آخر 10 مشاركات
دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )           »          الشاعر النحرير...! (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الزمان > اختيارات أدبية > اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-01-2009, 01:23 PM   رقم المشاركة : 1
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي القصائد اليتيمة

لعل شاعراً مقلاً تكون حصيلته قصيدة واحدة تسمو به في سماء شعراء لهم جولات وجولات في ميادين الشعر الوسيعة وتنقل اسمه من هامش إلى عناوين الأدب.


القصائد اليتيمة













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 10-01-2009, 01:25 PM   رقم المشاركة : 2
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

دوقلة المنبجي



قصيدتنا اليتيمة جاءت يتيمة من نواحٍ كثيرة، فهي يتيمة الأب إذ أن شاعرها لم يُعرف من أثره غيرها، ومات على الأغلب غيلة قبل أن يحقق مراده من نظم القصيدة كما يزعم هذا إن صح نسبها وكانت مولوداً شرعيا لدوقلة المنبجي.
وهي يتيمة من حيث معانيها ووصفها وإن أقتربت من الوصف المادي الذي خلا من وصف معاناة العاشق وربما يدل على وصفه المثالي على أنه لم ير دعد قط.
وقد لا يعرف عن شاعرها سوى اسمه.
والقصيدة من البحر الكامل.

وقصتها تقول ( على ذمة الرواة ) ... ان ملكة في اليمن أو أميرة دعت الشعراء إلى التباري في مدحها ووصفها وذكر جمالها ... على أن تتزوج صاحب أجود قصيدة ... وبينما شاعر اليتيمة في طريقه إلى اليمن ... قابله آخر ولم تكن قصيدته تصل مستوى اليتيمة لا معنىً ولا حبكةً ولا لفظاً ... فقتل صاحب اليتيمة وأخذ القصيدة وقصد ديار جميلة الجميلات الملكة اليمنية ليلقيها بين يديها لعلها تكون سببا بالفوز بقلبها والزواج منها وهو الهدف المنشود .

وقف صاحبنا بين يدي الملكة وأخذ يلقي القصيدة التي كانت تصف كل جزء من جسد الأميرة من أعلى رأسها إلـى أخمص قدميها ولم تهمل جزءاً منه ... والمفاجأة كانت عندما أُنشد البيت:


أن تُـتهمي فتهامة وطني .......... أو تُـنجدي إن الهـوى نجدُ

حينها صرخت الأميرة ( وا بعلاه ... وا بعلاه ... لقد قتل الرجل زوجي المرتقب ) وتجمع الحرس والحاشية وأخذوا يستفهمون ويتساءلون : ما الخبر ؟؟؟ فشرحت لهم أن شاعرها من تهامة لقوله ( أن تـُتهمي فتهامة وطني ) ... بينما منشدها من نجد حسب ما يوحي لسانه بذلك والشطر الثاني من البيت!!! ... فأمسكوا بالرجل المنشد وضيقوا عليه الخناق ... فاعترف بما حدث فقتلوه ... وللأسف لم يكن يُعرف اسم شاعر القصيدة الحقيقي قبل قتله ... ولذا لم يعرف لها قائل مؤكد ... وقيل بأن قائلها هو سعيد بن حميد المكنى بـ ( دوقلة المنبجي )

اليتيمة
واليتيمه تنطق بشاعرية شاعر أصيل , تفنن في وصف محبوبته(( دعد)) فلقد صورها ورسمها حتى يبدو للقارى أنه يراها
من دقة الوصف....وهي قصيده رقيقه وعذبه وقد أحتوت على كل العناصر للقصيده العربيه التقليديه من وقوف على
الاطلال ووصف المحبوبه والشكوى من الهجر والصدود الفخر والكبرياء




اليتيمة
هَل بِالطُلولِ لِسائِلِ رَدُّ = أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ
أبلى الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها = فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ
مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى = عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ
وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ = وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ
تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً = لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ
فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها = نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ
يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِبٌ = واهي العُرى وينيرُهُ عهدُ
فَوَقَفت أَسأَلَها وَلَيسَ بِها = إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ
وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت = حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ
فَتَبادَرَت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى = خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ
أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد = راحَ العَسيفَ بِملئِها يَعدو
لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت = إِلّا بجرِّ تلَهُّفي دَعدُ
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم = الحُسنِ فَهُوَ لِجِلدِها جِلدُ
وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت = ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ
فَالوَجهُ مِثلُ الصُبحِ مبيضٌ = والفَرعُ مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ
ضِدّانِ لِما اِستَجمِعا حَسُنا = وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ
وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها = شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ
وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت = أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ
بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ = وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ
وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ = وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ
وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى = رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ
والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ = تعطو إذا ما طالها المَردُ
وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها = وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو
وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ = فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ
وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ = عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنُ العَقدُ
وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما = مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ
وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت = بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ
وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ = فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ
وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما = كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ
فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت = مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ
وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ = عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ
وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ = حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ
وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا = واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ
إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا = يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ
قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً = فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ
لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت = دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو
إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني = أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا = وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ
وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم = يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ
تَختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على = ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ
أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما = رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ
فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ = وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ
هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ = يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُج
وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ = في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو
بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ = وَعَلى الحَوادِثِ مارِنٌ جَلدُ
مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني = أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ
فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها = وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ
آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً = يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ
هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ = خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ
وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ = فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ
ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ = بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ
أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ = فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ
وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ = فكأنّه ما مَسَّكَ الجَهدُ
وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ = وَهناً إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ
أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً = وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ
فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ = رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ
ثُمَّ انثنى وَرِداوُّهُ نِعَمٌ = أسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ
لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ = إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ
يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ = ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ
أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى = أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ
-

