المستشرق البروفسور عبدالكريم جرمانوس
ولد عبد الكريم جرمانوس في عاصمة المجر بودابست عام 1884 ونشا فيها ، وفي عام 1902 درس التاريخ والالسنيات الكلاسيكية في جامعة العلوم في بودابيست وتخرج منها ، كما تعلم الالمانية والفرنسية واللاتينية مبكرا ، وشغف بعلم الاستشراق . . قام بأولى رحلاته في 1902 عندما زار البوسنة) وكانت تدار من قبل المجر وقتئذ نيابة عن الإمبراطور النمساوي). في هذه الرحلة تعرفعلى الإسلام عند البوشناق. وبعد تخرجه ، بعثته ادارة الجامعة عام 1903 في منحة دراسية الى تركيا لدراسة اللغة التركية في جامعة استنبول ، وتعلم كذلك الفارسية على ارمين فامبيري ، واما العربية على اغناتس غولد سيهر ، وتمكن خلال سنتين ان يجيد اللغة التركية قراءة وكتابة وتحدثا.
ولكنه تورط في الاتصال بحركة (( تركيا الفتاة )) التي كانت تنتظمضد الاستبداد الحميدي ، فألقي القبض عليه ، غير أنهنجا بعد تدخل القنصل النمساوي.
وزار تركياالعثمانية مرات عدة خلال الحرب. وخلال هذه الزيارات التقى بأصدقائه القدماء فيمنظمة تركيا الفتاة ، وقد وصلوا السلطة الفعلية ، مثل أنور باشا وزير الحربية ، وجاويدافندي وزير المالية ، وأحمد رضا رئيس مجلس الأعيان ، واستقبله السلطان محمد السادس وخلع عليه الوسام المجيدي.
انتخب رئيساً لناديالقلم العالمي في 1926 ، وقام بتنظيم وتشكيل نادي القلم في بلغاريا (1928) ومصر (1934).
عبد الكريم جرمانوس اتخذ قرارا مع نفسه ان يدرس اللغة العربية ، ليستقي الحقيقة من منبعها ، ليدرس لغة الرسول عليه الصلاة والسلام ، هذه اللغة التي ملات مفرداتها اللغة التركية ، وهذا ما حدث ، كما انه درس الفارسية واتقنها دون صعوبة ، لعدم بعدها كثيرا عن التركية.
خلال تواجده في استنبول اهتم بقراءة تفسير القران الكريم باللغة التركية ، كما اطلع على الاحاديث النبوية المترجمة الى التركية ، فأدرك حقيقة المغالطات التي سبق وان قراها في لغات مختلفة في كتب ومقالات المبشرين ، وبعض القساوسة ، فوجد فيها الكثير من المغالطات بهدف تشويه الحقيقة.
اصبحت الحقيقة واضحة امامه ، بعد رجوعه من استنبول ، وانكشفت الاكاذيب بحيث دفعه ضميره الى الرد عليها بشجاعة ، غير عابه بما سيتعرض له من مصاعب في بلد لا يؤمن بالاسلام . فدخل في جدل مع احد الناقلين كذبا عن نبينا ( ص ) والتي تضمنت الانغماس في الشهوات والاباحية ، خلافا لما قراه في تركيا ، وطلب تحديد موعد لمحاضرة يكشف فيها الحقيقة ويعري المفترين وهذا ما تم.
فور عودته من تركيا في عام 1905قدم دراسة عن العناصر العربية والفارسية في اللغة التركية ، وحصل علىشهادة الدكتوراه في عام 1907 في تخصص اللغات والآداب التركية والعربية وكذلكالتاريخ العالمي القديم.
حصل عبدالكريم جرمانوس على منحة دراسية إلى بريطانيا لثلاث سنوات بعدتقديمه بحث معنون (( أوليا جلبي عن نقابات الحرفيين في تركيا القرن السابع عشر )) ،أمضاها بين 1908 – 1911 في البحث والدراسة في المتحف البريطاني.
