لأول مره ومنذ ثلاثة سنوات أتوجه الى الفلوجه..كان الوصول اليها مستحيلا لمواطن مثلي..كلما اقتربت منها أشعر بقلبي يصعد الى حلقي..عواطف شتى اجتاحتني فيها مزيج من القلق على مدينتي بعد قصف متواصل عليها لسنوات ثلاث ببراميل متفجره وراجمات صواريخ ومدفعية (ميدان) أراها على التلفاز لم أر بحجمها مدفعية من قبل..وطائرات..وأخبار عن دمار شامل (عن كثب) بعد خروج داعش منها..وبين أمل أن أرى مدينتي التي هزمت أمريكا وذاع صيتها بالدنيا...
السيطرات العسكريه بالطريق وأفرادها العسكريين يستقبلون المتوجهين الى الفلوجه استقبالا طيبا وبأخلاق عاليه تمثل حقيقة الجيش العراقي ويشعرونك براحة كبيره ..عند الأقتراب من المدينه ترى الخراب واضحا بالبيوت والعمارات..وفي داخل المدينه ترى الفلوجيين الذين عادوا اليها كأنهم في خلية نحل..تناولت كباب الفلوجه الشهير ..وتحدثت مع الناس...محلات بيع السمك مفتوحه والقصابين وباعة الخضار..الحياة تدب بالمدينه..رأيت الناس عمالقه..لم تهزهم الزلازل التي ضربت المدينه وتقرأ التصميم والتحدي واضحين في عيون الشباب...سته جوامع هدمت بالكامل ومئات البيوت محروقه بالكامل ومثلها هدمت..لكن الفلوجيين يبتسمون...شرق المدينه مصانع كبيره نهبت وخربت تخريبا متعمدا القصد منه واضح...وبأوامر عليا..تخريب كامل...لكن رأيت المدينة تنهض..تنهض كطائر الفنيق..فالفلوجه ليست كباقي المدن برجالها ..ونسائها...بيارق فوق الجبال..ولست من أقول هذا لكوني ابنها..لكن لديها شهادات من العدو قبل الصديق...
ما أروع المدائن وهي تنهض من كبوتها لتعيد مجدها الأثيل
مهما دمروها مهما خربوها تظلّ الفلوجة رمزا للشموخ والحياة
شكرا أستاذ قيس فقد غمر الفرح قلبي وأنا أقرأ هذا النّص المُشرقَ الجميل
عاشت أوطاننا رغم الدّاء والأعداء
نصّ يستحقّ التّثبيت
رأيت رجلا يبني خيمة فوق أنقاض بيته...وعلى وجهه ابتسامة وفرح..عجبت لأمره..تحدثت معه..قال..سيعينني ربي لأبني بيت يؤي أطفالي..رأيت شبابا يؤهلون جامعا أحرقه المجرمون...ومستشفى الفلوجه العام الذي قصفوه ثلاثا وخمسون مره بعشرات الصواريخ والبراميل..
سجدت على أديم تراب الفلوجه أطهر تراب...وسلمت على رجالها خير الرجال..صليت في الجامع الذي بناه والدي رحمه الله في حينا (حي نزال)..الذي أحرقت أغلب بيوته حرقا...ولا عجب فمن هذا الحي انطلقت شرارة الثوره ضد أمريكا وفي هذا الحي هزمت ...
صمود يذهل ، وشجاعة يفتخر بها ابناء العراق خاصة ، وابناء الامة العربية عامة.
استبسال من اجل الحق ، واصرار ، لا يضاهيه اصرار ، يا فلوجة الكفاح ، والكرامة ، والوفاء.
دماؤكم لم تهدر عبثا ، يا ابطالنا الشجعان ، يا اهل الشهامة والايمان ، وستبقى تفتخر بكم الاوطان ، مهما جار الزمان. بدمائكم الزكية ستنهض الاطفال ، والصبيان ، مشبعين بالكفاح ، والايمان ، يا بناة فلوجة الكرام.
تحية يا فلوجة الخير ، ارسلها كغيمة ، علها تسقي ما قد ذبل.
انت شموخ يا فلوجة الكرامة !!!!
انت شعلة انرت طريق الكفاح المظلم
دماء شهدائك لا تجف ، ولسوف لا ولن تجف ، يا فلوجة الكفاح المرير ،
تحية لابن الفلوجة النبيل قيس المعزة.والخلود لشهدائنا الابطال على ارض الوطن ، مع تحية صادرة من قلب مواطن بعيد عنك
ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان