تغـريبة الحب المعــتق - شهقـات وجدانية

هي شهقـــات

كان ضابط إيقاع الحرف فيها
الحاج سمير عودة

مع أخلص التحايا وامتنان لا ينضب لأبو تيسير

( الشهقة الأولى )



أي نسماتٍ معجونةٍ بصهيلِ عشقٍ
أطلقَتْ سراحَ الحرفِ
فــ باتَ من فـرطِ نشوتِهِ يهيــمُ
يجـوبُ قفـارَ السّطورِ
باحثاً عن كسرةِ حُبٍّ
يرتِّـقُ بها لهفتَــهُ
والأنثـى الغافيـةُ بـ حجراتِ القلبِ
تغسـِلُ بـ حزنِها الأزليِّ
أطيـافَ الأمــلِ

من أسَرَ لكَ
أنَّ الغربــةَ اختيــاري ؟
فقد ملَّ الياسمـينُ من انتظــاري
وعيـونُ السهدِ ترسِلُ
صوبَ دياركَ شعاعَهــا
وفوقَ ذراعِ الفَجرِ المفـتونِ بالهمسِ
كم بكيتُ حتى احمرّتْ جفونُ الورد
وناءَ الصباحُ بحمـلِ أثــقالي

( الشهقة الثانية )


وكيفَ أنسى يا حلمَ العُمرِ
وشهدُ مبسمِكَ
يقطُرُ وجداً وشَوقا
إذا نأى عنِ الروحِ طيفـُكَ
وتزاحمَتِ الذكرى بدروبِ الزمنِ
يبقى غرامُـكَ ديــدَني
وصـدرُكَ محــرابي
به أقيـمُ صلــواتي
وأدعـو لخــالقي
بلحنٍ بيـزنطيٍّ ملائكـيٍّ
أن يجمعَ روحينِ انصهـرا عشقاً

أذكرُ .. نعــمْ
أذكـرُ شجرةَ السنــديانِ العتيـقة
كمْ أمالَـتْ غصـونَها لـ تضمَّنا
كم أدفأتْ قلبينـا بأطيـافِها المقدّسـة
أذكرُ كلَّ ذرةِ همسٍ
عانقـتْ أذنيّ
ودغـدغتْ حـواسي
أذكر يا روحَ النّبضِ .. أذكر

( الشهقة الثالثة )


هل هطـلتْ عليكَ سُحُبُ الحنـينِ يوماً ؟
هل تعـرَّتْ أبجدياتُـكَ
معلنَةً شـدّةَ الظمأِ بالجسـدِ المعتلْ ؟
أجعـلتَ ذاتَ شـوقٍٍ عينيكَ
بركـةً ...
تسبحُ بـ مياهِها العذبَةِ
تســاؤلاتُ الوجــعْ ؟

قد اخترقْـتُ تلكَ الأهــوالِ
بمجـدافِ الحنـين وحْدي
وأشعـلتُ دروبَ الانتظــارِ
بأفكـارٍ .. ازدحمـتْ بتفاصيـلِكَ
نعمْ .. يا نبضَ العمــرْ
قدْ مُـتُّ شــوقا
واستوطـنَ الحـزنُ حنــايا الرّوحْ
والتَهَـمَ الليلُ فُتاتَ حُلُـمٍ
منسكِـبٍ فـوق جسـدي
فلا تغِـبْ ..
وادْنُ مني
تنشّـقْ شـذا رياحيـني
فما زالَ للعــمرِ أرصفـةٌ
مليـئةٌ بالوجــد

( الشهقة الرابعـة )


قصّـةُ ماضٍ ..
على دروبِ الحلمِ هاجـرَ بنا
تركـنا نتعــذّبُ ..
قلوبٌ .. !! تستجـدي لُقيا
بَدَتْ ذاتَ قهـرٍ مستحيلةً
وبردُ الشّتاءِ يُمعِـنُ بـ كَيِّ أطــرافَـنا
بزمهــريرِ الحنــينْ

أما قلتُ لكَ أنتَ عطــرُ وردي
الذي أتنشقُــه .. فأحـيا ؟
أما أسرْتُ لك ذاتَ لهفــةٍ أن بالعينِ مسكـنَكَ
وبحجـرات القلـبِ تضطجــعُ؟

بألحانِ همساتِك الشرقيةِ أدنـْدِنُ بالآهااات
وبـ عينيكَ العاشقتـينِ أعـومُ منتشــيةً

يا سيَّد القلبْ .. وكاهـنَ الروحِ
إلى مخدعِـك سأتّجهُ
راهبــــــــــــــــــــــــةً ..
لم تتعـبّدْ يوما سوى لخــالقِها
ومــلامح الطّهـرِ الغــارقةِ بليلِ سهــادي
ستركــعُ طــــــــــــــائعة
حين يهاجمُــها رحيــقُ شفتيــكَ
فلا تتركني أنوحُ على ليلــةٍ
بمحــرابِ العشــقِ تأويــني

( الشهقة الخامـسة )