بزيارة قصيرة الى تركيا اتاتورك صدمته التحولات التي سارت باتجاهالقضاء على الثقافة التركية القديمة وإحلال ثقافة أوروبية محلها.
بعدها قرر الذهاب إلى رحلة الحج لتبدأ رحلته المثيرة الثانية في 1934 إلىمصر وشبه الجزيرة العربية. ففي مصر درس في الجامع الأزهر علوم الإسلام وتعرف الىالكتاب الطليعيين مثل طه حسين ، ومحمود تيمور ، وتوفيق الحكيم ، وعباس محمود العقاد ، وكذلك الىأمين المجمع العلمي العربي حسين هيكل.
ابتدأت رحلته إلى الحج في 1935 ، وخلالهاالتقى بالملك عبدالعزيز بن سعود ، وكان يود القيام برحلة من الحجاز إلى الرياض معالقوافل ، غير أن مرضه المفاجئ حال دون ذلك. وقام بوصف رحلة الحج هذه ولقاءه بالملكعبدالعزيز في كتابه الشهير (( الله أكبر! )) الصادر في 1936، وقد صدر هذا الكتاب القيمبطبعات كثيرة ، آخرها طبعة 2004 المجرية ، كما ترجم إلى الكثير من اللغات.
وسنحتله الفرصة للقيام برحلة الى الصحراء في 1939 بعد مغامرات مثيرة واجهها في طريقه عبرالبحر إلى مصر وزار لبنان وسورية ثم قام برحلة الحج الثانية.
يكتب في مقدمة كتابه ((الله أكبر! )) الصادرة في 1973 ما يأتي :
((زرت شبه الجزيرة ومكة والمدينة وفي 1939 - 1940بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية ، انطلقت عبر الدانوب لأصل إلى البحر بصفة بحّارمن دون أن أعبأ بالمخاطر والتعب. فوصلت مصر ومنها أبحرت إلى شبه الجزيرة. أمضيت فيالمدينة المنورة أشهر عدة حيث زرت الأمكنة التي ارتبطت بحياة الرسول (صلى الله عليهوسلّم): آثار مسجد القبلتين ومقبرة البقيع حيث دفنت زوجة الرسول ومواقع معركتي بدروأحد. كنت ضيفاً على المسجد المصري الذي أسسه محمد علي في المدينة. وفي الامسيات زارني العلماء المسلمون لنتحدث عن حال الإسلام في العالم. وكما شرحت في كتابي هذا ،شعّت منهم نحوي روح الإسلام بقوة وبنفس العمق دون نقصان على رغم كل التغيراتالدنيوية التي يشهدها العالم ، تماماً مثلما خبرته في أيام شبابي التي قضيتها فيالشرق المسلم)). وقد تحقق حلمه في الذهاب من الحجاز إلى الرياض مع القوافل خلال رحلة 1939 ، فوصل إليها بعد أربعة أسابيع عصيبة خلد تفاصيلها في كتابه الشهير (( تحت ضوءالهلال الخافت )) 1957 ، ونشرت تجاربي خلال سفرتي الأولى في كتابي (( الله أكبر! ))
ونتيجة تفوقه عين عام 1912 استاذ اللغات العربية والتركية والفارسية وتاريخ الاسلام في المدرسة الشرقية العليا ببودابست وتعيّن في منصبفي رئاسة الوزراء ، كانت مهمته متابعة ما يصدر من الصحف في الشرق ،وبعدها في قسم العلوم الشرقية بالجامعة الاقتصادية.
