يشكل الشعر القيمة الأهم في الوعي الثقافي العربي وعلى مجمل الساحة العربية.
ولما كان الشعر ديوان العرب ومن الواجب أن يظل كذلك على إمتداد الحياة الأدبية والفكرية والإنسانية، فإننا في دوحـة الشعر نجد انفسنا أمام فعل إبداعي قد تراجع عن قيمته ومعاييره،
وان الشعر لم يعد ديوان العرب الحديث، لأن أدبيات أخرى قد تجاوزته وجعلته في خلفية المسيرة الأدبية الراهنة، فلم يعد الشعر شعراً، وهذا لايعني ان الساحة قد خلت من شعرائها
المبدعين والملهمين، ولكن مايطرح على الساحة الثقافية الآن في غاليته لايمت إلى الشعر بصلة، إن غياب الرقابة عن الآف المسميات التي يحاولون إلصاقها بالشعر كمجموعات شعرية
ليس لها أي علاقة بالشعر لامن قريب ولامن بعيد، بل ان البعض من الذي يمارسون عملية الكتابة إذا ما كتبوا بعض الجمل ورتبوها على سياق القصيدة الحديثة فإنهم يدرجون أسمائهم
في مرتبة الشعراء الكبار والمتميزين بينما هم في الحقيقة مجرد أناس عاديين لاصلة لهم بالإبداع ولا بالشعر...
لقد سمحت الساحة الثقافية بأشباه الكتاب والمتسلقين على الأدب أن يدخلوا في معيار الكتّاب والأدباء وهذا شيء خطير جداً بحيث أصبحت الكتابة مجرد كلام أجوف لاجدوى منـه
ولامنفعة، فهناك دوريات عربية تنشر بعض الكلام على انه شعر لكتاب مغمورين وبعد فترة نجد الدوريات نفسها قد حولت الكاتب المغور إلى كاتب من الطراز الأول، بين ليلة وضحاها
، لذا أصبح القارئ العربي يحسب ألف حساب لقصيدة يريد أن يقرأها أو لمجموعة شعرية من ضمن الآف الذي يطرح في السوق! يتساءل القارئ: هل عليّ أن أقرأ هذا أو لا أقرأه
إذاً القارئ أصبح يشك فيما يطرح؟ لذا علينا أن نعيد ثقة القارئ في ديوان العرب والذي هو الشعر، وان يعاد الإعتبار لهذه القيمة الأدبية الخالدة ولهذا المعيار الثمين.عندها نكون قد خطونا
خطوة مهمة جـداً في إعادة دور الشعر أن يكون ديوان العرب الجديد، وان يتقدم الساحة الثقافية بكل مؤسساتها الأدبية الأخرى