أنا لا أبكي..
في مجلسِ عزاءٍ دولي،
يدَّعون..
أنَّ سماءَهم الزرقاءَ تبكي شتاءً
أنا ابنُ نَهرين،
والنَّهر لا يسألُ عن البُكاء.
لا أشبهُ بعضَ البَشر
بكائي أضعفُ الإيمان
وأولُ الولوجِ لعالمِ برزخٍ بارد،
لا حاجة فيه للدّموع
على وجنةِ غرقى.
البكاءُ صعبٌ بعدَ الانفجار،
حفرةٌ ،
أصواتُ أصدقاء..
وغيرِ أصدقاء،
غبارٌ ابنُ حَرام،
وجوهٌ مُطفأة
أفواهٌ تتمتمُ النّهاية،
مدنٌ تقعرتْ بعدَ انقشاعِ الموت.
لا أملكُ دمعًا كافيًا
يغسلُ ما تراه عينايَ كلّ يَوم ،
لا رُكنَ كامِلًا تركهُ التاريخ لي
فأين أتلو الفاتحة.
البعدُ وطنٌ يَصلح للاستهلاك.
في صُرَّةِ الملابسِ حفنةُ ترابٍ منَ الحَي
أودَعها النَملُ بعض بُيوضه
باحَ برائحةِ بالأرض،
وهَمسَ لي بوصيتهِ الأخيرة.
البعدُ مشروعُ ولادةٍ متأخِّرة،
يكفيهِ من كلِّ عامٍ فائتٍ صُورةٌ.
المغتربُ مستأجرٌ تَعِب،
والغروبُ في بلاد الغرب دافئ
يَقرأُ الرحمةَ على أمواتٍ دُفِنوا داخلَ الرأسِ.
أنا لا أبكي
بعدما غَسلت الدموعُ عيون أطفالِ خان شيخون
كانَ هذا آخرَ البكاءِ على الأرض،
توارثه أبناءُ العم..
بقسامِهم الشرعي
بعدما رفضتْ السَّماءُ إعادةَ تدويرِ أي إنسان.
يدفعنا ألم الوطن إلى اعتناق الشجن أحقابا من أنين تضرب في جذور أعمارنا القصيرة
نصاب بهذيان أوهن منا مسارب الأفكار
وأرَّق في خلجاتنا مكامن الحرف حتى بؤنا بجريحِ بوح مضمخ بدماء لا تستكين فورانا..
بوركت أناملكم أيها القدير
ســلام الله وود ،
الله الله الله
كنت مع السحر والجمال
أوجعتني حد البكاء والله ..قد بكيت....!! ففي كل المحيطات والبحار وما بينهما ،
وبين النهرين :
ثمة بلال سيغرد كالبلابل
مرةً ،
أو مرتين ؛
من أجل ذلك يتضاعف الأمل مرتين...!!
فهون عليك ، صديقي ،
لن نموت مرتين...!!
شكرا للوجع على تقاسيم الامتاع..!!
وما علي إلا أن أمدح القصيد الجميلا ...؟!!
نص من نفائس الحكي في الركن ...
بوركتم في نص تناثر جمالا...!!
لـكم القلب ولقلبكم الفرح
بورك مدادكم
مودتي و محبتي
يا أيها الوطنُ القتيلُ تكرماً
دعني أضمُّ تراب طُهرِكَ أكتفي
إنَّ البِعاد يهدُّني وسئمتُهُ
إلاكَ لا يشفي جراحي فأنصفِ
الأخ الأستاذ بلال
لقد أوجعنا الحزن المتأصل في الكلمات
دمت بهذا الابداع
أبعد الله عنك وعن الوطن كل ألم
أبدعت وأوجعت