يا شعرُ كيفَ سكنتني -------------- أشرف حشيش -------------- مَــن يـسـقني أدبــا فــلا أعـصيه أمـرا = طوعا شربتُ . وما شربتُ الشعرَ قسرا روحـــي الــتـي افـتـتنتْ بــراح حـنـينه = عـطشى . وذوّبـها هوى الأوطان سُكرا يـــا شــعـرُ كــيـفَ سـكـنـتني مـتـمكّنا = ومـلـكتَ سـطـر تـمـرّدي جـيـدا ونـحـرا الـرشـفة الأولــى اسـتـفزّتْ مـهـجتي= وبـحـثتُ عـنّي بـعدها فـي الـتيه عُـمرا والـرشـفة الأخـرى (الـعراق) ولـم يـزل= طعم القصيدة _ رغم عذب البوح _ مُرّا و(الـشامُ) . أين الشامُ ؟ قيل : وصيفة= قـرعتْ جـماجمَ خـمرِها بـبلاط كـسرى و(الـنـيـلُ) مـــا شـــقّ الــبـلاد مـفـرّقـا =فـعـلام شـتـت شـمـلَها فـرعونُ مـصرا أنــا لـو أطـيق كـسرتُ فـنجانَ الأسـى = وكـتـمتُ أشـواقـي عــن الـخلان قـهرا الــشـعـر يـشـربـني كــمـا يـحـلـو لـــه = وأنـــا إذا ظَــمِـأ الـقـريـضُ أكــونُ بـحـرا كـــالأرض لـــو ظـمـئـتْ يــبـوحُ بـحـبـها= دمُـنـا ويـلـفظ زهـرُهـا الأنـفـاسَ عـطـرا كـدفـاتـر الـدمـع الـتـي احـتـفظت بـهـا = أمّــي وخـطّـتني بـعـين الـحـزن ذكـرى غــيــم الـقـصـيد أســوقـه بـعـواطـفي= وأفـيض مـن شفة السحاب إليك بشرا