كتاب ( أجمل ما قيل في الغزل من الشعر العربي ) إعداد : خالد منير حجازي الطبعة الثالثة 1418 هـ
في الصفحة ( 39 ـ 42) أورد القصيدة ونسبها لدوقلة المنبجي .. ( * ) القصيدة أعلاه منقولة من نفس الكتاب ..
2-كتاب ( كتاب الغزل ) لـ : جودت فخر الدين و حسن عبد الله .. دار المناهل للطباعة والنشر والتوزيع .. ودار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع ..الطبعة الثانية 1419 هـ ـ 1998م
في الصفحة ( 120 ) أوردا هنا بعضاً من القصيدة وقد قالا في تذيلهما للقصيدة ( قصيدة مشهورة ، تنسب إلى علي بن جبلة ، والأرجح أنها لشاعر مجهول ، ومن هنا اسمها : اليتيمة ) أ . هـ .
3- كتاب ( الموسع في أروع ما قيل في الحب والغزل ) إعداد : إميل ناصيف ..( جروس برس )
طرابلس ـ لبنان .. الطبعة : بدون .
في الصفحة ( 162 ـ 164 ) أورد المؤلف بعضاً من القصيدة وقال في مقدمته عن القصيدة : ( لم يعرف قائلها ، وقد حلف أربعون شاعراً على انتحالها ، ثم غلب عليها ثلاثة : أبو الحسن علي بن جبلة العكوك المتوفي سنة 838 هـ ، وأبو جعفر محمد بن عبد الله الملقب بأبي الشيص المتوفي سنة 811 هـ ، ودوقلة بن العبد المنبجي .. ) أ . هـ ..
4- كتاب ( أجمل عشرين قصيدة غزل ) لـ : فاروق شوشة .. الطبعة الثانية .. دار النهضة للنشر والتوزيع .. أوردها للشاعر : دوقلة المنبجي












التوقيع

آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 05-04-2012 في 07:21 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 10-01-2009, 01:28 PM   رقم المشاركة : 3
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

قصيدة(لا تعذليه)

لابن زريق البغدادي المتوفى سنة(420هـ)

وحيدة أبن زيق .. لم يعرف له غيرها من القصائد

لا تقليلاً من شاعرية هذا الرجل .. فمن يبدع في مثل هذا

فإن له شأناً في الشعر .. ولكن لم يصل للتراث العربي غيرها

وهي كافيه لتدلنا على هذه الشخصيه الفذه

وقد نقلت لكم هذا التعريف اليتيم عن شخصيته ..



هوأبو علي الحسن بن زريق الكاتب الكوفي، من ساكني الكرخ، كان كاتبا في ديوان الرسائل، ويبدو انّ حاله رقّت فخطر له أن يذهب الى الأندلس متكسباً بشعره. فاذا صحّ أن وفاته كانت نحو 420 هـ وأنه كان ميتاً لمّا ألفّ الثعالبي (428 هـ) "يتيمة الدهر" فيكون قد جاء الى الأندلس في أيّام الفتنة (400 - 422) واضطراب الأحوال وتنازع الخلفاء والولاة والعرب والبربر، ولم يكن في ذلك الحين موافقا للتكسب بالشعر. ويقال ان ابن زريق مدح ملك، الأندلس، ولا سبيل الى معرفة اسمه، بقصيدة لم تصل الينا، فأجازه بجائزة ضئيلة.

فعاد ابن زريق آسفا الى الخان الذي كان ينزلُ فيه ونظم القصيدة العينية المشهورة، وقيل ايضا: ان صاحب الأندلس كان قد أراد امتحان نفس ابن زريق بالجائزة الضئيلة، فطلب ابن زريق بعد بضعة أيام، فوجده في الخان ميتا والقصيدة عند رأسه .



ويذكر صاحب " مصارع العشاق " ان الشخص الذي مدحه هو ابو عبد الرحمن الأندلسي ، وحين اصغى هذا الى البيتين



والحرص في الرزق، والأرزاق قد قسم تبغـي، الا ان بغـي المـرء يصـرعـه
اعْتضْتُ من وجه خلـي، بعـد فرقتـه، ***كاسـا اجـرع منـهـا مــا أجـرعـه


بكى حتى اخضلت لحيته وقال: وَدَدْتُ ان هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي.

وليس هناك من دليل بين فيما اذا كان الحسن بن زريق هو محمد بن زريق الكوفي الكاتب الذي ورد ذكره في يتيمة الدهر ووقف عنده عبد اللطيف عقل ليصدّر مطولته بالبيتين اللذين رويا عنه. فلم يشر فاروق شوشة الى هذا، كما انه لم يأت على ذكر البيتين، وانما ذهب الى القول: " والغريب ألا يكون لابن زريق غير هذه القصيدة .. ولهذا استحق فضل البقاء والذكر بقصيدة واحدة..

ولا يضيف شوشة أية معلومات الى تلك التي اوردها فروّخ سوى ما استشفه من قراءة القصيدة حيث يقول :" فاذا ما تساءلنا عن الشاعر وعن سائر شعره فلن نظفر من بين ثنايا الصفحات بغير بضعة سطور تحكي لنا مأساة الشاعر ... الذي ارتحل عن موطنه الأصلي في بغداد قاصداً بلاد الأندلس، علّه يجد فيها من لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره، ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب، ويخلص لها وتخلص له كل الاخلاص. من أجلها يهاجر ..

وقال فيها بعض العلماء:
من تفقه بالشافعي
وقرأ بقراءة أبي عمرو البصري
وتختم بالعقيق
وحفظ قصيدة ابن زريق
فقد استكمل الظرف
هذه القصيدة من أجمل الشعر العربي، فقد عجّت بالصور والشجن وجزالة اللفظ، وموسيقى النظم، وحلو التعبير. فهي من القلب إلى القلب. وستجد على مر العصور قلوباً تستقبلها، وقد وقعت على أوتارها بنغم تجاوز حتى عذب نغمها في الأذن.

