أقول احبك يختصر الكون بقطرة ندى تتوسد أزهاري ، يبدأ ربيع أخر من العبير يغسلني يطهرني من احتباس السنين فوق يومي الذي يمر....
أكون كشجرة صمتت من خمول الفصول
يبقى بور حياتي ظمأى إلى أمطارك مهما اقتربت مني الأنهار
ينازعني رماد أرصفة الريح أبحث عن أشارة الضوء الأول من بدأ النهار
لم تخلف في شموع النسيان سوى ذكرى سائرة إلى أشنأت الاحتراق واقفا وسط العتمة
لهذا سأدفن جرحي في صراخ الهواء وأدفن الأماني في سكينة الخراب وأغادر قلبي الذي تحول إلى برتقاله عصرتها أضلاع الوجع ..
الهواء أنسرق من فمي ..
يهتز المكان حولي ويدور نحو الوجع الجالس على الكرسي بلا انتباه
أزرع الأنهار في روحي كي تصبح شراييني مملكة عصافير الأشجار كي أقتل السأم الذي يطاردني من أول النهار إلى أخر نجمة تسقط في حضن المساء ...
أركض قبل أن تختنق أقدامي بعشب الكهولة وتصاب ذاكرتي بهشيم الأسرار
أتسلق أسوار التهمة لآيات الغياب ، أخيط جرحي بالهواء بلا موعد مع غبار الخسران
أخبئ الوميض الأخير من عينيك كي أرتقي سلام النور على جسدي الباحث عن حرية الاختيار...
أرمي صمتي بزجاج النوافذ لأرسم صورتك بكل الألوان ...
تضوع روحي بأنفاسك وأسقط بين كفيك بريئا من صلاة الأسفار..
أعرف أنك لن تعودي ولكني أعاند قدري بأنها ستأتي قبل موعد الانطفاء ..
سأنتظر ..سأنتظر حتى وأن جفت شفاف الأنهار على دموع النوارس
فلن تجدي قلبا يحميك من تقاسيم العزلة والانتحار بالطلقة الأخيرة من رحمة الأقدار
سأنتظرك بقلب لا يمل الانتظار ... سأنتظرك ...