بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
نصرًا من الله لأشقائنا المجاهدين في فلسطين الحبيبة
اللهم عليك بالصهاينة وأعوانهم، فإنَّهم لا يعجزونك
يا جبّار السماوات والأرض
إستهلالاً..
لابد أن يكون صهيل الخيل ضاداً، كون النخوة والعزة والرجولة لا محل لها إلا بناطقيه.
وهذا مرتبط بما قاله جل في علاه (ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).
هنا ربط الشاعر بين الهيبة والعمق التأريخي والأثر الجمالي، وهذا ما سنعود عليه، في تناول ثريا النص.
فالشرف الكبير أن تموت من أجل قضية، لا أن تقتل قضية كي تعيش.
وهذه هي الأرض الحرام التي بين الشرف واللا.
قد تبدو بداية اشتغالي متشعبة بعض الشيء، ولكني سأربط هذا بذاك، بفضل ما نسجه الشاعر عبدالحفيظ، وليس شطارة مني.
يحضرني ماقاله محامي دفاع المناضل سرحان بشارة سرحان، حين اعتبر ما قام به موكله فضيلة كبرى، بقتله للرئيس الأميريكي آنذاك.. حيث قال :
لو افترضنا أن موكلي قام بعملية القتل فإن هذا ليس جرماً، بل هو قتل وقائي، شبيه بالحروب الوقائيةالزراعية، للقضاء على الحشرات والآفات الزراعية.
إذاً لابد من شحن الطاقات وزرع روح المقاومة حتى في علب حليب الأطفال، وتعميم ثقافة الهجوم أفضل وسيلة للدفاع.
وهذا ما اشتغل عليه شاعرنا الجميل الأستاذ محمد عبدالحفيظ.
ومنذ البداية، حيث كان البوح انثيالأ وكشفاً عن مكنونات كامنة ولا تحتل أية مرتبة غير الأولى.
وعوداً على ثريا النص قليلاً، إذ استهواني الاستهلال وقفزت من فوق العتبة.
خيول الصباح
قد يتراءى للبعض أنه مجرد عنوان يتكون من مضاف ومضاف إليه، ليس إلا..
لكن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ هناك علاقة ذكية خلقها الناص، بين هيبة ورهبة الخيل ونعومة ونقاء الصباح.
هاتان الصفتان لا تتوفران إلا بمن قضت مضجعه القضية العربية، وتغذى على حليب طاهر ومن يشعر بجمال الحياة، ويتماهى معها، حد الغزل.
ويطيب لي استعارة ما قاله صديقي الناقد الكبير الأستاذ عباس باني المالكي "إن الإستناد على عنوان النص كركيزة في بؤرة الرؤياالتي تكون ثيمة الص، تجعل الناص يتراوح بين الإقتراب من المعنى المقارب للدلالات الموحية للعنوان والابتعاد عنه".
وبملاحظة بسيطة وسريعة، نجد أن الشاعر ابتدأ مملوحته بفعل ماضٍ. (من الفرح الذي لجم الكلاما)، وتكرر في صهلت ومسكت، وهي دالة ضمنية على كبرياء وشهامة ابن الشام وانتمائه لجذور وتأريخ ليس حديث، وربط استهلالي للعنوان.
ثم توالت الأفعال المضارعة، (تقبض، تذود، يهوى، تحاصر ،ينهش.. إلخ. ).
ولو جعلنا عقداً بين المضارع والمضارعة، المشابهة، وهو صيغة الفعل التي تدل على الحال أو الاستقبال، وهذه هندسة نصية قائمة على أساسات رصينة المعنى كوظيفة، وباذخة التوصيل.
فالفهم الوجداني، وأقصد المُدرَك بالقوى الباطنية، لخلق تفاعل استقطابي بين المستويين، الدلالي والقرائي، وبين البعد الفني والجمال قائم على آنيِّة الإشتغال (الوضع الراهن) وهندسة النص، من حيث التناغم والتوزيع الجغرافي الرابط بين جسد النص كبنية أدبية معمارية، وبين المشاعر والروح الوطنية المقاتلة.
وعودة إلى ماقاله محامي المناضل سرحان، وبنظرة تأملية فاحصة شاملة لما يحدث الآن على الساحة العربية من تهتك واستهتار بقيم إنسانية وتأريخية وقدسيات، لوجدنا أن عملية القتل الإجهاضي رحمة للعالمين، فوفق أية لغة حضارية يمكننا التعامل مع مغتصب؟.
ووفق أي معيار إنساني تنتهك الحرمات؟.
وبأي قانون أُساوَم على قضيتي؟.
إذاً لابد من استخدام لغة بديلة عن السلم والنفاق الإجتماعي، لغة يفهمها الآخر تماما.
وختاماً.. أهنئ نفسي على صداقة شاعر يمتلك أناقة البوح ويتحلى بضمير شريف.
دمت ودامت الشام معززة مكرمة.
وَغَزَّةَ مِنْ جُذورِ المَوتِ تَنْمو
كَعَوْسَجِها، صَــــــــــبورًا إذْ تَــــــنامى
*
-فداؤكِ قِبْلةَ الإسلامِ رُوحٌ
فَنَصْرُ اللهِ وَعْــــــــدٌ أنْ يُـــــــــــــقاما
***
هكذا هي غزة بأبطالها وتضامن أبنائها واستماتتهم في الدقاع عنها
ستبقى مرفوعة الرأس . ومهما كان الجرح عميقا فالنصر يخفف ألمه .
عاشت فلسطين ورحم الله شهداء الحرية . وألف تحية لك الشاعر
عبد الحفيظ القصاب ولإخواننا في غزة . ودمت في رعاية الله وحفظه.
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
أعزهم الله بنصره و أيدهم
هؤلاء الموابطون في الدفاع عن الوطن
هذا الوطن المقدس لكسر انوف أعداء الله و الانسانية
ثبت اللهم اقدامهم و نصرهم
بارك الله فيك شاعرنا القدير
جزيت خيرا بما كتبت
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
قصيد مشيد في حق المجاهدين البررة
الذين بذلوا كل ما لديهم لرفعة أمتهم ونصرا لربهم على أعداء الله الملاعين
سلمت أناملكم شاعرنا الوفي ولا عدمتم الألق والجمال
محبتي والاحترام