تعبّر هذه القصيدة عن قصة حب وإلفة فرّقت الهجرة فيها بين زوجين، وهو ما ينطبق على كل هجرة حين تفرّق بين الأم والأب وأولادهما، أو إذ تفرّق بين الأشقاء، أو في ما بين الأصدقاء، أو بين المرء ووطنه.


فكل من عانى تلك الآلام أو الأبعاد الشخصية والنفسية سيجد في قصيدة ابن زريق ما يعبّر عن تجربة عاشها وإن اختلف الشكل. بل ان قصيدة ابن زريق تصيب، أيضاً، من يفقد حبيباً أو عزيزاً من خلال الموت أو الاستشهاد.
وهكذا حدث لابن زريق ما كان منه جزعاً خائفاً ، فقد طال الفراق ووقع الموت قبل أن تنتهي هذه الهجرة. فكل مهاجر يظن ان هجرته قصيرة، وانه سيعود إلى من يحب، وانه لن يفجع بأحد محبيه، أو يفجع محبّوه به. ولكن من يتحقق حلمه أو ظنه فهم القلة. فقصيدة ابن زريق كما يُرْوى يتيمة، وهي بالتأكيد، ولكن لا يمكن أن تكون الوحيدة إلاّ بفقد شعره. لأن من يكتب هذه القصيدة، وبهذا المستوى يكون شاعراً فذاً له مع الشعر باع طويل، وتجربة ممتدة.
ويُروى بأن قصة ابن زريق وقصيدته هذه بأنها وجدت تحت وسادته وكان قد فارق الحياة، ولهذا تكون آخر ما قاله، وهو يشعر ان منيّته قد دنت.
في التفسير
يشعر ابن زريق ان زوجه تعذله (تلومه) فيعترف لها انها كانت على حق حين حاولت ثنيه عن الرحيل. لكنه يقول لها، وقد حسِبها تلح في نصحه، ان كثرة النصح أضرّت به. ولهذا يطالبها باستخدام الرفق في لومه وتأنيبه. لأنه متعب القلب (مضنى) إلى حد الوجع، فما واجهه من صعاب وخطوب (ضربات ونكسات وانكسارات) ضيّقت أضلعه أي لم يعد يحتمل. فلماذا الإكثار من لومه في حين يكفيه ما لاقى من لوعة الفراق (التشتيت) وعنده في كل يوم ما يُروّعه (يخيفه ويفزعه).
ثم يروي القصة من أولها بالإشارة إلى زوجه إذ استودع حيّ "الكرخ" في بغداد قمراً. ويصف كيف ودّعه وقد تمنى لو ان صفو الحياة يودّعه بدلاً من ذلك الوداع الذي تم بالرغم منه.
ثم يرسم صورة شعرية متحرّكة مليئة بالرمز ونظمها يزخر بالشَجَن:
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً وَأَدمُعِي مُستَهِلاّتٍ وَأَدمُعَهُ
تَشبَّثَ: استمسك كما يستمسك الغريق بخشبة نجاة. فهذا أكثر من مجرد عناق أو وداع، كما هو حادث في كثير من حالات الفراق.
ولهذا يقسم، وهو صادق، ان ثوب الصبر ممزق (منخرق) بسبب الفراق الذي أرقّعه، بلا جدوى. وهنا يمضي في الاعتراف و"النقد الذاتي". فيقول أحاول أن أجد الأعذار للجناية التي ارتكبَها بحق من يحب أي بفراقه. لكن كل الأعذار لا تسوّغ "جرمه". ويضيف انه كان يملك شيئاً عظيماً لم يقدّره ولهذا يستحق أن يفقده تماماً كمن لا يحسن سياسة المـُلْك فيُخلَعَهُ. وهذا أمر طبيعي بالنسبة إلى من يلبس "ثوب النعيم" (مهما بدا متواضعاً) ولا يشكر الله عليه فإن الله ينـزعه.
وهكذا لم يعد يرتاح جنبه وهو نائم على فراشه كما كان حال زوجه التي لم يعد يرتاح لها جنب في فراش.
ثم يكرر ما يحدث مع الكثيرين ممن ينوون الهجرة وهو انه ما كان يتصوّر ان الدهر سيفجعه بحبيبه أو يفجع حبيبه به إلى أن تأكد بأن الفراق مدّ يداً بخيلة ضنينة منعت عنهما اللقاء. وهكذا وقع ما كنت أحْذرُه وأفزع منه حيث وقعت الفاجعة.. فاجعة الموت.
هذه القصيدة يُنصح بحفظها، خصوصاً، من قِبل من يحبون الأدب والشعر أو يتطلعون إلى امتلاك القدرة الشعرية فهي نموذج لشعر فذّ لا يبلى مع الأيام ويصعب الوصول إلى مثله
.