بعد وقت قصير من تعيينه بجامعة بودابست ، تلقى دعوة عام 1928 من الشاعر الهندي رابندرانات طاغور لتنظيم معهد الدراسات الإسلامية في جامعة سانتينيكيتانبكلكتا ، حيث أمضى ثلاث سنوات في البنغال. التقى هناك بعدد من القادة الهنود بينهممهاتما غاندي ، واعتبرت أولى رحلاتهالشهيرة التي غيرت من مجرى حياته ، وخلدها في كتبه، وصار يعلم في جامعات دلهي ، ولاهور ، وحيدر اباد ، خلال الاعوام 1929- 1932 ، وهناك اعلن اسلامهفي المسجد الجامع المعروف باسم شاه جيهان ، حيث قام بإلقاء خطبة عن ازدهار الإسلاممن على منبر الجامع لاقت صدى واسعاً في الهند ، والعالم الإسلامي ، وتناقلتها الصحف وتنحى عن اسمه الاول ( جولا جرمانوس ) واختار جرمانوس لنفسه اسم عبدالكريم ، وأصبح يعرف في العالمين العربي والإسلامي بهذا الاسم (عبدالكريم جرمانوس).
خلال تلك الفترة زار دلهي بدعوة من عميد جامعة دلهيالإسلامية زاكر حسين (الذي أصبح رئيساً للهند لاحقاً في 1967).
قال جرمانوس: كنت سعيدا جدا بصداقتي للشاعر الاسلامي الكبير محمد اقبال ، وقد خضت معه في قضايا الاسلام والمسلمين ، وخاصة ما يتعلق بالمستشرقين ، والنشاط التبشيري الذي كان فعالا انذاك ، واختلفنا بالراي فكان اقبال يعزيها الى تهاون المسلمين انفسهم ، بعد ان وجد فيهم من يشجع المدارس الأجنبية على أداء رسالتها التبشيرية ، وتعرضها للإسلام ، وانا كنت اعزيها الى الاستشراق ، إلى أن غالبية المستشرقين قد وجهوا سهامهم عمدا إلى تشويه الحقائق الدينية عن الإسلام والمسلمين.
احب جرمانوس اللغة العربية ، لغة القران والاسلام ، ووجد فيها لذته ، لذا تطلعت انظاره الى عاصمة الاسلام ، الى القاهرة وحدثني قائلا:
في البداية اندهشت وانا في الاسكندرية أن لا احد منهم يفهمني مستغربين لتكلمي الفصحى ، وكانوا يضحكون ويجيبوني بالعامية بكلمات لا افهم معناها ، فصحت بهم منزعجا : جئت هنا لاتعلم لغة القران ، فكيف تقابلوني بالضحك والاستهزاء ؟
والحقيقة كما تبين لي فيما بعد انهم فرحوا بوجودي وازددت احتراما عندهم وكنت اسمع مرارا يقولوا لي باعتزاز : انك تتكلم لغة نبينا عليه الصلاة والسلام.
وكنت في القاهرة الاقي مصاعب في الشراء ، فمثلا اشتري فواكه ويرفض البائع استلام الثمن ويقول: انت تتكلم بلغة ولهجة نبينا عليه الصلاة والسلام. نعتز بوجودك هنا. لا انكر ان الشعب المصري طيب جدا ويعتز بدينه يعز ويحترم الغريب جدا.
فاصبح عضو المجامع العلمية العربية في مصر عام 1956 ، وفي بغداد عام 1962 ، ودمشق عام 1966 حتى ارتقى بابداعه الادبي الى مستوى من البيان بحيث اصبح موضع الاحتفاء والاعجاب.
لقد زار بغداد في 1962بدعوة من رئيس الوزراء الزعيم عبدالكريم قاسم ، للمساهمة في الاحتفالات التي أقيمتبمناسبة الذكرى 1200 لتأسيس بغداد ، وقدم في احتفال التنصيب بحثاً عن (( تأريخ الإسلام في المجر )). ،وفي 1964 دعتهالحكومة المصرية للمساهمة في الاحتفال بالذكرى الألفية لتأسيس الأزهر.
