مِن علي أكمَةٍ
تأملها
تَضجُ حياةً
تفيضُ كنبعةِ ماءٍ زلالٍ بصحراءِ عَينيهِ
وتدفَعهُ للبُكاءِ
فيطبِقُ جَفنيهِ في أثرِها كيما تَعودْ
.....
يهشُ على الغنَمِ المستريحِ منَ العُشبِ
بصوتٍ يُشابِهُ صوتَ الرياحِ تَهشُ قطيعَ الغُيومِ
فابتسمْ!؟
معجبٌ بالتواؤمِ في اللحنِ
يعودُ يهُشُ على الغنمِ المنهَمكْ ... مراراً
فما عادَ يعرِفُ يأكلُ امْ يستَريحْ
.....
تأملها ...
وكيفَ الجديلةُ..تُقارِبُ في اللونِ لونَ التُرابِ
وسيقانها العاريهْ
حينَ القت بدلوٍ الى النهرِ
تقاربُ لونَ المياهِ
فيُطبقُ جفنَيهِ ، تُمطِرهُ الامنياتْ
.....
يجيئُ المساءُ شحيحاً
ويمضي نهارْ
وتغفو عُيونُ القطيعِ
وبرقٌ
يغيبُ ويأتي فينشَر ضوَءهْ
فيتبَعهُ الرعدُ قَصفاً
يُجلجِلُ صَدرهْ
وفي لحظاتِ السكونِ
يهشُ على قلبِهِ
رُبما يستَريحُ , فَيغفو
فلا يستَريحْ
....
مع الفجرِ ...
تودّعُ أحلامَها الامنياتُ
وتصحو عُيونُ الصباحِ
تُرتِبُ اثقالها للحياةِ
وتَغدو الحقيقةَ
حينَ سيقانها لمْ تَزلْ
ولونَ الجديلةِ
وبسمَتها المُستَحيلهْ
تُجلجِلُ إيمانَهُ مرةً إثرَ مرهْ
مرةَ ثمَ مرهْ
فينسَى دُعاءَ الصباحِ
وينسَى أباهُ الذي يَنتظِرْ
غبوقَ الحليبِ
ودَعوتَهُ ... والقطيعْ
.....
يجيئُ النهارُ ...
ويلقي بأنفاسهِ فوقَ وجههْ
يجيئُ النهارُ ...
شحيحاً منَ الضوءِ
والأمنياتْ ...
تهُشُ على قلبهِ
والجديلةَ ...
تهشُ على قلبهِ
وسيقانها ...
حينَ القت بدلوٍ الي النهرِ
تهشُ على قلبهِ
والقطيعُ يُسرّحهُ الذئبُ
وصوتُ الثغاءِ يناديهِ كي ينتَبهْ
.....
هو الذئبُ
يمضغُ لحمَ الخرافِ
ويشربُ من دمِها
حَسرَتهْ
....
من قصائد ... هابيل وقابيل
الجزء الأول