صَدَحَتْ صُبْحَاً .
ــــــــــــــــــــــ
هاجَنِي شوقٌ ،،، وغلبني حُبٌ لصوتٍ صائتٍ لم يَتَّسِم بِسِيْما العجز .
فدعوتها سَحَراً ،،، ثم كرَرْتُ عليها فجرا حتى أوْرَد الصُبحُ نبأ حُسنها ،،، فسَبَقَت الشمسُ وأنبأت وأبدتْ ما تكتّم عليه الليل .
وإذا بها ،،، هِيَ ، ولا أخرى غيرها ، من سلالة حوّاء ،،، جمعتْ صفوة النساء فحاشتها ، وإلى لحمها ونضرتها صَيَّرتْها ،،، ثم أطاعها دلّ لمّا لَمْ يَجِد غيرها ، وفي أعطافها حلّ لمّا لم يجد مَنْ تُؤويه ، فكان هو وكانت هي ، كما كان النجم والكوكب وكانت السماء .
فمددت يدي لألمس يداً ما أظنها كَيَدٍ ولكنها كذلك ، فمدّت يدها وما أن تباشرت اليدان حتى بَرَد ما برد واقشعرّ ما اقشعرّ ، وحتى خَوَى فؤادي كالخائف تَتَقَعْقَعُ في قلبه مُهْجةٌ من دم .
فهَمّتْ مقبلة جامعة في بدنها ما يحلّ وما يحْرم ،،، وقد أنْذَرَتْ الجمالَ أن يَثْبُت لا يَسْوَدّ بقربها !!! ،،، وآذَن حسنها بالويل ، وآلى ألاّ يدع ناسكا دون أن يذكر جهنم أو الويلات ومن وراءها ويلات .
فاقتربتْ ،،، ولست أدري من أيّ عِطْفيها[1] ضاع[2] العطرُ الشميم ؟ ،،، كما لأمرٍ مّا في خُوَيِّصة[3] نفسها لا يتأتّى لغيرها بالاعتياد والمِرَان ، أكْذَبتْ القبحَ على نفسها ! غير أنه تهارب ولاذ بِحِماه كالفأر لاذ بجُحره ، لأن السحر لا تُحسنه إلا هي من دون النساء ولو ذَبَبْنَ[4] عليه .
ربّاه ، من هذه ؟ أهي امرأة ذهبتْ تعيش على مذاهب الجن ؟ أم أنها تسجع وحيها على مذهب العَرّاف ؟ .
فقلت لها : أغَرِدَة أنتِ ؟ .
فابتسمتْ وغدت كالفراش الطلق ذَبّ على الزهر وطفق يرتعي ما شاء من رحيق ،،، ثم غرّدتْ فكَفَتْ ، ونفثتْ فشَفَتْ ، كأنها الرَّشُوف[5] الأنُوف[6] .
ثم صَدَحتْ ،،، ونظمتْ نغم العشق فأبدعته كأنّهُ الدّرّ ،،، وصاغت شفتاها لحنَ الصبح كأنه العِقيان والمرجان .
آه ،،، تلك لا تنبغي إلا لي ،،، ولا ينبغي لها إلا أنا .
وإن كان في الدنيا أنثى ،،، فهذي هي أدلّ الدليل .
وقد وفدتْ صُبحا فَصَدَحَتْ .
ــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــ
حسين الطلاع
10/ يناير/ 2009
المملكة العربية السعودية - الجبيل