وفي عام 1965دعاه الملك فيصل بن سعود لحضور المؤتمر الإسلامي في مكة ، وقام بشعائر الحج للمرةالثالثة خلال وجوده هناك وهو في السنة الحادية والثمانين من العمر.
لقد توطدت علاقة عبد الكريم جرمانوس بالكاتب الكبير محمود تيمور ، وقد الف الاخير ثلاث مسرحيات باللهجة المصرية العامية واهداها الى جرمانوس ، وارفقها بخطاب رقيق:
انه الف بالعامية ليثقف الشعب المصري ويرتفع بمستواه.
فرد عليه عبدالكريم جرمانوس قائلا : إن العامية لغة حديث فقط ، ولا تتسع إلى تصوير الخلجات العميقة ، وكشف السرائر الغائرة في الأعماق ، كما تتسع الفصحى لرسم أدق النوازع في إبداع. ودعاه الى ان يهجر تيمور الكتابة بالعامية وان يعمل على ارتقاء اسلوبه الادبي.
وقد أعجب محمود تيمور بشخصية جرمانوس ، واستوحى منه قصته ((المستعين بالله)) في المجموعة القصصية التي سماها (( خلف اللثام )) وهي قصة جوال سائح ، يأتي إلى القاهرة ، فيسكن في حي الحسين ، ويلتحف بعباءته البيضاء ، حتى يطوف بالحي في ملابس العربية الفضفاضة ، حريصا على أن يصلي الفجر بالمسجد ، وأن يرتشف صوت المؤذن في سكون الليل!.
كما كتب محمود تيمور عن قصة اسلام جرمانوس قائلا:
سألته في غضون حديث معه:
ما قصة إسلامك يا حاج عبد الكريم ؟ فقبض على لحيته وجعل يتخللها بأصابعه ثم أجابني بقوله:
هي لحظة من لحظات الإشراق ، لأن الإسلام دين الذهن المستنير ، وإن أصحاب التفكير الحر ليجدون في هذا الدين السمح - عقيدة وشريعة - ما يستولي على الإعجاب ، وما يهدي إلى الإقناع ، وعندي أنه سيكون معتقد الأحرار كلما تخلصوا من ربقة النشأة ، ووطأة التقليد ، وأنا أعرف كثيرا من المستنيرين يجلون الإسلام دينا ، ويكنون في سرائرهم إيمانا وإذعانا.
ويضيف تيمور في مقاله : فقلت له ، ولم يشفني جوابه أو أطمعني هذا الجواب في الاستكثار من تفاصيله : هل لك أن تحدثني ماذا حبب إليك الإسلام ؟ فاسترسل من فوره يقول: حببه إلى شيء واحد ، هو جوهر كل شيء أنه دين الطهر ، دين النظافة ، نظافة الجسم ، والنفس ، والسلوك الاجتماعي ، والشعور الإنساني.
كما نعلم ان اللغة العربية تعرضت خلال حقبات التاريخ ، بدافع الحقد الى تيارات تهدف تجزئتها ، وتفتيتها ، و بالأخص في القرن الماضي ، على يد مستشرقين حاقدين على ديننا ، وثقافتنا ، وتاريخنا.
وما يجدر ذكره أن جرمانوس قد استغرب عندما وجد في جامعة بودابست -التي شغل أستاذ التاريخ والحضارة بها لأكثر من أربعين عاما-وجد من ينشر البحوث داعيا إلى إحياء اللغات العامية في الوطن العربي، ويعدها كاللاتينية التي هجرت إلى غيرها بتطور الزمن ، ويحلم بالزمن الذي تصبح فيه لغة مصر غير لغة العراق ، ولغة المغرب ، غير لغة الشام ، سعيا إلى تفتت كيان متماسك تربطه اللغة الفصحى بأقوى الرباط.
