يَجْتاح الأفقَ مُتودرا في حُلكة صَنعها رداءً بعد أن زجَرته الأمداءُ
لم تكن حلكة وافدة ، بل كانت فيه منذ الأزل : طبيعة سفيهة
يستريح على اسوداده ظلا هجينا، يمتد في الأفق صراخا مشوها ،ويبعثر خطواته ما بين وعيد وتهديد ، لكل من مر قدام مخياله الشارد الهارب به إلى هاوية الخواء إلى خاوية نصب على الريم
يراها من بعيد قادمة ضوء..
يغمز للحلكة يمدها برصاصات ، خبأها يوم اقتنصت الغربان بيته ، هزيما كـ السنابل الفارغات تنكسر عند هبة ريح
يموت ألف موتة ، وفي كل موتة يراها ويرى ضوءها / ثم يعود للموت طواعية فقد قهرته الظلال التي لا تنحني
عبثا يحاول..
يرمي بغمزته يوما على سرير المعنى
بات المعنى شرارة أدمته..زجرته ..
أقصته من اخضرار المِخيال إلى واقع اليباس ..
كانت نظرة واحدة منه تعليه عندهم
قالوا :إن الوقت عند الإقصاء ملحمَة عشق
قالوا : إن الأرض اكتفت بما زرعه فيها وتمدّدت بعيدا
قالوا : إنه على مصطبة هذيان منذ خذلته الأرض
قالوا : إنه قوي جدا بذراعين لا تنكسران حتى تهشما أعشاش القبرات
وقالوا : إن الرجال حين صنعوا سقفا لبيته وسكنوا فيه / كان المفتاح في جيوبهم هدية منه
قالوا ..
أيهذا القابع في حلكة الغمزة وغمزة النهايات ، السماء لا تضحك لمن باع واشترى في الحلكة تجارة كساد
أيهذا القابع في منام الذكرى توهما ، السراب لا يغني أرض البوار
ويأتي الضّوءُ
يمتحن صبره من جديد يمتشق غليانه دعامة ..
ينعته بالعهر ينتكس عند استقامة الضوء / وانفجاره ضحكا مسترسلا
يحاول تقليد ضحكته ، تنغرز شوكا يدمي جوانياته المنتهية ، يبدو كالمهرج الذي فقد خيط البداية وساحت تعابيره في ركام المساحيق
وثم
تلوح الصورة صورته في أشعة الضوء صغيرة كحبة سمسم لا ترى
صورته جدار من يباس ويباس من أسمدة ، كأنما الأرض التي زرعها اسودادا منحته تأشيرة الحصاد الهزيل
أو لعلها انتقاما من استهواءاته الكثيرة تشققت كي تحصد الحلكة ما جنت
ولقد رأته ذات محاولة انتهاك للبياض رأته ..
لم يكن هو ذاك القابع في قبة المطارادات / بل كان ذاك الشيء القابع في تلك الحلكة
كم بشع أن تهدم صورة الحقيقة صورة المخيال.. وكم موجع أن تمسطر الصورة ذراعين قويين يمحقان القبرات
ها رجال واقفون على درب التحدي فمن يستطيع
ها رجال حقيقيون يرفلون في جبة خضراء
ها رجال بألف رصاصة من مخيال سرير المعنى الاسود
دنا منهم .. قال أستطيع
عطس أحدهم عليه دنا منه اقترب أكثر
توجس خيفة وعاد بذراعين قويين ينبش عش القبرات .
و
سارت القبرات بنخوة نحو الأفق علت وحطت في نفس المكان ، قهرته أجنحتها الطرية بالفرح والنضال والتفوق
صنع قمة مما تبقى من مغصه ، اعتلاها بعد لأيٍ ، تلك القمة المتشحة بالسواد
جاء بالضباع والذئاب ورسم لهم الطريق ذكاءً
تمددت الأجنحة الطرية بالفرح وعيونها مغمضة / وسارت نحو الضياء
ويا سيد سوغان مثلك تماما
أتمختر في تلك الأجنحة وأشاهد / زوووووم / ما يتفتت عند قمته
يا سيدي سوغان سنشرب قهوتنا المعتادة ونسترسل في الضحكات
والضحكات لا تباع ولا تشترى
قد تباع الأرض قد تخان ..
وقد يمتختر الضعفاء في هزيمتهم نحو عش القبرات
قد تمحق الأرض قد تهان .. قد..
لكن لا شيء يعيد خطوة الاسوداد في قلبه مستقيمة تعلن الحرب سوى موت القبرات
والحياة / حياة القبرات / تهزمه حد الغثيان
صعب .. صعب جدا صيد الريم في وعلى أرض الشرفاء
يا الله..
صعدت معكِ على كلّ ربوة للجمال فحملتنا الأرض على ساعديها
نصّ رائع ارتقى ليكون لوحة فنّية، في دفق شعوري خارج من غوص عميق في الذات الإنسانية
وهذا ليس بغريب على قلمك الضوئي
.
.
ربما كان انهدام تصاوير الخيال نزولا عند رؤية الواقع وحتمياته دافعا يؤز الأعماق
ويعيد تهيئتها لتنعم ببعث جديد!
سلمت حواسكم أختي الأديبة القديرة ولا عدمتم الجمال والألق
مودتي والاحترام
يا الله..
صعدت معكِ على كلّ ربوة للجمال فحملتنا الأرض على ساعديها
نصّ رائع ارتقى ليكون لوحة فنّية، في دفق شعوري خارج من غوص عميق في الذات الإنسانية
وهذا ليس بغريب على قلمك الضوئي
.
.
بارك الله فيك أستاذة هديل
القراءة ماءُ الكتابة وهنا كانت
الله يعلي مقامك شكرا على تثبيت النص
تقديري بلا ضفاف
ربما كان انهدام تصاوير الخيال نزولا عند رؤية الواقع وحتمياته دافعا يؤز الأعماق
ويعيد تهيئتها لتنعم ببعث جديد!
سلمت حواسكم أختي الأديبة القديرة ولا عدمتم الجمال والألق
مودتي والاحترام
شكرا كبيرة أستاذ ألبير
أسعدني أن راق النص لحضرتك
وشرفتني قراءتك وجدا
هو الضوء حين ينتصر لنفسه
من عتمة متفشية،
حين يأخذ بأجنحة القبرات للأعلى؛
لتسمو فوق الإنحطاط،
هو الفيء والفضيلة والسمو المستوطن أرض الشرفاء.
..
ماأروع حرفك المكين يازهرة الأدب الفواحة
و ماأروع الغوص في معانيه الحرة
سلمت يمينك ياقديرة
هو الضوء حين ينتصر لنفسه
من عتمة متفشية،
حين يأخذ بأجنحة القبرات للأعلى؛
لتسمو فوق الإنحطاط،
هو الفيء والفضيلة والسمو المستوطن أرض الشرفاء.
..
ماأروع حرفك المكين يازهرة الأدب الفواحة
و ماأروع الغوص في معانيه الحرة
سلمت يمينك ياقديرة
شكرا جزيلة لك سيدتي الفاضلة منية
هذا النص كتب على المباشر وعزيز جدا علي ّ
وشكرا لأنك منحته وقتا وإنصاتا