أتذكر ذات يوم وفي أحدى المراحل للدراسة الإعداية وجه لنا مدرس اللغة العربية رحمه الله سؤالا هو هل تحبون الحرية ؟ فكانت إجابتنا واحدة وكأنها كما هي الأستفتاءات والإنتخابات في الدول العربية ذات النسبة 99,999 % وعندما نسأل لماذا لم تكن
100% فيأتينا الجواب أن الحاكم لم يستفتي أو ينتخب نفسه لتواضع منه ...نعم كلنا رفعنا أيدينا وقلنا وهل غير الحرية لنا مطلب ..فماكان من المدرس إلاّ أن طلب منا مادمنا نحب الحرية أن نطبقها على أرض الواقع أن يقرأ أيٌ منا موضوعه الإنشائي أمام الطلاب ولكن لا أحد منا يرغب أو يتشجع لهكذا عمل رغم أنها حرية منحها لنا مدرسنا إذ كان بمقدوره وهذا من حقه أن يجبرنا على ذلك وكيفما يشاء ...وكان دوما يسمعنا أن الحرية لاتُمنح وإنما نجاهد لأجل بلوغ تحقيقها واقعا لا نظريات جاهزة مستوردة تمنح الحكام مادامت كذلك وقتا اطول للسير على السجاد الأحمر في قصور نراها في التلفاز فقط وكأنها مخصصة لهم دوما وأبدا دون سائر البشر .. وبعد هذه السنوات بِتُ أُقدر إن عدم إستغلالنا للحرية ألتي رسمها لنا مدرسنا في حينه هو أفضل من أن نستغلها في إتجاه واحد فقط دون أن نستغلها أو ولكي لايعتب علينا أحد هنا أو هناك أن نسثمرها بكل الإتجاهات خصوصا إن كنا نمارس الكتابة من أجل الخير لأوطاننا ولشعوبنا ... فعندما يؤلمنا حال ما أو واقع ما أو تصرف ما فيه نرى أذية على بني جلدتنا فمن واجبنا أن نكتب لتعرية هذا الموقف السلبي وبإتجاه واضح وجلي خدمة الصالح العام ونستمر بهذا المنوال ماعيينا ولكن عندما نرى حلا قد بان وظهر حقق مانوده حقا فحري بنا أن نبارك هذه الخطوة ونعمق ثقافتها ووجودها ولابأس ان نثبت أنه كان لنا موقفا لبيان التصحيح وليس العكس بأن ندير ظهورنا ولانعير إهتماما بهذا التصحيح أو التغيير الإيجابي الحاصل كون هذا العمل يقوي لنا وطنيتنا الحقة والسليمة ويعطي للناس عموما صورة أن مسعانا كان حقا للمصلحة العامة وليس معارضة فقط أو كشفا للعيوب فقط أو كنا فقط نفتح العيون على السلبيات وندير ظهورنا على كل ماهو إيجابي الفعل والتصرف والبناء فلاوجود أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر بالبعض الآخر فهو إما حرصا وطنيا ساميا أو غايات مدفوعة الثمن مادة أو شهرة فقط ..إما أن تتفتح العيون أو تُغلق فلاوجود للأعور بين صفوف من يحملون القلم شرفا مقدسا يحاسبنا الله عليه لاحقا شئنا أم أبينا ذلك ....هكذا أرى المهمة الحقيقية والتي نستطيع من خلالها أن نرضي الضمير والآخرين على حد سواء ..فالإصطفافات الآن رغم تعددها لكنها واضحة المعالم والهويات ويراها الجميع فلنجعل من دورنا في الكتابة اكثر أمنا وأمانة وأكثر نزاهة كونها وهي هكذا تجعل الضمير مرتاحا وتجعل الموقف سليما والشعبية والجماهيرية تكون لنا أرضا رائعة للإنطلاق نحو إتجاهاتنا الوطنية الصائبة ...
وللحديث بقية إن شاء الله