استفز هذا العمل بروفسور عبدالكريم جرمانوس ووقف بثقة وايمان امامهم ، وحاربهم اعنف محاربة في عواصم أوربا ، ومواطن الاستشراق الاستعماري ، بما امتلك من حجة دامغة ، ومنطق أصيل ، وتعرض بذلك إلى خصومات حاقدة ، كان نتاجها طرده من عمله الجامعي بحجة أنه يسير في غير الاتجاه المرسوم. غير أن تلاميذه وقفوا بجانبه دفاعا عن علمه ، وأقروا فضله ، ورأوا عمق تأثيره في جامعات الشرق والغرب التي زار أكثرها ، كأستاذ زائر ، مسجلا لبلاده مجدا لا يلحق ، فبقي الداعية المسلح برأيه المستنير أستاذا للتاريخ في جامعته العريقة ، رغم أنف الرافضين. وعبر عبدالكريم جرمانوس عن رايه وعقيدته وايمانه في صحف اوربية مختلفة ، ودخل في نقاشات حادة ، وكان دوما يخرج منتصرا ومرفوع الجبين.
كتب في احدى الصحف الاوربية : (( إني - وأنا الرجل الأوربي الذي لم يجد في بيته إلا عبادة الذهب والقوة والسطوة الميكانيكية - تأثرت أعمق التأثر ببساطة الإسلام وعظمة سيطرته على نفوس معتنقيه. إن الشرق الإسلامي ، سيبقى مستوليا على لبي بروحانيته ، ومثله العالية. الإسلام حافظ دائما على مبادئه الداعية إلى الحرية والإخاء والمساواة بين أبناء الجنس البشري.)) وكتب ايضا (( وقد سما الإسلام بالأفراد من وحدة الحيوانية إلى آفاق إنسانية فسيحة وأني لأؤمل بل أتوقع أن يكون الإسلام قادرا مرة أخرى على تحقيق هذه المعجزة في الوقت الذي تحيط بنا فيه ظلمات كثيفة. ))
وكان جرمانوس أحد الأوربيين القلائل الذين زاروا الأماكن المقدسة في مكة والمدينة ، حيث سافر عام 1935م من مصر إلى جدة. وكتب مذكرات رحلته إلى الأماكن المقدسة باللغة المجرية تحت عنوان (( الله أكبر )) .
وقد ألح عليه حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، لمعاودة الحج للمرة الثانية ، فعاد إلى الأراضي المقدسة عام 1939م.
ولجرمانوس فضل في حث الأستاذ محمد حسين هيكل على الحج وزيارة الأماكن المقدسة التي سجلها في كتابه (( في منزل الوحي )) يقول محمد حسين هيكل في مقدمة كتابه : (( وجعلت أدير شارة الراديو على محطات مختلفة حتى كانت بودابست ، وكانت أول عبارة تنفست عنها الإذاعة قول المحاضر: وسط هذه الجموع الحاشدة حول الكعبة جعلت أسمع : الله أكبر ، الله أكبر : فلما انتهيت من الطواف ذهبت أسعى بين ربوتي الصفا والمروة. فقلت في نفسي : أو يكون هذا الأستاذ الأوربي الحديث العهد بالإسلام أصدق عزما مني في زيارة الأماكن الإسلامية المقدسة ؟. ))
ولجرمانوس مساعٍ جليلة في جمع شمل المسلمين في بلاده ، إذ ألف من بينهم ( وهم قرابة ألفين ) جماعة تنظم شئونهم واستطاعوا هنالك أن يحملوا الحكومة على الاعتراف بالإسلام دينا من الأديان الرسمية.
توفي جرمانوس في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979 وقد بلغ عامهالسادس والتسعين ، ودفن حسب الشعائر الإسلامية في مقبرة من مقابر بودابست. رحمة الله عليه.
مؤلفاته:
كان جرمانوسكاتباً غزير الإنتاج ، تناول مختلف المواضيع ، فقد كتب في تأريخ وأدب الأتراكالعثمانيين ، وبحث في التطورات المعاصرة للجمهورية التركية ، وبحث في الإسلاموالتيارات الفكرية الإسلامية المعاصرة ، والأدب العربي
ً وقام بدور رائد في التعريف بالثقافة العربية، والأدب العربي ، وبالإسلام ، وبحضارة الشرق عموماً. فتعرفت أجيال متتالية من المجريينعلى أعماله وأحبتها.