لا تعذلـيـه فــإن الـعـذل يولـعـه
قـد قلـت حقـاً ولكـن ليـس يسمعـه
جاوزت فـي لومـه حـداً أضـر بـه
مـن حيـث قـدرت أن اللـوم ينفـعـه
فاستعملـي الرفـق فـي تأنيبـه بــدلاً
من عذله فهو مضنـى القلـب موجعـه
قـد كـان مضطلعـاً بالخطـب يحملـه
فضيقـت بخطـوب الـدهـر أضلـعـه
يكفيـه مـن لوعـة التشتيـت أن لــه
مـن النـوى كـل يـوم مـا يـروّعـه
مـا آب مــن سـفـر إلا وأزعـجـه
رأي إلـى سـفـر بالـعـزم يُزمـعـه
كأنمـا هـو فــي حــل ومرتـحـل
مـوكــل بـفـضـاء الله يـذرعــه
إنِ الزمـان أراه فـي الرحيـل غـنـى
ولو إلى السـد أضحـى وهـو يزمعـه
ومـا مجـاهـدة الإنـسـان توصـلـه
رزقـاً ولا دعـة الإنـسـان تقطـعـه
قـد وزع الله بيـن الخـلـق رزقـهـمُ
لـم يخلـقِ الله مـن خـلـق يضيـعـه
لكنهـم كلفـوا حرصـاً فلسـت تــرى
مسترزقـاً وسـوى الغـايـات تُقنـعـه
والحرص في الرزق_والأرزاق قد قسمت
بغـي ألا إن بغـي المـرء يصـرعـه
والدهر يعطي الفتى مـن حيـث يمنعـه
إرثـاً ويمنعـه مـن حـيـث يطمـعـه
أستـودع الله فـي بغـداد لـي قـمـراً
بالكـرخ مـن فلـك الأزرار مطلـعـه
ودعـتـه وبــودي لــو يودعـنـي
صفـو الحـيـاة وأنــي لا أودعــه
وكم تشبث بـي يـوم الرحيـل ضحـىً
وأدمـعـي مسـتـهـلاتٌ وأدمـعــه
وكـم تشفـع لــي كـيـلا أفـارقـه
وللـضـرورات حــال لا تُشـفـعـه
لا أكـذب الله, ثـوب الصبـر منخـرق
عـنـي بفرقـتـه لـكــن أرقّـعُــه
إنـي أوسـع عـذري فــي جنايـتـه
بالبيـن عنـه وجـرمـي لا يوسـعـه
رزقـت ملكـاً فلـم أحسـن سياسـتـه
وكـل مـن لا يسـوس المُلـكَ يُخلعـه
ومـن غـدا لابسـاً ثـوب النعيـم بـلا
شـكـر علـيـه فــإن الله يـنـزعـه
اعتضت من وجـه خلّـي بعـد فرقتـه
كأسـاً أجـرّع منهـا مــا أجـرعـه
كم قائـل لـيَ ذقـت البيـن قلـت لـه
الذنـب والله ذنـبـي لـسـت أدفـعـه
ألا أقمـت فـكـان الـرشـد أجمـعـه
لـو أننـي يـوم بـان الرشـد اتبـعـه
إنــي لأقـطـع أيـامـي وأنـفـدهـا
بحسـرة منـه فـي قلـبـي تقطـعـه
بمـن إذا هجـع الـنـوام بــتُّ لــه
بلوعـة منـه ليلـي لـسـت أهجـعـه
لا يطمئـن لجنبـي مضـجـع وكــذا
لا يطمئـن لـه مـذ بنـتُ مضجـعـه
ما كنـت أحسـب أن الدهـر يفجعنـي
بــه ولا أن بــي الأيــام تفجـعـه
حتـى جـرى البيـن فيمـا بيننـا بيـد
عسـراء تمنعـنـي حـظـي وتمنـعـه
قد كنت من ريب دهـري جازعـاً فرقـاً
فلـم أوق الـذي قـد كنـت أجـزعـه
بالله يـا منـزل العيـش الـذي درسـت
آثـاره وعفـت مــذ بـنـتُ أربـعـه
هـل الزمـان معـيـدٌ فـيـك لذتـنـا
أم الليالـي التـي أمضـتـه ترجـعـه
فـي ذمـة الله مـن أصبحـت منـزلـه
وجـاد غيـث علـى مغنـاك يُمـرعـه
مـن عنـده لـي عـهـد لا يضيـعـه
كمـا لـه عهـد صــدق لا أضيـعـه
ومـن يـصـدع قلـبـي ذكــره وإذا
جـرى علـى قلبـه ذكـري يصـدعـه
لأصـبــرن لـدهــر لا يمتـعـنـي
بـه ولا بـي فــي حــال يمتـعـه
علمـاً بـأن اصطبـاري معقـبٌ فرجـاً
فأضيـق الأمـر إن فكـرتَ أوسـعـه
عسـى الليالـي التـي أضنـت بفرقتنـا
جسمـي ستجمعنـي يومـاً وتجمـعـه
وإن تـغُـل أحــداً مـنــا منـيـتـه
فمـا الــذي بقـضـاء الله يصنـعـه؟












التوقيع

آخر تعديل ناظم الصرخي يوم 04-02-2019 في 04:55 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 10-01-2009, 01:33 PM   رقم المشاركة : 4
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

القصيدة لللشنـفـرى

(لامية العرب)


من هو الشنفرى ؟

هو ثابت بن أوس الأزدي المتوفى عام 510 ميلادي ، أي قبل هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم - بسبعين سنة تقريبا ...
أختلف المؤرخين في تدوين شخصية الشنفرى .. ولهم في هذا أقوال ، منها :

(1) قيل أنه نشأ في قومه في الأزد ثم غاظوه فهجرهم ثم هجاهم ...
(2) ومنهم من قال إن بني سلامان أسروه صغيرا ثم هرب منهم وهجلهم ...
(3) وقالت فئة ثالثه إنه ولد في سلامان وعاش رهينة عندهم مع أخيه وأمه - قال يوما لإبنة مولاه: (( اغسلي رأسي يا أخية )) فغاظها أن يدعوها بأخته فلطمته .. فهرب ثم هجاهم ..
(4) القول الرابع والصحيح أنه عاش عبدا رقيقا عند بني الأحمر .. ولما كبر واستد ساعده تقدم لسيده وطلب منه أن يـُــزوجه ابنته ... فتعجب سيده من جرأته .. وزوجه إياها إكراما له على شجاعته وجرأته ..
فلما علم بنو الأحمر بخبره .. وأنه تزوج منهم - وهم من أشرف القبائل - .. وهو عبدا رقيقا .. وعلموا أن القبائل الأخرى سينالون منهم بسبب هذا الشنفرى .. قرروا قتل والد الزوجة - سيد الشنفرى - عقابا له .. وفعلا قتلوه .. فلما علم بالقصة ؛ أقسم أن يقتل مائة رجل من بني الأحمر ... وفعلا بدأ بالإيفاء بنذره .. فقتل تسعة وتسعين رجلا منهم .. وكان في طريقه لقتل الرجل المائة .. لكنهم أمسكوه قبل أن يقتل الرجل المائة .. وصلبوه حيا ..حتى مات .. ثم تركوه شهورا مصلوب .. حتى لم يبق من جسده إلا النزر اليسير .. فأسقطوه وجعلوه ملقى ً على التراب .... فجاء أحد رجال بني الأحمر .. ورأى الجثة ملقاة .. والجمجمة بجوارها .. فركل الجمجمة بقدمه .. فدخلت عظمة من جمجمة الشنفرى في قدم الرجل .... فأثرت عليه حتى مات بسببها .. فقال الناس : وفـّــى الشنفرى بنذره وقتل من بني الأحمر مائة رجل ....


