وأخيرا عدت كما وعدتك.. الوقت يميل للأصيل .. تركت المنحدر ، وتوغلت في الغابة التي تغطي الربوة التي طالما شهدت عدونا واختزنت ذاكرتها ضحكاتنا .. أخال أنها لا زالت تجلجل في كل الأنحاء .. هناك المنبع .. أتذكرينه ؟ .. والصخرة الجاثمة عليه ؟ والدوحة العظيمة ، حيث نقشنا اسمينا ونحن مطرقان .. كنا نبتسم .. قالت لي شفتاك أشياء ، تمايلت على إيقاعها كل العروش والأغصان .. أتذكرين ؟ .. ضحكنا فضحكت الجداول.. وهمسنا فهمس حفيف الشجر .. وصمتنا فخرس كل ما حولنا .. كم لبثنا هناك على الصخرة ننظر إلى الشمس آفلة ؟ والأفق كأنما صبغ بلون وجنتيك .. كم تعاقب الليل والنهار ونحن جالسان ؟ .. كم أحصينا من النجوم .. وكم من مرة أحسست بجدائل شعرك يلوح بها النسيم على وجهي فتحجب عني الرؤيا ، لأغوص في رؤيا جديدة .. كنت كلما استبد بك القلق تضعين رأسك على كتفي .. و أشعر أنا أيضا بالأمان ..كانت تلك الأماسي الخريفية بهية بكل المعاني ، لكن ذاك المساء كان إيذانا بالفراق . الآن فقط أدركت لم كنت ترتعشين حينما آذنت الشمس للمغيب .. كم أحببنا الغروب .. لكن ذاك الغروب كان موحشا .. ربما كنا نحس أنه آخر غروب يجمعنا على تلك الصخرة الناتئة .
مررت منذ قليل بجوار المنزل المهجور الذي شهد أول لقاء لنا .. لا زالت الكرمة تتدلى على بابه و نافذته الصغيرة .. كم هو بهي هذا القرميد الذي يعاند الزمن .. أنا الآن جالس على العتبة .. تماما كما كنت أفعل حين كنت أنتظر إطلالتك المسائية الموشاة بعبير الياسمين في اللحظة التي كان يمر فيها القطيع عائدا من المرعى .. هل تذكرين نظرات الراعي إلينا وهو يلقي التحية مبتسما ؟.. الآن .. أصيخ السمع فيتناهي إلي خوار من هنا وثغاء من هناك .. قبل أن يطبق الصمت من جديد .. كل ما حولي ينطق بالماضي .. ينشد أغانينا .. يذكر بوحنا كلمة كلمة .. حتى ذاك الزوجان من الحمام توقفا لحظة يرمقانني بفضول .. ربما يتساءلان عن سبب قدومي وحيدا ..
ها قد عدت .. وسوف أغادر .. لكني أبيت إلا أن أقوم بطقوس إحياء الذكريات .. ذكرياتنا نحن .. لم أنس ولن أنسى أننا كنا يوما ما هنا .. نعانق المكان ونستلهم كلمات الحب مما يعج حولنا .. سأغادر .. لكنني سوف أعود في خريف ما لأعيش ذكرياتي من جديد ..
كل من عاش في القرية .. لا يستطيع أن ينسى ذكرياته
حيث جمال الطبيعة ..يضفي النقاء على لقاء المحبين
بوركت ..أستاذنا
ودام اليراع يكتب بصفاء القلب
هيام
الغالية هيام ..
لا شيء يجعل النفس تصفو وتتأمل في صمت وسكينة كالطبيعة .
حين أوغل بين الجبال وأجاور الجداول والأنهار وأعدو فوق الربى و التلال ثم أجلس على صخرة تطل على الوادي فإن ذلك يجعل كلماتي تتدفق في تلقائية ..
ممتن لك على تجاولك وأتمنى ان أبقى دائما عند حسن ظنك .
مودتي لك .
كعادتك اخي رشيد دائما تطل علينا بأدب بريئ براءة الطفولة ،صاف صفاء النّبع ،يعيدنا إلى الزمن الماضي حيث البكاء على الأطلال والمشاعر الفياضة تقتحم الجسد وتأبى الرحيل.
بورك حرفك العذري
ليلى بن ضافي
الذكريات الجميلة تبقى مخزونة في العمق
ما أجملها
وما أسعد الروح عندما يرفل النبض بالحياة والشريط يمر
أهلا بك على أرض النبع
أتمنى لك طيب الاقامة
دمت بخير
تحياتي
سيدتي الكريمة عواطف ..
بقدر ما تنهال الكلمات على خاطرتي وأنا أبوح بعواطفي ، بقدر ما أعجز عن إيجادها للتعبير عن شكري و امتناني لتجاوبك مع كتاباتي ..
أترقب تواجدك دوما بالجوار و أهديك كل مودتي وورودي .
وتبقى الحروف قابعة في دفاتر الذكرى
نجدل من شغاف الروح لها أثوابا من ضياء
فيداعبنا الحنين إلى طفولة لا تنسى
أرحب بحرفك أستاذي الكريم على ضفاف النبع
وقد أسعدني المكوث هنا لهنيهات من صفاء
أرق المنى
الغالية ديزيري ..
تجاوبك مع نصوصي يملأني سعادة و انتشاء و يحفزني على المزيد من العطاء ..
أملي أن أبقى دائما في مستوى ذائقتك الأدبية الرفيعة .
لك مودتي وورودي .