نصفي الآخر إلى امرأةٍ قاسمتني الجرحَ والجوع والألمْ من أجلِ العراقِ والمتعبينْ دعيني أسميكِ بأسماءِ كلِّ النساءْ فليس في الآرض مثلك أختاً لكل العظام التي في المقابرْ وليس في الارض مثلك أماً حملت بين اضلاعِها شوق المهاجرْ وحلم الأنبياءْ دعيني أسميك بأسماءِ كلِّ النساءْ دعيني أرسم بالوشمِ عينيكِ نهرينِ فوق الجماجمْ وبستانَ نخلٍ وسربيّ حمائمْ نهرٌ تفيضُ شطآنهُ بالدموعِ ونهر تفيض شطآنهُ بالدماءْ دعيني أسميك بأسماء كل النساءْ دعيني أسميك ذاتَ العقالِ دعيني أسميك سعدى دعيني أسميك أمَّ البنينْ دعيني أسميك بنتَ الهدى لأني لأجلك احترفتُ مهنة العيشِ بكلِّ سجونِ الطغاة وأني لأجلك كم متّ واقفاً مثلَ النخيلِ بأقصى الجنوبِ عند المكان الذي عانق دجلةُ فيه الفراتْ وأني بدونك لا أكتملْ ويكملُني نصفُكْ وتبدأ فينا ومنا الحياة