هذه باختصار شديد قصة الشنفرى .. الذي نذر ووفى بنذره ، ولذا قيل في الأمثال ( أوفى من الشنفرى ) .. نسبة إلى وفائه بنذره حتى بعد موته ..
وقيل ( أعدى من الشنفرى ) وذلك لأنه عاداى بني الأحمر الذين عاش وتربى في كنفهم ...أو لأنه سريع الجري

وقد كان الشنفري شاعرا, صعلوكا من الصعاليك ... أسمر البشرة . غليظ الشفتان. نحيل الجسد .. يتلذذ بالعيش في البراري والجبال والقفار .. وكان أيضا خفيف الظل .. وكان سريعا جدا ... بل كان من أشهر عدائي العرب ..












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 10-01-2009, 01:34 PM   رقم المشاركة : 5
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

أقـيـمـوا بــنـي أمـــي ، صــدورَ مَـطِـيكم
فــإنـي ، إلـــى قـــومٍ سِـواكـم لأمـيـلُ !


فـقـد حـمـت الـحـاجاتُ ، والـلـيلُ مـقـمرٌ
وشُــــدت ، لِــطـيـاتٍ ، مـطـايـا وأرحُـــلُ؛


وفـي الأرض مَـنْأىً ، لـلكريم ، عن الأذى
وفـيـهـا ، لــمـن خــاف الـقِـلى ، مُـتـعزَّلُ


لَـعَمْرُكَ ، مـا بـالأرض ضـيقٌ عـلى أمـرئٍ
سَـــرَى راغــبـاً أو راهــبـاً ، وهــو يـعـقلُ


ولــي ، دونـكم ، أهـلونَ : سِـيْدٌ عَـمَلَّسٌ
وأرقــــــطُ زُهـــلـــول وَعَـــرفــاءُ جـــيــألُ


هــم الأهــلُ . لا مـسـتودعُ الـسـرِّ ذائــعٌ
لـديـهم ، ولا الـجـاني بـمـا جَــرَّ ، يُـخْذَلُ


وكــــلٌّ أبـــيٌّ ، بـــاس لٌ . غــيـر أنــنـي
إذا عــرضــت أولــــى الــطـرائـدِ أبــسـلُ


وإن مــدتْ الأيــدي إلــى الــزاد لـم أكـن
بـأعـجـلهم ، إذ أجْــشَـعُ الــقـومِ أعـجـل


ومـــــاذاك إلا بَــسْــطَـةٌ عــــن تــفـضـلٍ
عَـلَـيـهِـم ، وكــــان الأفــضـلَ الـمـتـفضِّلُ


وإنــي كـفـاني فَـقْـدُ مــن لـيـس جـازيـاً
بِـحُـسـنـى ، ولا فــــي قــربــه مُـتَـعَـلَّلُ


ثـــلاثــةُ أصـــحــابٍ : فــــؤادٌ مــشـيـعٌ ،
وأبــيــضُ إصــلـيـتٌ ، وصــفــراءُ عـيـطـلُ


هَـتـوفٌ ، مــن الـمُـلْسِ الـمُتُونِ ، يـزينها
رصــائـعُ قـــد نـيـطـت إلـيـهـا ، ومِـحْـمَلُ

إ
ذا زلّ عــنـهـا الـسـهـمُ ، حَــنَّـتْ كـأنـهـا
مُــــــرَزَّأةٌ ، ثــكــلــى ، تـــــرِنُ وتُـــعْــوِلُ


ولــسـتُ بـمـهـيافِ ، يُـعَـشِّـى سَــوامـهُ
مُــجَــدَعَـةً سُـقـبـانـها ، وهــــي بُــهَّــلُ


ولا جـــبــأ أكـــهــى مُـــــرِبِّ بــعــرسِ هِ
يُـطـالـعـها فــــي شــأنـه كــيـف يـفـعـلُ


ولا خَــــــرِقٍ هَـــيْــقٍ ، كـــــأن فُـــــؤَادهُ
يَــظَــلُّ بــــه الــكَّــاءُ يــعـلـو ويَـسْـفُـلُ ،


ولا خ الـــــــــفِ داريَّــــــــةٍ ، مُـــتـــغَــزِّلٍ
يـــــروحُ ويـــغــدو ، داهـــنــاً ، يـتـكـحـلُ


ولـــســـتُ بِـــعَـــلٍّ شَ رُّهُ دُونَ خَـــيــرهِ
ألـــفَّ ، إذا مـــا رُعَــتـه اهــتـاجَ ، أعـــزلُ


ولــسـتُ بـمـحـيار الـظَّـلامِ ، إذا انـتـحت
دى الـهـوجـلِ الـعـسيفِ يـهـماءُ هـوجَـلُ


إذا الأمــعـزُ الــصَّـوَّان لاقـــى مـنـاسـمي
تـــطــايــر مــــنـــه قـــــــادحٌ ومُــفَــلَّــلُ


أُدِيــــمُ مِــطــالَ الــجـوعِ حــتـى أُمِـيـتـهُ
وأضـــربُ عــنـه الـذِّكـرَ صـفـحاً ، فـأذهَـلُ


وأسـتـفُّ تُــرب الأرضِ كــي لا يــرى لــهُ
عَــلـيَّ ، مـــن الـطَّـوْل ِ ، امــرُؤ مُـتـطوِّلُ


