النهـــــر الخالــــد
==========
هل استيقظت يوما ووجدت أن النهر قد جف؟ لا بالطبع . فالمعصرات والسحاب الثقال لم تتوقف يوما عن السفر فى السماء . وأم الأنهار هى البحار والمحيطات . فهل جفت تلك يوما؟ إنها طبيعة خالدة . لما كذّب الناس الرسل أنزل الله كلاما على شاكلة مخلوقاته الخالدة كالبحر والنهر والشمس والقمر والجبال..إلخ لا ينضب معينه ولا يُملّ ولا تنقضى عجائبه ولا يُستهلك ولا يخلق على كثرة الرد ولا يُناقَض ولا يأتيه الخطأ والتقصير في البلاغة ولا فى النحو والقواعد..إلخ على مر الأزمان والعصور فأنزل القرآن الكريم . اعتاد الإنسان على رؤية الخلود فى الطبيعة وفى بعض المخلوقات الوحيدة الخلايا مثل الأميبة والفيروسات والكائنات المجهرية..إلخ ولم نعتد قط على خلودٍ فى كلام مهما كان بليغا حكيما أو صادرا من عالمٍ أو شاعرٍ أو أديبٍ..إلخ . القرآن نهرٌ خالدٌ ولكن ليس من ماء بل من حديثٍ مكوّنٍ من نفس حروفنا الأبجدية أ ل م ر ك هـ ى ع ص..إلخ وليس من سواها !