ألأرضُ مادت واسترابت والتَوَتْ وتضعضعت وتردَّدت وتهزهزت...من ساكنيها؟ من ألوفٍ سارعت للخبثِ فيها..؟ من خياناتِ الضميرِ تسعَّرت لفَظَتْ تباريكَ الإلهِ ازَّيَّنت للمارقينَ تجمَّلت للشَّرِّ حابتْ أحجياتِ الغدرِ أوصَتْ بالذينَ تواعدوها النَّصرَ موتاً أحمرا أولَتهُمُ الإيفاءَ وعداً مُنكَرا صَفَقَتْ على كفِّ العميلِ ورحَّبتْ بالحِقدِ صاغتهُ البَديلَ تمايزَتْ.. فتطَيَّرتْ من أمنِها لاكتْ مبادِئها وعافتْ عِزَّها وَهْناً على مجدٍ تلاشى واستَتر..!!!! * أ لأرضُ تحتمِلُ اقترافاتِ البشر؟! إن شرَّعوا فيها الدَّناءةَ وارتووا حبَّ الدُّنى بعدَ التَّواطؤِ مع شياطين الحُفر؟! مع شعبِ أحفادِ القُرودِ تسيَّدوا وتفرعنوا وتمدَّدوا واستعلنوا الطُّغيانَ لمَّا بدَّدوا فيها الإلهَ وأركسوا لضمائرٍ بِيعتْ محاريبَ الصَّلاةِ استهجنوا منها الكرامةَ ضيَّعوها.. هجَّنوا حُبَّ الحياةِ وزخرفوها حوَّلوها مرتَعاً لِصَغارِها لهوانِها.. لخرابِها ابتاعوا الضَّميرَ بأبخَسِ الأسعارِ مِنها شرَّبوها الذُّلَّ حتى أُتْرِعتْ! فرَّتْ كما فرَّ الخسيسُ من المماتِ وأسرعت.. فالحقُّ فيها بات مذموماً كذا ومُنكَّسا والنُّبلُ ضجَّ مع الوفاءِ فاُخرِسا.. عجباً لأرضٍ تكفُرُ اللهَ الجليلَ بعرشهِ تُدعى بأرضِ القدُسِ في سِفْرِ القَدرْ!