آخر 10 مشاركات
الحياة التي تدب في انحائك (الكاتـب : - )           »          سبّ غزة (الكاتـب : - )           »          في الغابة مانزال (الكاتـب : - )           »          اليد الخشنة (الكاتـب : - )           »          قال ..الحياة حلم (الكاتـب : - )           »          احلام الشباب (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          للم يأت العيد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          كلمات / متجدد / منقول (الكاتـب : فتحية الحمد - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عصام احمد من رفح-فلسطين : عيدكم مبارك ************ كل عام وانتم بخير تواتيت نصرالدين من منبر نبع العواطف : الأستاذ أسعد النجار أسعد الله أيامك بالخير وعيدكم مبارك وسعيد تقبل الله منا ومنكم مع دوام الصحة والعافية*** محمد فتحي عوض الجيوسي من الأردن : كل عام وأهل النبع بخير عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : كل عام وأنتم بألف وعيد فطر مبارك، و تقبل الله الطاعات و من العائدين إن شاء الله ، آل النبع الكرام و رواده************محبتي و الود عواطف عبداللطيف من غيد الفطر : عيد فطر مبارك ، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعل العيد بداية لكنل خير كل عام وأنتم بألف خير وصحة وعافية وسعادة أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات والتقدم**** والأمن والأمان تواتيت نصرالدين من العيد : بمناسبة عيد الفطر المبارك ***الذي يوافق أول شوال 1446ه الموافق ل 31مارس 2025م تقبل الله صيامكم وقيامك وعيدكم مبارك وسعيد في مشارق الأرض ومغاربها*** دوريس سمعان من تحية وباقة محبة : الجمعة الأخيرة من شهر الرحمة ******** جعلها الله جمعة طيبة ومباركة عليكم جميعا ************ وتقبل صلاتكم وصيامكم عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : جمعتكم الرابعة اليتمة طيبة مباركة وتقبل الطاعات************محبتي والود

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-01-2022, 09:20 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سيد يوسف مرسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لا أعتقد
0 بيني وبينه حوار مخلصش
0 يا هوى

