التحرر من الأفكار السلبية وتجنب القلق مفتاحان لحياة هانئة
ما هو القلق؟ سؤال يطرحه كثيرون، وعن ذلك تقول اختصاصية تنمية القدرات الذاتية د. واين دير "القلق عبارة عن تصرف يصبح فيه الإنسان غير قادر على التحرك في الوقت الحاضر بسبب أحداث تقع له أو ستقع له مستقبلا أو وقعت له في الماضي".
والمفتاح هنا في هذا التعريف هو "الوقت الحاضر" فالقلق، بحسب دير، هو تقنية يوجدها المرء من أجل التقاعس عن أداء مهماته الحالية بدلا من أن يختار المضيّ قدما والعيش سعيدا.
فكل شيء يحدث للمرء لم يحدث في الوقت الماضي بل يحدث في الوقت الحاضر، وكل شيء سيحدث للمرء لن يحدث في المستقبل بل يحدث في الوقت الحاضر أيضا، لذا عندما يختار الإنسان أن يقلق فإنه يستهلك كل ما لديه من وقت في الحاضر ومن ثم يفقد كل ما يمكن أن يحققه في المستقبل.
وقد تطول قائمة الأشياء التي تقلق المرء العادي: كالصحة والعائلة والأوضاع المالية والأمن لا سيما الأمن الوظيفي وغيرها من الأمور، وكل ذلك مجرد أعذار يضعها المرء كي يتجنب التصرف حيال حل المشكلات وعيش اللحظة والقلق، يجلس في زاوية ويفكر طوال الوقت في مشكلاته من دون محاولة إيجاد الحلول.
وتنصح دير الشخص القلق أن "يفكر في الأشياء التي أقلقته خلال الـ 15 عاما الماضية، وكيف أثر قلقه على مخرجات الأمور في حياته، ثم يفكر في الأمور التي تقلقه الآن ويذكر نفسه كيف قبل 15 عاما، قلق ولم يعش حياته كما يجب، وكيف كان يجب أن يتصرف".
ولتخفيف القلق وتأثيره على الحياة تضع دير بعض المقترحات التي يمكن للمرء تطبيقها:
1 - ابدأ بتأمل لحظات حياتك الحالية على أنها فرصة للعيش وليس لحظات للقلق حول المستقبل، عندما تلحظ انك بدأت بالقلق اسأل نفسك "ما الذي أتخلى عنه الآن وأنا قلق، ما الذي يفوتني في تلك اللحظات التي أفكر بها بالقلق". وابدأ بعيش حياتك جيدا.
2 - أدرك فائدة القلق، واسأل نفسك عندما تشعر أنك قلق ومتوقف عن الحياة ما الذي سينتج عن قلقي هل ستتغير مجريات الأمور هل سأستفيد؟ كل ذلك سيجعلك تتجنب القلق.
3 - حاول أن تقلل فترات القلق التي تعيشها وخطط أن تقلق لمدة 10 دقائق وعندما تنقضي هذه الفترة توقف عن القلق، واطرد القلق من داخلك بالانشغال في أمورك الحياتية المهمة واستغل كل الأنشطة لمحاربة القلق.
4 - اصنع قائمة بالأشياء التي أقلقتك أمس أو العام الماضي، وانظر كيف أثر ذلك القلق والتفكير المستمر على مجريات الأمور هل استفدت، هل جئت بحلول؟ وكيف انقضت الأمور المقلقة.
وتشير دير إلى أن "أكثر نصيحة واقتراح مفيد شعرت أني استفدت منه لتقليل حالة القلق وتعلمته من مدربي الهندي الأصل: من غير المنطقي أن تقلق حيال الأمور التي لا يمكنك أن تتحكم بها؛ لأنك إذا كنت لا تتحكم بها فلماذا تقلق حيالها؟ كما أنه من غير المنطقي أن تقلق حيال الأمور التي تستطيع التحكم بها؛ لأنك ببساطة تستطيع التحكم بها فلماذا تقلق؟ تحرك وغير الأمور".
وتقول دير "قد يبدو الأمر صعبا فيقول المرء لنفسه أنا لا استطيع التحكم بالقلق ولا يمكنني التوقف عن القلق تلك هي طبيعتي، ولكن هذا عذر آخر المرء يمكنه التوقف عن القلق إذا ما فكر بمنطقية وحلل الأمور بطريقة صحيحة، فالحياة تسير وإما أن تستغلها أو أن تبقى أسير أفكارك وقلقك الذي لن يجلب لك سوى المتاعب".
عن موقع Oprah.com