مرفوعة إلى النّحات الخالد.. زفرة الإزميل... تَعَذَّرَ قَوْلِي يَا مُعَلِّمِيَ الشِّعْرَا ...............فَعُذْرًا وَ إِنْ أَرْسَلْتَ تَسْأَلُنِي الْعُذْرَا وَعُذْرًا لِأَنَّ الْبِئْرَ حَنّتْ لِجَدَّتِي .................طَوِيلاً وأَنَّ الْقَلْبَ تَنْكَؤُهُ الْمُرَّى تَجُولُ بِيَ الْأَفْكَارُ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ ...............وَتُنْسِينِيَ الْأَحْدَاثُ عَهْدِي وَمَا مَرَّا وَدُونِي إِلَى الْآمَالِ دَرْبٌ مُفَخَّخٌ ..............وَحَوْلِي مِنَ الْأَوْهَامِ مَا يَقْتُلُ الذِّكْرَى فَكَيْفَ تَرَانِي يَا خَلِيلاً بِمُنْتَدَى .......................أُحَدّثُهُ نَثْرًا فَيَغْمُرُنِي شِعْرَا وَكَيْفَ تَرَانِي وَالسَّمَاءُ تَدُكُّنَا ......................نُسَائِلُهَا قَطْرًا فَتُمْطِرُنَا شَرَّا فَأَحْسِبُ أَنِّي قَدْ حُشِرْتُ إِلَى الشَّقَا ............وَأَحْسِبُ أَنِّي قَدْ بُعِثْتُ وَذِي الْأُخْرَى أَتَعْذِرُنِي إِنِّي أَرَانِي مُقَصِّرًا ................خَلِيلِي لِيَ الْأَعْذَارُ إِنِّي بِهَا أَحْرَى فَلَوْلَاكَ تَدْعُونِي هَجَرْتُ مَطِيَّتِي ................وَلَوْلاَكَ مَا دَوَّنْتُ بَيْتًا وَ لاَ شَطْرَا حِيَالِي عَلَى وَجْهِ الْحَيَاةِ كَآبَةٌ ............وَفِي جَوْفِهَا ابْنُ الْفِتْنَةِ الْمُرَّةِ الْكُبْرَى إِذَا وَضَعَتْ يَوْمًا رَأَيْتَ وَلِيدَهَا ...........مَرِيدًا مِنَ الشَّيْطَانِ دَاجٍ قَدِ اسْتَشْرَى عَسَاكِرُهُ الْأفْكَارُ حَادٍ يَحُثُّهَا ............ضَلاَلاً إِلَى الْأَحْزَابِ وَهْيَ بِهَا تُغْرَى فَكَمْ وَتَّرَ الْأَعْصَابَ حِزْبٌ مُفَرِّقٌ ................وَكَمْ وَلَّدَ التَّهْمَامَ رَأْيٌ بِنَا أَزْرَى إِذَا سَقَطَ الْحُرُّ الْوَحِيدُ مُجَدَّلاً ............فَلاَ غَرْوَ أَنْ يَسْتَشْهِدَ الْفَالِقُ الْمُجْرَا فَلاَ تَنْسَ تَأْبِينًا وَعَدَّ مَنَاقِبٍ ...............وَلُمَّ قَرِيضَ الْغَزْوِ وَاجْعَلْ لَهُ قَبْرَا
( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)