ولــولا اجـتـناب الـذأم ، لـم يُـلْفَ مَـشربٌ
يُـــــع اش بـــــه ، إلا لــــديِّ ، ومــأكــلُ


ولــكــنَّ نــفــس اً مُـــرةً لا تـقـيـمُ بـــي
عــلــى الــضــي م ، إلا ريـثـمـا أتــحـولُ


وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
خُـــيُـــوطَ ةُ مــــــاريّ تُـــغـــارُ وتــفــتــلُ


وأغــدو عـلـى الـقـوتِ الـزهـيدِ كـما غـدا
أزلُّ تــــهـــاداه الــتَّــنــائِـفُ ، أطــــحـــلُ


غـــدا طَــاويـاً ، يــعـارضُ الـرِّيـحَ ، هـافـياً
يــخُــوتُ بــأذنـاب الـشِّـعَـاب ، ويـعْـسِـلُ


فـلـمَّـا لـــواهُ الــقُـو تُ مــن حـيـث أمَّــهُ
دعــــــا ؛ فــأجــابـتـه نــظــائــرُ نُـــحَّـــلُ


مُـهَـلْـهَـلَةٌ ، شِــيــبُ الــوجــوهِ ، كـأنـهـا
قِـــــداحٌ بــكــفـيَّ يـــــاسِ رٍ ، تـتَـقَـلْـقَلُ


أو الـخَـشْـرَمُ الـمـبـعوثُ حـثـحَـثَ دَبْـــرَهُ
مَـحَـابـيـضُ أرداهُــــنَّ سَـــامٍ مُـعَـسِّـلُ ؛


مُــهَــرَّتَـةٌ ، فُـــــوهٌ ، كــــأن شُ دُوقــهــا
شُــقُــوقُ الـعِـصِـيِّ ، كـالـحـاتٌ وَبُــسَّـلُ


فَــضَــجَّ ، وضَــجَّــتْ ، بِــالـبَـرَاحِ ، كـأنَّـهـا
وإيــــاهُ ، نـــوْحٌ فـــوقَ عـلـيـاء ، ثُــكَّـلُ ؛


وأغـضى وأغـضتْ ، واتـسى واتَّـستْ بـهِ
مَــرَامــيـلُ عَـــزَّاهــا ، وعَــزَّتــهُ مُــرْمِــلُ


شَـكا وشـكَتْ ، ثـم ارعـوى بـعدُ وارعوت
ولَـلـصَّبرُ ، إن لــم يـنـفع الـشـكوُ أجـملُ!


وَفَــــــاءَ وفــــــاءتْ بـــــادِراتٍ ، وكُــلُّــهـا
عــلــى نَــكَــظٍ مِــمَّـا يُـكـاتِـمُ ، مُـجْـمِـلُ


وتـشـربُ أســآرِي الـقـطا الـكُدْرُ ؛ بـعدما
ســـــرت قــربــاً ، أحــنـاؤهـا تـتـصـلـصلُ


هَـمَـمْتُ وَهَـمَّـتْ ، وابـتـدرنا ، وأسْـدَلَـتْ
وَشَـــمَّـــرَ مِـــنـــي فَــــــارِطٌ مُــتَـمَـهِّـلُ


فَـوَلَّـيْـتُ عـنـهـا ، وهـــي تـكـبـو لِـعَـقْـرهِ
يُــبــاشـرُهُ مــنــهـا ذُقـــــونٌ وحَـــوْصَــلُ


كـــــأن وغـــاهــا ، حــجـرتـيـهِ وحـــولــهُ
أضـامـيـمُ مـــن سَـفْـرِ الـقـبائلِ ، نُــزَّلُ ،


تـوافـيـنَ مِـــن شَــتَّـى إلــيـهِ ، فـضَـمَّها
كـــمــا ضَــــمَّ أذواد الأصــاريــم مَــنْـهَـل


فَـعَـبَّـتْ غـشـاشـاً ، ثُـــمَّ مَـــرَّتْ كـأنـهـا
مـع الـصُّبْحِ ، ركـبٌ ، مـن أُحَـاظة مُـجْفِلُ


وآلــــف وجــــه الأرض عــنـد افـتـراشـها
بـــأهْــدَأ تُــنـبـيـه سَــنــاسِـنُ قُــحَّــلُ ؛


وأعـــــدلُ مَــنـحـوضـاً كـــــأن فــصُـوصَـهُ
كِــعَـابٌ دحــاهـا لاعـــبٌ ، فــهـي مُـثَّـلُ


فـــإن تـبـتـئس بـالـشـنفرى أم قـسـطلِ
لـمـا اغـتبطتْ بـالشنفرى قـبلُ ، أطـولُ !


طَـــرِيــدُ جِــنــايـاتٍ تــيــاسـرنَ لَــحْــمَـهُ
عَــقِــيـرَتُـهُ فــــــي أيِّـــهــا حُـــــمَّ أولُ ،


تــنــامُ إذا مـــا نـــام ، يـقـظـى عُـيُـونُـها
حِــثــاثــاً إلـــــى مــكــروهـهِ تَـتَـغَـلْـغَـلُ


وإلـــــفُ هـــمــومٍ مــــا تــــزال تَــعُــودهُ
عِـيـاداً ، كـحـمى الـرَّبـعِ ، أوهــي أثـقـلُ


إذا وردتْ أصـــــد رتُـــهــا ، ثُـــــمَّ إنـــهــا
تـثـوبُ ، فـتـأتي مِــن تُـحَـيْتُ ومــن عَـلُ


فــإمـا تـريـنـي كـابـنـة الــرَّمْـلِ ، ضـاحـياً
عـــلــى رقــــةٍ ، أحــفــى ، ولا أتــنـعـلُ


فــأنـي لـمـولـى الـصـبـر ، أجــتـابُ بَــزَّه
عـلى مِـثل قـلب الـسَّمْع ، والـحزم أنعلُ