ألا زلتَ تذكرُ
حين اختلسنا النظراتَ
خلفَ ستائرِ اللقاءِ ذات شوق؟
كيف أقسمتَ أنّك ستقهـر المسافات
وتحطّمَ أوثانَ البعـد
لتغفو يداكَ فوق خصلاتِ شَعـري ؟
وإلى الأبــدْ ؟

كان صوتُ كاظمٍ حينها
يداعــبُ أنفاسَنا الحرّى
وأنت تدندنُ معه :
عبرتِ الشطْ على مودك ,,,, خليتك على راسي

كم ضحكنا
حتى امتلأتِ الهدبُ برذاذِ اللهفة
صُبحُــــــــنا هـــــــادئٌ ..
ليلُــــنا صــــــــــاخــبٌ
وما بين الليلِ وانبلاجِ الفجر
آهاتٌ تردّدَ صداها بأوديــة العشــقِ
فألهبَ شجـونَ البريّة
حتى باتتِ الطيــورُ تقلِّدُ همهماتنا منتشيةً
والأزهــار تتمــــــــــايلُ فرحا
شــذاها يخترقُ جــدارَ الروح
وحين إشراقـــــــــــةٍ
نعود .....
ونبحثُ عن فنجانَ حُبٍّ
يروي العطش المستعر

( الشهقة السادسة )


بكلِّ ورودِ الدّنيا
سأهطلُ عليك

بعددِ ثواني الفقدِ سأصلّي
للقاءٍ .... جمعَنا بعدَ نأيٍّ

بكلِّ اللّغاتِ ......
سأكتبُ القصائدَ المعمَّدة
بنبيذِ اللهفـة

وأنتَ .... ستعلنُ صافرةُ حبِّكَ
وصولَ قطـارِ الهَيام
مذيباً عتمةَ الليالي
مزيلاً سهادَ المساءاتِ الخمرية

فـــ تعااااااااااااااالَ ...
لأرتمي بين ذراعيْ الحنين
وتملُّ الآهاتُ مني

تعاااااالَ ...
نختزلُ كلماتَ الشّوقِ
نرسمُها شعاعاً ساحراً
فوقَ كرمِلِ الحبِّ
لتحتشدَ النجومُ
أمامَ محرابِ الهــوى

( الشهقة السابـعة )




على موسيقى المطرِ
الهاطلِ من سطوركَ
شارَكني النّبضُ رقصةَ الانتشاءْ

يا سيلَ القصائدَ الغارقة بالتمّني
دعني ..
دعني بزمنٍ .. تلاشتْ فيه المعجزاتُ
أزرعُ رحيـقَ بوحي
وقوافلَ الحنينِ
بالقربِ من سريرِ الياسمين
وأتسكّعُ بـ خيلاء بينَ الهـُدُبِ
وثورةُ الدلالِ يفوحُ عطرُها
محدثةً إعصارا بين ضلوعك

سأكون كلَّ الفصولِ
خريفاً .. على أنغامِ الريحِ أرقص لك
شتاءً .. كالزمهـريرِ أتوغلُ في صدرك
صيفاً .. نيرانا ألهبت أعماقَـك
و ... ربيعا .. من شلاّلِهِ أسقيكَ الغرامَ

( الشهقة الثامنة )



يا دهشةَ العطــرِ
يا مَن بأنفاسِــكَ
تقاسمْتُ رغيفَ الحــنان
وأعلـنتُ عبرَ مـآذنِ القــوافي
انعتــاقَ روحين
شربا كــؤوسَ الشّوق
حتى انتشَـتِ الأوردةْ

هِبْني قافـلةً من مشاعــر
لأصرخَ ملءَ المـدى
هــا هو ...
حبيــــــبٌ .. لــ شموخـِهِ انحنَـتِ الجــبالُ
عاشــقٌ .. تغـرِّدُ فوقَ شفتيـهِ حروفُ الغــزلِ
وسأخــبرث الجميـعَ
عن موعـدٍ خجــــــولْ
يوقِـظُ أركـان الصّمتْ

وستجدُني أســابقُ الرّيـحَ
والهيـامُ يتقــاطرُ بالشـريان
بجنــونٍ أَجْـري
بشغــفٍ أهــذي
حتى يدركُ المخــاضَ غيـومُ الحبْ

( الشهقة التاسعة )



يا بهجةَ العمرِ
ما كانَ الرحيلُ خياراً
ولا زرعنا أشواكَهُ عمداً بميادينِ حُبّنا
بل أضأْنا شموعَ اللهفةِ
قبل أن يرسمَ الدهرُ معالمَه بدروبنا
ويشدُّ وثاقَ الوريد
كيلا تعبثَ به مُجونُ الشّوق

أياما .. تَسَارعَ على وقعِ ثوانيها النبضُ
سنينا ... واسمك الغارقِ بمطرِ الحنين
ما فارقَ الشفاه
ووديعةُ السماءِ تنمو بالخافق
حتى أينعتْ وتبلّلَ ثمرُها بالشهدْ

فــ تعال .. نرسمُ قبلاتَ الفرحِ
وهجا مشتعلا
فوقَ الشفاهِ المورداتِ