من أدرانا بما أعده الله للمتقين الأبرار فى الدار الآخرة ؟
الآية تقول : " فما تدرى نفسٌ ما أُخفى لهم من قرة أعين " ، والحديث الشريف يقول : ( فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلــــب بشر ) . فلماذا تفترض ممارسة الجنس كأول افتراضٍ يخطـــر على بالـــــك ؟ من قــــال لك ذلــــك ؟ إن الله لم يخبرنا بذلك . صحيح أنه أخبرنا بنعـــــيم الآخرة لأهل الجنة بشكلٍ عام . ولكنه لم يخض فى أى تفاصيل دقيقة لذلك النعيم . صحيح أنه ذكر أنهارا من خمر وأنهارا من لبن وأنهارا من عسل مصفى ولحم طير وفواكه مما يشتهون ، لا مقطوعة ولا ممنوعة . ولكن حقيقة الجنة لا تزال مجهولةً لدى المؤمنين . ما وجه الشبه بين شكل الحياة فى الدنيا وشكل الحياة فى الآخرة ؟ يجب علينا عدم عقد المقارنة بين حياتنا الدنيا وبين الدار الآخرة . فالدنيا دار عمـــــل . ولكن الآخرة ليست بدار عمل نهائيا . إنها دار جــــزاء . أى دار خلـــــودٍ أبدى . فالله قـــــديمٌ وســرمدى . وحـــيدٌ في القــــدم . مصحوبٌ بالكون ومخلوقاته فى الخلــــود إلى الأبد فى الدار الآخـــــرة . مذكور فى القرآن " وما هذه الحياة إلا لهـــو ولعب وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون " .
مذكور أن أهل الجنة سينعمون ، سيأكلون ، ستكون لهم أزواج ، . . ، ولكننا لا نعلم : هل سيأكلون كما يأكلون فى الدنيا ؟ الأكل فى الدنيا مصحوب بعادات معينة ، وتخلصٌ للجسم من الفضلات والزوائد والسموم .. إلخ ، ولكـــــن الأكل فى الدار الآخرة يختلـــــف ، فنحــــن لا نعلــــم طبيعته . وكذلك زواجــــنا فى الدنيا معروف ، ولكن تزويج المؤمنين بأزواج مطهــــــرة فى الجنة أمرٌ مجهـــــولٌ تماما فهو مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . فلا نتتسرع ونسبق الأحداث ونزعم بأن المضاجعة - كما يحدث فى الدنيا - ستلازم سكان أهل الجنة فى الدار الآخرة . من أنبأنا بهــــذا ؟
صدقت فيما أشرت إليه بتأملاتك الواعية الذكيّة
لكن ما نقول وكلّ يرى الأشياء بعين معرفته.. ولا نلام أيضا
فكلّ شيء مجهول هناك ومؤجّل حتى إشعار آخر
شكرا لجمال الطرح
مودّة بيضاء