كانت الأنثى عبء على الأهل وعارا أو هما كبيرا يلحق بالأسرة أيام الجاهلية الأولى , لذا كان الحل الأفضل الوأد للخلاص ومما سوف تسببه من مشاكل للأسرة وخوفا من العار الذي لا بد لاحق بهم إن بقيت على قيد الحياة.
جاء الإسلام بعدها ليبين للناس قيمة المرأة وليساويها في العبادة والعقاب والعذاب وحتى في الحدود بالرجل ولا فرق بينهم إلا بما أنزله الله سبحانه في كتابه العظيم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام …حفظت للمرأة حقوقها من روح ومال وكل ما حباها الله سبحانه به من حقوق أخرى
كانت في خدرها ومع ذلك لم تظلم ولم تطالب بأن تكون كبش الفداء للعائلة والقبيلة جميعها , بدأت الأمور بالتغير وأخذت تنحى منحى جديدا مع بدايات القرن الماضي تقريبا عبر تغير الظروف المحيطة في الدول العربية وضعف الإسلام في القلوب وغزو الثقافة الغربية للعالم العربي بحلوها ومرها …..طبعا عادت لمسات الجاهلية الأولى لتطفو على السطح بكل وضوح وقوة وعاد من يبشر بالأنثى يسود وجهه من سوء ما بشر به ….المفارقة الوحيدة هي أنها لم تعد توأد منذ الولادة وأجل وأدها لعمر متقدم يتم اختياره لها وفق قواعد وعادات وضعت خصيصا لها ولا تطبق بأي حال من الأحوال إلا عليها سواء أذنبت أو خوفا من أن تذنب لاحقا !!
أصبحت تتحمل أضعاف ما كانت تتحمله في السابق , فقد أصبحت مطالبة بالعمل للمساعدة في إعالة الأسرة وهي في هذا كانت مختارة أو مجبرة لا طريق أمامها غير العمل حتى تساعد في مصاريف أسرة الأهل أولا ثم مساعدة الزوج لاحقا , فكان الوقت الذي تقضيه خارج البيت لا يقل بحال من الأحوال عن الوقت الذي يقضيه الرجل في العمل مهما كان ترتيبه عندها , أب ,أخ أو زوج . وبهذا تكون قد مارست دورا لم يعد حكرا على الرجل .
تعود طبعا من العمل مرهقة لتواجه سيلا من الأعمال ما كان لأحد أن يقوم فيها غيرها أو ليست هي المطالبة بالقيام بأعمال المنزل حتى لو كان الرجل عاطلا عن العمل ولا يخرج من المنزل ؟؟
تجدها في بيت الأهل قبل الزواج ملزمة بخدمة الأخ حتى لو كان أصغر منها بسنوات عدة من مبدأ أنه السيد الوارث للسيطرة بحكم الذكورة المتوارثة أبا عن جد …وعليها الصمت وتنفيذ ما يوجه لها من توبيخ من الأخ بحجج عدة ليس أقلها (عيب بضل أخوك ولازم تردي علي ) لن أتجاوز على دور الأب الذي يحول الابنة لرصيد ليحسن من خلالها وضعه المالي وربما تجاوز الأمر وضعه ليقوم بتزويج إخوتها الذكور قبل أن تطير الفرخة التي تضع البيضة الذهب لبيت الزوج إن سمح لها في الزواج من الأصل ولم تحرم حقها لتبقى البيضة في يد الوالد .
من أسعفها الحظ وتزوجت تذهب لبيت الزوجية بكومة أحلام وسقف مرتفع للحياة التي تتخيلها مع الفارس الذي اختارت ….لتبدأ الرحلة الجديدة من متاعب البيت والعمل في الداخل والخارج والقسمة في الأموال إن لم يكن كما هو السائر أن تكون كل الأموال التي تجنيها تذهب للبيت ومصاريف الأسرة الكريمة …وعليها طبعا التزام الصمت لأن الأوضاع المالية لا تسمح وعليها تدليل الزوج والقيام بكافة الأمور حتى ترضيه على كافة الأصعدة أو ليس هو من يخرج للعمل ويرهق نفسه طوال اليوم للسعي على كسب العيش !!
وبهذه الطريقة أفقدنا المرأة نصف الأنوثة وكافة الحقوق المالية وأرهقناها جسديا ونفسيا بالقيام بأعباء مزدوجة بحجة المشاركة والمساعدة …وجلسنا لها بعين الرقيب الذي لن يسمح بأي تجاوز إن هي أخطأت أو حتى غرر فيها أو حتى شبه للقائمين على رعايتها ما يخل بالتقاليد التي وضعت دستورا وطبقت فقط عليها بتاء التأنيث التي تحملها ونجت فيها من أيام الجاهلية الأولى ولم تنقرض وقتها لأن إرادة الله سبحانه كانت ببقاء الكون قائم بجنسيين وليس بجنس واحد ……. لذلك وحفاظا على حقوقها المسلوبة والمعرضة للزوال بكثرة الحجج ولأننا ما زلنا نراها هي فقط من تخطيء وغطينا وتغاضينا عن عيوب الذكور لأن عيوبهم لم تعد ذات قيمة بعد أن تحولنا من تطبيق الشرع لتطبيق العادات والتقاليد أطالب بعودتها للخدر رحمة بها !!