ذهبتِ يا فتاين وتواريتِ عن الوامق الذي أردته سهام عينيك فليت الأمر كان بيدي إذن لجعلت قلبي كالصخرة الصماء بدون مشاعر لا يعرف حباًّ ولا حبيباً فقد ذقت الويلات من الحب والموت من الفراق فيا ويح قلبي ويا بؤس حالي .
ألا تعلمين ما قاسيته جراء هواك ؟ .
ألا تعلمين كم ليلة جلست أتأمل القمر إلى حين أفوله لأنه يذكرني بما حباك الله به من الحسن والجمال وكم من مرة جلست في الظهيرة أرقب الشمس إلى أن عشي بصري لأن فيها بعضاً من إشراقتك ودفأك وكم من طعام وشراب عزفت عنه بسببك وكم مرة شربت الماء فتذكرت رضابك فأضحى الماء بمذاق الشهد .
هل تريدين أن أصف بعض ما أضمره لك بقلبي من الهوى .
والعدل الحكم بارئ النسم منشئ الإنسان من عدم لو طلبتِ روحي لأتتكِ دون ملامة أو ذم .
أحبكِ وإن تواريتِ مع فارس أحلامك عن قلبي الذي شغف بك حباًّ .
أحبكِ حباًّ لو وزع على أهل الأرض لاختفى الكره منهم وزالت العداوة عنهم .
هاكِ قلبي الذي ينبض بحبك افعلي به ما شئتِ فإن أردت اقتليه واسحقيه كي يرتاح من الوصب والنصب وإن رأفت به فاختصري المسافات التي تحول بينك وبينه وضميه حتى يحس بدفأك وصدق عاطفتك ثم امنحيه الأمان بقبلة حانية طال انتظاره لها واسقيه من رضابك ما يبعث الحياة في جسده الذي مات من طول الفراق .
أتعلمين يا جنتي أنه آن الأوان لأخلد للراحة بعد هذا الجهاد الطويل في ساحات الحب وحومات الفراق التي أنهكت جسدي وأثخنته بالجراح فبعدك لم يعد للحب بقلبي مكان .
لم يبق لي الكثير في هذه الدنيا فأنيليني بوصلك بعض سعادة طال افتقادي لها فبقربك أتبحبح بجنة دانية القطوف أتفيأ ظلها وأرتوي من أنهارها وببعدك وهجرك أصلى ناراً لا يخبو سعيرها ولعل ربي الذي يعلم أني أذوب شوقاً إليك وأهلك صبابة وأصبر نفسي ابتغاء مرضاته أن يجمعني بك في الآخرة برحمته تكرماً وتفضلاً .
تبوأتِ سويداء قلبي :
وجدت هذه بين أوراقي فآثرت نشرها .
تزوجي أُحبلي أنجبي شيخي اهرمي ابلغي أرذل العمر رغم كل هذا لن أنساكِ ولن أنساكِ وسأهواكِ يا فتاين لأنكِ فتنتي وسعادتي وجنتي وأملي وسأظل أرتجيكِ إلى آخر يوم في حياتي .
عندما كنتِ في حيِّنا كنت أنظر إليكِ بعين الشوق والوله ولن أنسى ذلك الموقف عندما كنا نلعب كرة القدم فحانت مني التفاتة فرأيتكِ تنظرين إلينا فنسيت ما أنا فيه وحددت النظر إليكِ ونسيت أمر الكرة وأترابي الذين يلعبونها فأصابني أحدهم بها فانتبهت وأكملت لعبي حتى لا يشكوا في أمري .
تبوأتِ سويداء قلبي واستحوذتِ على شغافه مذ رأيتكِ أول مرة في حيِّنا فهمت بكِ أشد هيام وعشقتكِ أشد عشق وأمضه وعندما زاد الشوق ولم أستطع الاحتمال بدأت أكتب ما يجيش بقلبي تجاهكِ ولم أفصح عن اسمكِ بل كنيتُ عنه بفتاين .........
عندما أنام أجعل وجهي قُبَالة منزلكم ليكون آخر ما أنظر إليه فعلى ذكراكِ أغفو وعليها أفيق .
وإذا قرأتُ الحروف التي يتكون منها اسمكِ تهب نفحة مسكِ ذكية فما أعذب اسمك وأرقه وأحلاه .
إن غبتِ عن عيني فلم تغيبي عن قلبي وسأحتفظ بكِ يا فتاين بقلبي ذكرى لا تضمحل ولا تمحي أبد الآباد وسأدعو الله دبر كل صلاة لكِ بالتوفيق والسعادة والرضا والطمأنينة .
والعدل الحكم بارئ النسم منشئ الإنسان من عدم لو طلبتِ روحي لأتتكِ دون ملامة أو ذم .
أحبكِ وإن تواريتِ مع فارس أحلامك عن قلبي الذي شغف بك حباًّ .
أحبكِ حباًّ لو وزع على أهل الأرض لاختفى الكره منهم وزالت العداوة عنهم .
ماذا يحمل هذا القلب من حب
توقفت هنا طويلاً وتمنيتها أن تقرأ ذلك
حب من بعيد ولكنه ساكن العمق وجذوره متأصله هناك ثابته لا تتحرك مهما مرت الأيام وتلاطمت العواصف