وأُعـــــدمُ أحْــيــانـاً ، وأُغــنــى ، وإنــمــا
يـــنــالُ الــغِـنـى ذو الــبُـعْـدَةِ الـمـتـبَـذِّلُ


فـــــلا جَ زَعٌ مـــــن خِـــلــةٍ مُــتـكـشِّـفٌ
ولا مَــــــرِحٌ تـــحــت الــغِــنـى أتــخــيـلُ


ولا تــزدهـي الأجـهـال حِـلـمي ، ولا أُرى
ســـــؤو لاً بــأعـقـاب الأقــاويــلِ أُنــمِــلُ


ولـيـلةِ نـحـسٍ ، يـصـطلي الـقـوس ربـها
وأقــطــعــهُ الـــلاتـــي بـــهـــا يــتــنـبـلُ


دعـستُ عـلى غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي
سُــعــار ٌ ، وإرزيــــزٌ ، وَوَجْــــرٌ ، وأفــكُــلُ


فــأيَّـمـتُ نِــسـو انـــاً ، وأيـتـمـتُ وِلْـــدَةً
وعُــــدْتُ كــمـا أبْـــدَأتُ ، والـلـيـل ألــيَـلُ


وأصـبـح ، عـنـي ، بـالـغُميصاءِ ، جـالـساً
فــريـقـان : مــســؤولٌ ، وآخــــرُ يــسـألُ


فــقـالـوا : لــقــد هَـــرّ َتْ بِـلـيـلٍ كِـلابُـنـا
فـقـلنا : أذِئــبٌ عــسَّ ؟ أم عــسَّ فُـرعُلُ


فــلــمْ تَــــكُ إلا نــبــأةٌ ، ثــــم هــوَّمَــتْ
فـقـلـنـا قــطــاةٌ رِيـــعَ ، أم ريـــعَ أجْـــدَلُ


فـــإن يَـــكُ مــن جــنٍّ ، لأبــرحَ طَــار قــاً
وإن يَـــكُ إنـسـاً ، مَـاكـها الإنــسُ تَـفـعَلُ


ويـــومٍ مـــن الـشِّـعـرى ، يـــذوبُ لُـعـابهُ
فــاعـيـه ، فــــي رمــضـائـه ِ ، تـتـمـلْمَلُ


نَــصَـبْـتُ لـــه وجــهـي ، ولاكـــنَّ دُونَـــهُ
ولا ســـتـــر إلا الأتــحــمـيُّ الــمُـرَعْـبَـلُ


وضــافٍ ، إذا هـبـتْ لــه الـريـحُ ، طـيَّـرتْ
لــبــائـدَ عـــــن أعــطـافـهِ مــــا تــرجَّــلُ


بـعـيـدٍ بــمـسِّ الــدِّهـنِ والـفَـلْى عُـهْـدُهُ
لــه عَـبَـسٌ ، عــافٍ مـن الـغسْل مُـحْوَلُ


وخَـــرقٍ كـظـهـر الـتـرسِ ، قَـفْـرٍ قـطـعتهُ
بِـعَـامِـلـتـين ، ظــهــره ُ لــيــس يــعـمـلُ


وألـــحــقــتُ أولاهُ بـــأخـــراه ، مُــوفــيــاً
عــلــى قُــنَّــةٍ ، أُقــعـي مِـــراراً وأمــثُـلُ


تَـــرُودُ الأراوي الـصـحـمُ حـولـي ، كـأنَّـها
عَـــــذارى عــلـيـهـنَّ الــمــلاءُ الــمُـذَيَّـلُ


ويــركُــدْنَ بــالآصــالٍ حــولـي ، كـأنـنـي
مِـن الـعُصْمِ ، أدفـى يـنتحي الكيحَ أعقلُ

دراسة موجزة عنها//

-إشتملت اللامية على فضائل إنسانيه ومحامد خلقيه لم نجدها في كثير من قصائد معاصريه ، مثل:
الصبر ، العفه ، وسمو النفس ، وعلّو الهمه والترفع عن النميمه وإباء الذل والضيم .
-تضمنت اللامية صوره حية لحياة المجتمع البدوي القائمه على الحروب ومجابة الشدائد والصبر عليها
كما تضمنت صورة للعلاقات القبيله وما كانت تفرزه من مآس كانت تصيب بعض أفراد القبيله ، كالخلع
والطرد والنبذ والتنكر للأبوه أو البنوه ، وهضم الحقوق والإستبعاد بغير حق .
-صدرت اللاميه عن طبيعه صافيه وفطره ساذجه لا تكلف فيها ولاتصنع ولارياء لذلك جاءت معانيها مواكبه
لالآم الشاعر وآماله وطباعه وطباعه واحداث حياته .
-اتسعت اللامية لتشمل أغراضا ً متنوع ، كالعتاب ، والفخر ، والوصف ، الذي تناول فيه موضوعات عدة
كالصبر ، والجوع ، والنوم ، والراحه ، والليل ، والمطر ، والحرّ ، والبرد ، والحيوانات ، والطير .
وحسب هذه القصيده فخرا ً ان الرواة نسبوا الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قولا ً جاء فيه :
((علّموا أولادكم لامية العرب ، فإنها تُعلمهم مكارم الأخلاق )) .
فإذا صحّت هذه الروايه تكون هذه القصيده وصاحبها قد بلغا درجة رفيعة ومكانة ساميه
لم يبلغها اصحاب المعلقات على عظمة قدرهم الشعري ونفاسة قصائدهم وذيوع صيتهم في الأفاق












التوقيع

آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 05-20-2022 في 10:04 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 10-02-2009, 05:14 AM   رقم المشاركة : 6
مؤسس
 
الصورة الرمزية ساره العبدالله






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ساره العبدالله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

؛

أبيات عظيمة

متصفح راق لي جداً
:

الأستاذة

عواطف عبداللطيف

دمتِ بخير







آخر تعديل ساره العبدالله يوم 10-02-2009 في 05:17 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2009, 02:31 PM   رقم المشاركة : 7
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