افتراضي هنادي

وقفت هنادي أمام المرآة كعادتها كل صباح لترى وجهها قبل أن تخرج لزبائنها ، تعودت أن لا يرها أحد ٌ بوجه عبوس ، وهي تقدم له طبق الكشري بيدها ، اعتادت أن يراها زبائنها بوجه صبوح ضاحك ، منذ أن وطئت بقدماها الصنعه ومارستها عن قرب وهي ملتزمة بزيها ومظهرها العام غير متبرجة ..فقد صارت حديث الناس في الحارة والأماكن المجاورة وذاع صيتها وانتشر اسمها ( كشري هنادي ) وبات الناس يألفونها ويأتونها من كل فج ٍ عميق وأماكن بعيدة عنها ، يتناولون طبق الكشري من صنع يدها ، لذلك كان على هنادي أن لا تخرج إلا منهدمة ، لها بريق وضياء ، فتصافح بوجهها المرآة كل صباح قبل أن تصافح بوجهها الزبائن .. أخذتها اللحظة وركض بها الخيال واختطفها من حاضرها لتسافر عبر القطار ليرسو بها حيث كان الماضي وهي ترى صورتها وهي تركض خلف الحمار يحمل الروث على ظهره وجهها مغبرٌ ، حافية القدمين ، لتعزز الخصوبة بالأرض فتأتي بثمار وفيرة ، تجرى تحت أقدام الحمار مثل القطار فوق القضبان ، ولا أحد يألوها بالاً ،، جائعة كانت أو يكاد يقتلها الظمأ .. يقذفها الخيال فوق رصيف الماضي ويرجع بها للخلف ، وتطوف بها الذكريات .. فتذكرت حين كانت تود أن تخرج بعد أن كبرت واستدارت وبان على جسدها أثر أنثوتها والبلوغ ، فحجبت عن الأعين فلا يسمح لها بالخروج ولا يسمح لها برفع صوتها ، فتطلب الخروج أحياناً همساً من أمها وخفاء ، وهي تتضور وتتشفع لأمها كي تسمح لها بالخروج ، فإن أبدت أمها موافقة لها بالخروج لا تخرج إلا وهي معها ، مغماه ملفوفة إلا من عيناها اللتان تبصران بهما يبرقان تحت نقابها حتى تكاد لا ترى الطريق ، فلا يرى منها إلا جبهتها من وجهها و قدميها في نعليها ...يوم أسود لو قابلها أحد من الجيران في الطريق وتعرف عليها ، تظل ترتعش ويكسوها الخوف خشية أن يخبر أخويها أو أحداً من أهلها أنه رآها ، فيكون ذلك بمثابة الطامة الكبرى ونهايتها ، أو على الأقل علقة ساخنة تنالها من أخيها الأكبر عبد العزيز .. كانت نهاية فرحتها وقمة سعادتها هو خروجها إذا سُمحَ لها بالخروج ، وتظل تشكو لأمها الضيق حتى تسمح لها بالخروج خُفية بعيد اً عن أخوتها ، فتصحبها معها حتى القنطرة التي تقع خارج العمران لتشم بعضاً من الهواء وتنفس بعضاً من الضيق دون أن يعلم اخوتها وأبيها بذلك .. لقد كانت هنادي أشبه بسجينة في بيت أبيها ولا تستطيع أن تخالف أمرهم أو تكسر العرف السائد في بلدتهم وعند أهلها فعقاب ذلك عند الأهل شديد وقد يؤدي إلى قتل الفتاه أو المرأة المخالفة وتعتبر في عرفهم السائد نشوز لها ...
أما الآن فقد أصبحت حرة طليقة وقد تحررت من الكثير من هذه القيود لتخرج ، وتدخل ، ، وتصافح الرجال ، وتبتسم ، وتضحك ، وتضع المساحيق على وجهها، وتكحل عينيها ،، لقد دفعت هنادي الكثير مقابل حريتها وسعادتها وتحملت الكثير ولم ترضخ لمواطئه العرف رقبتها طول حياتها ،كانت تواقة للحرية عاشقة لها . فحين تقدم لها الحاج مدكور والذي كان يكبرها بأربعين سنة ، لم تعارض الارتباط به ، إلا إنها تود أن ترى الوجود ويراها ، وقد علمت أن الحاج مدكور على قدر من الثراء ، لا يحتاج إلا لمن يرعاه بعد أن فارقه أولاده وماتت زوجته ،وقد اتخذ من القاهرة موطناً وسكناً ، كانت هنادي تتطلع دائما للحرية لتخرج من القمقم المسجونة فيه ، وقد حانت لها الفرصة واتخذت قرارها بالموافقة لتعيش مع الحاج مدكور ، بعدما رأت في عيون إخوتها وأبيها الرضا به ، فعزّت هنادي بما تبقى من حياتها وشبابها ، ولم ّ لا ... فقد تجد عند الحاج مدكور متسعاً وبراحاً لم تره في بيت أهلها ، وقد شاء القدر أن لا تطول حياتها مع الحاج مدكور ... فقد ألم به المرض واعتلاه السعال وهي تطوف به على الأطباء حتى تركها بعد عام ونصف العام يلبي أمر ربه ، تاركاً لها ثروة تكفيها ، وقد استطاعت هنادي بذكائها أن تصمد أمام رغبة اخوتها ورجوعها للبلد مرة أخرى ، وهي تتودد لأخوتها بالهدايا تارة ، وتارة بالتعلل بفض الاشتباك مع أولاد المرحوم وراحت تستغل الوقت لصالحها ، وهي تأبى أن تعود لم َ كانت عليه وتسجن ، راحت هنادي تعمل وتشق طريقاً أخر .... فأبت ألا تعود إلى ما كانت عليه في حياتها مع أهلها ، فاشترت محلاً عن طريق أحد السماسرة وجعلته مطعماً لبيع الكشري وقامت هي بإدارته والعمل فيه بيديها ، فهي طباخة وطاهية ماهرة وست بيت ممتازة وكما يقولون صاحبة نفس في الطبخ والطعام .. وها هي الآن تقف على قدميها شامخة غير مقيدة وذاع صيتها وعلا اسمها وأصبحت حديث الناس لكن هناك شيء بداخلها يناديها .. فهل تلبي هنادي النداء ؟...
بقلم : سيد يوسف مرسي
وعود حميد مع هنادي بإذن الله في فصل قادم













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وعادت هنادي لكوخ القصيدة . شعر : أشرف حشيش أشرف حشيش شعر التفعيلة 6 11-28-2013 08:19 PM


الساعة الآن 12:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::