لا شك أن الدنيا حوادث وأخبار ، و كلنا ننقل الخبر أو نتلقاه . و كثيرا ما كان متلقي الخبر ضحية ناقل الأخبار أو ساديته أو حبه الحاق الأذى بالاخرين . و كم من مصدوم أو مصاب أو من سقط ميتا نتيجة مفاجأة بخبر صاعق لم يعرف مبلغه كيف يو صله الى صاحبه .
ان الأجدر أن نتأمل الخبر الذي نحمله ، و نحيط بجوانبه ، نوعيته مدى قربه من نفسية صاحبه و خصوصيته ، و درجة خطورته ، و نعرف من ننقل اليه الخبر أو نجتهد فنتعامل معه بأحسن ما يكون .
فقد نمهد حسب ما يقتضيه الموقف ، و نقدم تسبيقات تضع المتلقي في جو ما نريد ، فلا نفاجئه ، بل أحيانا يصل الى ما نريد اخباره بنفسه ، و هنا تكون درجة التأثر أقل بكثير مما كان يحدث لو جئناه مفاجئين . و لنر البعد بين أن نقول مثلا لفتاة وقد قرأنا قائمة الناجحين : لم تنجحي في امتحان ....
أو نقول لها : عثرة الانسان مرة قد تعفيه عثرات أشد ، فكم من عظيم خلق عظمته فشل في بداية الرحلة الدراسية ، حيث كان له درسا للمستقبل الدراسي و الحياتي ، و من قدم ما عليه قبل الامتحان لا يبالي بعده نجح أو لم ينجح فالأ مر للقدر يضعه في الخانة التي فيها الخير ... وهنا قد تصل الفتاة الى ما نريد تبليغها أياه قبل أن نفصح ، ويكون استعدادها مختلفا عن الأول بكثير ، و النتيجة أقل صدمة .
و نكون بسلوكنا هذا قدمنا واجبا لابد منه ، و أحسنا تعاملا انسانيا يكشف معرفة و حسا و شعورا طيبا ، و تفادينا الحاق الضرر بالآخرين و نحن في موقف مواساة . و كما يجري الأمر مع الخبر المحزن يكون مع المفرح ، فمن الفرح ما قتل .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .