فاضَ شوقي
\
يَاحَبِيبِي
قَدْ هويتُكْ
أنَاْ منْ بينِ همومي ودموعي
ما نسيتُكْ
أنت عمري
وبدونكْ
ما حييتْ
أنَاْ في شوقٍ إليكْ
يارفيقَ العمرِ
يا لحن الوفاءْ
يارداء الروحِ
يامعنى النقاءْ
أين مني شفتاكْ؟
وعيونكْ...ويداكْ؟
أين أنت اليوم مني ياحبيبي عندما يأتي المساءْ ؟
صارت الفرحة في وجهي شتاءْ
وعروقي نال منها الإنسدادْ
وبقايا من رفاتِ الذكرياتْ
فوق أكوامِ الرمادْ
وغيومٌ وغبارٌ ودمارٌ وظلامْ
أيها المزروعُ في عمقِ الوريدْ
هل رأيتَ النخل منزوعَ الثمارْ؟
وجذوراً نال منها الاصفرارْ
والثّكالى في غلالاتِ الحدادْ
والعصافير تهاوت في العراءْ
وأيادٍ خضّبتها كلُّ هاتيك الدماءْ
ووجوهٌ شاحباتْ
لازمتْها شَهَقاتُ الإحتضارْ
وحبوبُ السُّنبلاتْ
رحلتْ عنّا بعيداً
كي تنام
بين أركانِ الزوايا في انكسارْ
بدروبٍ مالها أيُّ انتهاءْ
تصهلُ الأحلامُ فيها بالغيابْ
كلُّ شيءٍ ماتَ فيها
يا حبيبي
ذابَ شمعُ الحبِّ في تلكَ المساجدْ ..والمعابدْ
قد تهاوى في مواعيدِ الصلاةْ
وحقولٌ سلبوا منها النضارْ
وشحوبٌ في ضياءِ الصبحِ مكسورُ الجبينْ
وفراشاتٌ تراءت بين هالاتِ الضباب
وبقايا من حطامٍ
شابهت لونَ الجرادْ
ودموعٌ للحيارى الجائعينْ
وخيوطُ العنكبوتْ
أغلقت كلَّ الجهاتْ
وشعارات الوفاءْ
جهّزوها للمزادْ
قبل أن يأتي عليها الاندثارْ
ووعودٌ كلها أضحت هباءً أوسرابْ
يا حبيبي
هدَّني طولُ البِعادْ
وسئمتُ الإنتظارْ
وانكفاءِ الروحِ في أقصى المدارْ
فاضَ شوقي والحنينْ
وقطارُ العمرِ يجري
داسَ حُلْمي واستدارْ
لمْ يزلْ قلبِيَ يرنو للِّقاءْ
عندَ بواباتِ روحكْ,,في الجوارْ
طالباً بعضَ دواءْ
طالباً إكسيرَ شهدٍ من رُضابْ
ياحبيبي
لا تدَعْني للبكاءْ!!!!
\
عواطف عبداللطيف
23\9\2013
من سواقي الغياب