هنــاك .. وكلما التقيته ..
يخونني البصر
تتحدر من جبال صبري .. دموع الفقد
يتقاطر صوتك في ذهني
يرد صداه
أنا الغياب ...
يغفو على صدري الهواء
يحكي الليل أسرار الفناء
صخب رحيل ينحته الفراغ
صباحي الآن ملثّم
يدي .. متلعثمة بلمسك
تتشقق الأوجاع
تنساب منها زخات البعد
تجهض الأحلام.. برودة يديكَ
سرير مريض بالوجع
تغفو الأغصان قرب نافذة أرقي
شفاه متعطشة للتراب
أتجرّعُ آلام احتضاري
تدميني جراحي النازفة
أتقاطر حبيبات عرقٍ ، استعدادا للألم
أفتح باب الحياة الأخير .. لخوفي
اجلس بيني وبين ارتباكي
أسألني :
لم لا نتركه يموت وحيدا ؟!
الآن ..
فاض يمام روحك
استيقظت أغصانك الجافة
الطيور كسرت تغاريدها
رائحة الموت
قطر الندى
أشواك الصبار
تخفق كقلب أغرق المدى بأنينه
تحلّق كوجعك المتأرجح
تنهش نافذة العمر لتغتال البقاء
أرسلتَ للريح صوتك يعانق الأصوات
فلا شروق للشمس
ألمحها في وجنتيك
أدون ما تبقى من بياض الكلمات
فوق سطوري السوداء
تفاصيل صغيرة ..
تجلد ما تبقى من جَلَدِي
أحاذي الخطوات مسرعة نحو الفناء
بريق ناهض في وجهك الهامس للبقاء
وعلا النواح
بلغ سدرة الألم
عقارب الساعة البيضاء
تنذرني بالحداد
تعرّت العتبات من سكانها
فرّت الحمائم من باحاتها
تكدّست القبور بالأقدام
حضرت هيبة الأموات
فاض السواد على الصباح
صوت يسري بشفوية
يحمل المعاناة إلى ازدحام رأسي
يبعثني إلى عالمك
فما لي وللبقاء ..سبيل
.
.
.
" الســــنــــا "