و امتاز بنشاطه في خدمة الاسلام ، والعرب ، والشرق عامة ، بل وللعالم اجمع ، وقدم انتاجا غزيرا يدعو الى الفخر ، بحيث اصبحت كتبه مصدر الهام للمستشرقين ، والمستعربين الاوربيين عامة ، والمجريين خاصة ، وكان يؤلف كتبه ويكتب ابحاثه بعدد من اللغات ، الى جانب لغته المجرية ، كالانكليزية ، والفرنسية ، والايطالية ، والالمانية . ولا ننسى أن اللغات الشرقية التي اتقنها كاللغة العربية ، والتركية ، والفارسية وزياراته لمصر ، والعراق ، وتركيا ، والهند ، والمملكة العربية السعودية ، وتعرفه بشخصيات علمية ، وكتاب وادباء وسياسيين لهم مكانتهم في المجتمع العربي و الاسلامي .ساعدته للتعرف على روح الشرق و الاسلام بكامل حقيقتهما.
فقد دوّن في كتبه تجاربه وخبرته وملاحظاته عنرحلاته الكثيرة إلى الشرق ، خصوصاً الهند والبلاد العربية وتركيا. وبذلك يمكن تصنيفالكثير من أعماله بأنها من أدب الرحلات إلى كونها كتباً علمية بحثت في التاريخوالثقافة والحضارة والأديان في البلدان التي زارها.
اهم مؤلفاته:
1- صدر أول كتاب له في فييناباللغة الألمانية في العام 1906 عنوانه ( تأريخ الشعر عند العثمانيين )
2- كتاب (( الهند اليوم )) (1933) وله دراسات كثيرة عن الهند
3- (( التنوير في المهن )) (1934).
4- وكتب عن الرحالة والجغرافيين العرب كتاب (الجغرافيون العرب) ، ( لندن ) 1954
5- كتاب (( تحت ضوءالهلال الخافت )) (1957)
6- كتاب (( الشعراء العرب من الجاهلية حتى يومنا هذ ))الصادر في 1961 واهداني نسخة منه ، وقد عبر في كلمة الاهداء الرائعة التي كتبها عن مشاعره وتقديره للحديث القيم الذي جرى بيننا.
7- وله كتاب مهم ))تاريخالأدب العربي )) صدر في 1962،
8- لعبد الكريم جرمانوس مؤلفات كثيرة نذكر منها (( الرومي )) .
9- ((الأدب العربي في المهجر ))
10- (أضواء الشرق)
11- ( اكتشاف الجزيرة العربية )
12- ( بين المفكرين )
13- ( تاريخ العرب )
14- ( التيارات الحديثة في الإسلام )
15- ( دراسات في التركيبات اللغوية العربية )
16- ( الرحالة العرب )
17- ( شوامخ الأدب العربي )
18- (على هدى نور الهلال ) وهو بمثابة مذكراته الشخصية.
19- (غرام في الصحراء )
20- ( القومية العربية )
21- كتاب مشهور بعنوان (( الله اكبر )) ونال شهرة كبيرة وترجم الى لغات عدة .
22- كتاب ( محمود تيمور والأدب العربي الحديث )
23- ( منتخب الشعراء العرب )
24- ( نهضة الثقافة العربية )
25- كتاب (( نحو انوار الشرق )) 1966 عرض فيه تجاربهخلال رحلاته التي قام بها بين 1955-1965
ولا ننسى أن تعلم جرمانوس اللغات الشرقية كانت وسيلة ليتعرف بها على روح الشرق ،والإسلام .
اخوكم ابن العراق الجريح :صلاح الدين سلطان