وصلتني رسالة من شاب بعنوان (( الى القلب المعذب )) وكان المسكين متألما على من حبها ، بصدق واخلاص ، بحيث أصبح لا يدرك كيف أنها تركته ، واختارت آخر حسب ادعائه.
على الرغم أني ما مررت يوما ما بهذه التجربة في حياتي , الا انه ذكرني بأيام صباي ، عندما كنت انقش تصوراتي على وريقات ، وأسبغ عليها طابعا مأساويا. كتبتها في حينها ، كتعبير انسانيٍ مني لهذا الشاب المتألم , وارسلتها له ، تعبيرا عن مشاعري اتجاهه ، واتجاه كل الذين انكووا من قبله ، من ذكور واناث.
ذكرتني ياأخي بأيام صباي ، إذ كنت وما زلت اعشق الطبيعة. كنت اسرح بين الحقول وأناجي أزهارها ، وكأني حقا مع بشر مثلي ، أبادلهم مشاعري ويبادلوني المشاعر. كنت كطائر حر ، هائما بين الحسن والزهر والماء.
ذهبت يوما إلى بحيرة آمالي ، لاصطاد حظي ، و رميت شبكة أمنيتي وانتظرت قليلا ، وسحبتها بصعوبة فرحا ، فوجدتها مملوءة بالحجارة ، والأوساخ.
أخرجت كل ما فيها ، ورميتها ثانية ، وانتظرت كعادتي وأنا جالس على بساط التمني
((أتمنى لو أراه حلما ... والتمني رأس مال المفلس ))
وبعد انتظار قصير سحبتها وكلي أمل ، فوجدتها في هذه المرة مملوءة بالأفاعي ، تركتها جزعا ، وهربت خائفا ، لأنجو بنفسي ، غير أني عدت إليها بعد وقت ليس بقصير ، فوجدتها فارغة وحمدت ربي. رميتها في المرة الثالثة ، وبعد هنيهة ، وجدت الشبكة تتحرك ، فاستبشرت بشيء مفرح مع شعور ممزوج بنوع من الخوف ، بذلت كل جهدي في سحبها ، إذ كانت ثقيلة ، وأفلحت والحمد لله. أخذتني الدهشة وأنا أرى فيها فتاة ملطخة بأوحال الماسي ، ومصائب الزمن ، بحيث لا أحد يستطيع أن يميز بين قبحها وجمالها ، وخيرها وشرها ، وخبثها وطيبها ، وكنت اسمعها تقول : شكراً ، شكراً يا منقذي ، وكان جسمها يرتجف ، وكأنها في شتاء قارص البرد. تركتها مسرعا ، قاصدا بيت أحلامي ، وجلبت لها فستانا من نسيج عواطفي ، فارتدته شاكرة ، وصارت تحدق بي بعمق ، وكأنها تعيد لنفسها ذكريات الدهور ، بآلامها ، وأفراحها ، وأتراحها. أما أنا ، فوقفت حائرا خجلا ، ولا ادري ما أقول !!! كنت في حيرة من أمري. نظرت إليها ، باغيا إملاء الفراغ الذي أعيشه ، فتكلفت الابتسامة بخجل ، وأحسست وكأنها قد قرأت على صفحات عواطفي نوازع نفسي وخلجاتها . نظرتني وابتسمت!!!!!! بابتسامتها ، تفتحت زهرة حبي في حقول آمالي ، وصرت لا أستطيع أن أخفي أحاسيسي ، فوجدتني كغصن طري أمام ريح عاتية ، إذ لابد أن أميل غير أني سوف لا انكسر. وجدت ضعفي قد تحول إلى قوة ، وخوفي إلى شجاعة ، وانهياري إلى عزم ، وخجلي إلى جرأة ، وصمتي إلى كلام !!!!! بادرتها بسؤال تقليدي : من أنت يا فتاة ؟!!!!!! فأجابتني: أنا سر أنت لا تفهمه ، وأمر أنت لا تدركه ، ووهم أنت لا تعرفه ، ولغز يصعب عليك حله ، وحلم حلو سوف تفقده في يقظتك.أنا الوردة التي تفتحت في قلبك ، في حقول آمالك ، وأنا الشوكة التي سوف توخز مشاعرك ، وترد إليك رشدك ، لكي تتعلم واقع الحياة. جلبتني من أعماق الدهور إلى بحيرة آمالك ، ومن ثم أخرجتني منها بشبكة أمنياتك ، فشاهدت بأم عينيك حالتي التي أفزعتك ، وعطفت علي ، وأنت أولى بالعطف يا صديقي. دع عنك غبار الماضي ، وابتعد عن أحلام المستقبل ، واعطني يدك لنتجول في حقول آمالك ، واسمعني ألحانا تذكرني بماض ولى ومات ، وهيهات ان يعود ، هيهات !!!! مسكت بيدها ، وسرنا بين الحقول المطرزة بأنواع الورود ، وكأننا طفلين ، وحيدين في هذا العالم المبهج الجميل ، وصرت انظم لها الأشعار ، وأسكبها في كأس أشواقها فرحا مرحا. في هذا الجو المشبع بنشوة الفرح ، بادرتني قائلة: وداعا يا صديقي ، أتركك لأسكن قصرا !!! وداعا ، وداعا يا صديقي !!!!!!!!! فانبهرت من الموقف ، وأنا شاخص وكأني في حلم ، بل بين مصدق ومكذب !!! شاهدت حقا قصرا على بعد مني ، ورأيت شابا يبتسم ويلوح لها بيديه من إحدى النوافذ مرحبا!!!!!!!!! أتركك لأسكن قصرا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أتركك لأسكن قصرا !!!!! ، لأسكن قصرا !!!! لأسكن قصرا !!! قصرا !!! قصرا !!! قصرا !!!!!!!!
اخوكم ابن العراق الجريح: صلاح الدين سلطان
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 07-24-2014 في 12:17 AM.
بالأمل ومع الأمل نحيا ونعيش
كانت رحلة فيها درس وعبرة
بعيداً عن وجع الماضي وسراب الأحلام
هي الصحوة من أجل المسير بخطا ثابته إلى الأمام
وأن نكون واعين لمكان البداية وخط النهاية
وكم كنتبشوق لك ولحرفك اللامع النابض الناطق بالحق وللحق ...
دمت بألقوإبداع
كلماتك وسام اتحلى به يا ابن فلسطين الكفاح.
شكرا على مرورك وكلمتك التي تتحلى باسلوب يدعو للفخر.
تقبل يا اخي واستاذي احر التحايا ودمتم ودامت فلسطين حرة يا ابن فلسطين الحر.
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
نشرت موضوعي هذا في بداية دخولي منتدى نبع العواطف ولم ار استجابة من احد عدى عواطفنا بتعليقها السار. وبقي مجمدا ، فعرفت ان الاعضاء لا تعجبهم نمط تخيلاتي ، لذا اخترت اتجاها اخر وانحلت المشكلة هههههههههههههه و الان وبكل سرور وجدت شمسك قد اشرقت ثانية هنا وانجاب ذاك العثير ههههههه , اشرقت شمسك بهذا التعليق المبهج ، فسرني جدا.تقبلي يا دعد الطيب تحياتي الحارة ودمت بخير وصحة وعافية.
اخوك ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان