اِستِـــــلاب... (1) عُبابُ الأسئلة عبد اللطيف غسري (من مجموعتي الشعرية الثالثة) ضَبابٌ كرَأسِ الدُّجَى المُطْرقِ = كنَوْءِ الضَّنى الواصِلِ المُغْدِقِ يُنازعُني جَدوَلَ القهقهاتِ = يَحُطُّ على قَلبِيَ المُشْفِقِ أنا مَعْقِلُ الوجَعِ المُستطِيلِ = وَحَقلُ الأسى الغامِضِ الشيِّقِ عَهِدْتُ إلى الحرْفِ بالأمْنِياتِ = أخذتُ على غَيْمِهِ مَوْثِقي وما خانَ عهْديَ بلْ إنَّني = رَكَنْتُ إلى الضَّجَر المُحْدِقِ تجَنَّبتُ كُلَّ المتاهاتِ حتَّى = توَغَّلتُ في دَرْبِهِ الضيِّقِ توَضَّأتُ من مائِهِ المُسْتباحِ = تسَرْبلتُ في ظِلِّهِ المُحْرقِ وأنفقْتُ فيهِ مِن الجَهْدِ حتى = إذا نَفقَتْ حِصَّةُ المُنْفِقِ تلَفَّتُّ ناحِيَةَ الوقتِ أسْعى = على ساقِ مُغْتربٍ مُخْفِقِ فاَينَ الطريقُ وَأينَ الجِهاتُ؟ = وأينَ بِخارطَتِي مَشْرقي؟ غُبارُ الرَّتابةِ لا ينْقضِي = يَهُبُّ على الزَّمَنِ الرَّيِّقِ فتَشحُبُ في جَوْفِهِ كلُّ ذِكرَى = أحِنُّ إلى وَجْهِها المُشْرقِ شَرِقْتُ مِنَ الصُّوَرِ الرَّاقِصاتِ = على العينِ والصَّدرِ والمَفْرقِ ومِن شَهْدِ ذاكرتي المُشْتهى = ومن صمْتِ خاطرتي المُطْبِقِ ومِن نَوْحِ هذا المساءِ الجَريحِ = ومن كَدِّ هذا الضُّحى المُمْلِقِ أجِئتُ إلى البحر كيْ أستريحَ؟ = أمِ المَوجُ في لَهْوهِ مُقْلقي؟ أمِ الرَّملُ في بَوْحِهِ مُضْجري؟ = أمِ البَحرُ في لحظةٍ مُغْرقي؟ أعَابرَةٌ نَجْدَةُ القافِيَاتِ؟ = أمُجْدِيَةٌ لُغةُ المَنْطِقِ؟ وكيفَ يَلِذُّ أريجُ الخَواءِ = لِمُرْتشِفٍ مِنهُ مُسْتنْشِقِ؟ وكيفَ تُضيءُ النجومُ التي = تُطلُّ على أفُقٍ مُبْرقِ؟ يُتبع....