للغيمِ شكلٌ مُختلفْ
هذا المساءْ
هوَ غامقٌ
أو داكنٌ
للغيمِ إيقاعٌ غريبٌ في السماءْ
لا شيءَ أفهمهُ هُناكْ
ويُخيفني
هذا الظلامْ
الليلُ يسكنُ كلَّ شيءْ
لا وجهَ يظهرُ للقمرْ
لا شيءَ يظهرُ في المدى
غيرُ الظلام ْ
هل يا تُرى
قمرُ السماء قد احترقْ
أم قد رحلْ ؟
أم أطفأوا فيه الضياءْ ؟
كيْ لا يراهُ العاشقونْ
والراحلونْ
جُنديّةٌ ..
جاءتْ تُفتشُ معطفي
وتقولُ لي :
من أينَ أنتْ
ولماذا جئتَ إلى هنا ؟
وكأنَّ أرضي لم تَعدْ
هذا الصّباحُ اليومَ لي !
وتقولُ لي :
قفْ ها هنا
والهاتفُ الخلويُّ في يدها تُحدّثُ عاشقاً
أو صاحباً ..
أو أيَّ شيءْ
وأنا هنالكَ أنتظرْ
رجلٌ عجوزْ
طفلٌ رضيع
وصبيّتان ..
والحاجزُ الملعونُ مزدحمٌ بنا
كلُّ الحواجزِ مغلقة
ما الفرقُ قل لي صاحبي
ما بينها
أو بين عود المشنقة
قُرب الحواجز دائما
أشباهُ ظلْ
لا قيمةً للوقت في هذا النهارْ / المساء ْ
الكلُّ ينتظرُ الإشارةَ كيْ يمرْ
رجلُ يحدّثُ صاحبه
وفتاةُ يُتعبها الوقوفُ من الصباحْ
وصراخُ طفلْ
الشمسُ تحرقُ كلَّ شيءْ
الوقتَ والإنسانَ والأشياءَ واللاشيء في هذا الممرْ
لي موعدٌ
قربَ الحواجزِ كلَّ يومْ
ويُفتّشُ الجنديُّ في كشفِ الصباحْ
هل يا تُرى إسمي هناكْ
هل بتُّ مطلوباً أنا
مثلي ومثلُ الآخرينْ
وجريمتي حبُّ الوطنْ
لونُ العَلَمْ
حُريّتي حُلمٌ تناثرَ في العدَمْ
فإلى متى
يبقى الفلسطينيُّ يبحثُ عنْ غَدٍ
يبقى غريباُ في المكان وفي الزمانْ
يبقى يُحاصرهُ الحصار
يبقى المشرّدُ في المنافي والبلادْ
قرب الحواجز دائما
سطرٌ جديدْ
لرواية الحزنِ الطويلْ
خُذني سلاحاً يا أخي
واضربْ عدوَّكَ إن فقدتَ هنا السلاحْ
بيني وبينكَ لم يزلْ
دربٌ يطولُ منَ الجراحْ
واتركْ دمائي ها هنا
فالأرضُ تُنبتُ ثائرا
ومُقاوماً يهوى الكفاحْ
قُربَ الحواجز نَنْتصرْ
وسننتَصرْ
كلُّ الحواجز زائلة
فالشمسُ تعرفُ أرضنا
والوردُ يعشقُ حقلنا
لا ضابطُ التحقيقِ يرهبُنا ولا
صوت البنادق والرصاص
لا السجنُ لا السجّانُ لا بَطْشُ الجنودْ
وطَني الحقيقةُ كلّها
وطني الحكايةُ والروايةُ والصّمودْ
لا الحاجزُ الملعونُ يقتلُ حلمَنا
البحرُ هذا البحرُ لي
الأرضُ لي
والقدسُ لي
لي الشواطيء والرمالْ
كلُّ المدائنِ والقُرى
لي كلُّ شيء
مفتاحُ قلعتنا
والسّورُ لي
لي كلُّ شيء
لا شيءَ لهْ
ولهُ الرحيلْ