ
فمنْ يا مُنايَ
سيمسح دَمعَكِ؟
مَنْ ذا سَيَرْفَعُ نَيْرَ اللياليَ عنْ كاهِلِكْ؟
ومنْ ذا سيبعَثُ من سالِفِكْ
شموس الوجودِ؟
أجل قَدْ سَرَقْتُ وجئْتُ إليكِ لأسرقَ كلَّكِ..
هل تأذنينْ؟؟
جيجل في: 30-09-2010م