متى يحين خروج الليث من وحل = و تشرق الشمس من حلم و من أمل
ومن يقل ان في التعليم راحتنا= فذاك في مرض باق و في خلل
قضيت فيه سنين العمر في سأم = ولم أنل غير يأس السعي و العمل
فلا به لعنان العقل من أفق = ولو به راحة أحببت لم تنل
وأنت بين أناس لست تقنعهم = بأنهم هم ، فكيف المضي في جدل
وهمهم من نفاق القول مصلحة = وعنك يروى الذي في الأصل لم تقل
وجعبة العلم ذاك الجهل يفرغها = فأنت بالعلم تغدو غير متصل
تعيد نفسك في ماض بلا غده = وتنتهي كل يوم غير منتشل
وحولك الجهل يمشي دون ألبسة = وعثرة الفكر تبدي سوءة الرجل
ولا توقف عن نقص و عن عبث = بل خطوة نحو مهواهم بلا خجل
وفيه تحيا ذليلا أو فتى وقحا = أو غير مكترث بالربح و الفشل
مارسنه مثلما يحلو بلا حرج = وكنت سيد نفسي دونما وجل
ووجه مدرستي من نور شارعها = وليس قسم تلاميذي بمعتقل
حرية دون تقييد ولا أطر = ولا تعقد من نقص و من علل
وباحترام طوينا الدرب في ثقة = فليس من عثرة في السير أو زلل
ماشئت قله ولا ترهب مناقشة = وسر الى نور فكر جد مكنمل
وبصمتي في فكر طلابي تتوجه = تفتحا و طموحا جد مشتعل
وخضت معركة أقوى و معركة = وها أنا واقف ليثا ولم أزل
وعشت عزا ولا قط انحنيت ولا = خضعت للأمر و الاذلال و الحيل
ولا عشقت نعم بل قلت لا ابدا = لن أنحني لوجوب غير معتدل
ولي مشارق تذكار تشرفني = ولي مواقف تبدي أفضل السبل
واليوم أعلن صحوي من مقامرة = وأنتهي من صراع الحمق و الوحل
-1- مارس – 2014-
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 03-28-2014 في 01:36 PM.
المربي الفاضل والشأعر القدير العربي حاج صحراوي
قصيدة ابحار وانشغال ورصد واستنتاج مرّرت فيها فكر مربّ وصوته وتجربته الإبداعيّة وأبعادها ...
وقد جاء العنوان فيها وحل التّعليم كعتبة من أهمّ عتبات النّص لافتا لإنتباه المتلقّي فاتحا عوالم وظلال المعاني ...
فهوعنوان يدخّر مخزونا وافرا من التّأويلات ذات الصّلة بالحمولة الدلالية لقصيدتك وجماليتها
وإذا رمنا التّعريج على بعضها فإنّ أبرزها يرتّب صلة المربّي أخذا وعطاء مدّا وجزرا تنافرا والتحاما مع فكره وفكر المحيطين به لا سيّما سلطة الإشراف التي يظلّ معها كلّ مربّ حرّ في صراع حتّى لا يستلب فكره في مستوى قدرته على العطاء والإبداع
وهو ما ترجمته بوضوح في هذه الأبيات الرّائعة
وحــولــك الـجــهــل يـمــشــي دون ألـبــســةوعــثــرة الـفـكــر تــبـــدي ســـــوءة الــرجـــل
ولا تــوقــف عــــن نــقـــص و عـــــن عــبـــثبـــل خـطــوة نــحــو مـهـواهــم بــــلا خــجــل
وفــيـــه تـحــيــا ذلــيـــلا أو فـــتـــى وقـــحـــاأو غـــيـــر مــكــتــرث بــالــربــح و الــفــشـــل
مـارســنــه مـثـلـمــا يـحــلــو بــــــلا حــــــرجوكــنــت ســيـــد نـفــســي دونــمـــا وجـــــل
ووجــــه مـدرسـتــي مــــن نــــور شـارعــهــاولـــيـــس قـــســـم تــلامــيــذي بـمـعـتــقــل
فالتّعليم سيدب الكريم مهنة لحرّة لا تحشر نا في زنزانة القيد والإملاءات والبذل فيها يظلّ دوما مرتبطا بإخلاص المربي ووعيه وقوّة شخصيته وما سواه فرياء وخنوع يعتنقه من لا مبدأ له في هذه المهنة مهنة العطاء الثّرّ
هنيئا لك بمنجزاتك في الحقل التّربوي وحسبنا ما قدّمنا لأجيال تربوا على أيدينا من ثمار المعرفة ...