من الطويل )
1أقيمـوا بنـي أمِّـي ، صُـدُورَ مَطِيِّكـم
فإنـي ، إلـى قـومٍ سِواكـم لأمـيـلُ
*
فقـد حُمَّـتِ الحاجـاتُ ، والليـلُ مقمـرٌ
وشُـدَّت ، لِطيـاتٍ ، مطايـا وأرحُــلُ
*
وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عـن الأذى
وفيهـا ، لمـن خـاف القِلـى ، مُتعـزَّلُ
*
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ علـى أمـرئٍ
سَرَى راغبـاً أو راهبـاً ، وهـو يعقـلُ
*
ولي ، دونكم ، أهلـونَ : سِيْـدٌ عَمَلَّـسٌ
وأرقـطُ زُهْـلُـولٍ وَعَـرفـاءُ أجْـيـلُ
*
هم الأهـلُ . لا مستـودعُ السـرِّ ذائـعٌ
لديهم ، ولا الجانـي بمـا جَـرَّ ، يُخْـذَلُ
*
وكـلٌّ أبـيٌّ ، باسـلٌ . غـيـر أنـنـي
إذا عرضـت أولـى الطـرائـدِ أبـسـلُ
*
وإن مُدَّتْ الأيدي إلـى الـزاد لـم أكـن
بأعجلهـم ، إذ أجْشَـعُ القـومِ أعـجـلُ
*
ومـاذاك إلا بَسْـطَـةٌ عــن تفـضـلٍ
عَلَيهِـم ، وكنـتُ الأفضـلَ المتفـضِّـلُ
*
وإنـي كفانـي فَقْـدُ مـن ليـس جازيـاً
بِحُسنـى ، ولا فــي قـربـه مُتَعَـلَّـلُ
*
ثلاثـةُ أصـحـابٍ : فــؤادٌ مشـيـعٌ ،
وأبيـضُ إصليـتٌ ، وصفـراءُ عيطـلُ
*
هَتوفٌ ، من المُلْـسِ المُتُـونِ ، يزينهـا
رصائـعُ قـد نيطـت إليهـا ، ومِحْمَـلُ
*
إذا زلّ عنهـا السهـمُ ، حَنَّـتْ كأنـهـا
مُـرَزَّأةٌ ، ثكـلـى ، تــرِنُ وتُـعْـوِلُ
*
ولسـتُ بمهيـافِ ، يُعَـشِّـى سَـوامـهُ
مُجَدَعَـةً سُقبانـهـا ، وهــي بُـهَّـلُ
*
ولا جـبـأ أكـهـى مُــرِبِّ بعـرسِـهِ
يُطالعهـا فـي شأنـه كـيـف يفـعـلُ
*
ولا خَــرِقٍ هَـيْـقٍ ، كــأن فُــؤَادهُ
يَظَـلُّ بـه الكَّـاءُ يعـلـو ويَسْـفُـلُ
*
ولا خـالـفِ داريَّـــةٍ ، مُـتـغَـزِّلٍ ،
يـروحُ ويـغـدو ، داهـنـاً ، يتكـحـلُ
*
ولـسـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دُونَ خَـيـرهِ
ألفَّ ، إذا مـا رُعَتـه اهتـاجَ ، أعـزلُ
*
ولسـتُ بمحيـار الظَّـلامِ ، إذا انتحـت
هدى الهوجلِ العسيـفِ يهمـاءُ هوجَـلُ
*
إذا الأمعـزُ الصَّـوَّان لاقـى مناسـمـي
تطـايـر مـنـه قـــادحٌ ومُـفَـلَّـلُ
*
أُدِيـمُ مِطـالَ الجـوعِ حتـى أُمِيـتـهُ
وأضربُ عنـه الذِّكـرَ صفحـاً ، فأذهَـلُ
*
وأستفُّ تُرب الأرضِ كـي لا يـرى لـهُ
عَلـيَّ ، مـن الطَّـوْلِ ، امـرُؤ مُتطـوِّلُ
*
ولولا اجتناب الذأم ، لـم يُلْـفَ مَشـربٌ
يُعـاش بــه ، إلا لــديِّ ، ومـأكـلُ
*
ولكـنَّ نفسـاً مُــرةً لا تقـيـمُ بــي
علـى الضيـم ، إلا ريثـمـا أتـحـولُ
*
وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
خُيُـوطَـةُ مــاريّ تُـغـارُ وتـفـتـلُ
*
وأغدو على القـوتِ الزهيـدِ كمـا غـدا
أزلُّ تـهـاداه التَّـنـائِـفُ ، أطـحــلُ
*
غدا طَاويـاً ، يعـارضُ الرِّيـحَ ، هافيـاً
يخُـوتُ بأذنـاب الشِّعَـاب ، ويعْـسِـلُ
*
فلمَّـا لـواهُ القُـوتُ مـن حيـث أمَّـهُ
دعــا ؛ فأجابـتـه نظـائـرُ نُـحَّــلُ
*
مُهَلْهَلَـةٌ ، شِيـبُ الـوجـوهِ ، كأنـهـا
قِــداحٌ بكـفـيَّ يـاسِـرٍ ، تتَقَـلْـقَـلُ
*
أوالخَشْـرَمُ المبعـوثُ حثحَـثَ دَبْــرَهُ
مَحَابيـضُ أرداهُـنَّ سَــامٍ مُعَـسِّـلُ
*
مُهَرَّتَـةٌ ، فُــوهٌ ، كــأن شُدُوقـهـا
شُقُـوقُ العِصِـيِّ ، كالـحـاتٌ وَبُـسَّـلُ
*
فَضَـجَّ ، وضَجَّـتْ ، بِالبَـرَاحِ ، كـأنَّـه
وإيـاهُ ، نـوْحٌ فـوقَ عليـاء ، ثُكَّـلُ
*
وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّسـتْ بـهِ
مَرَاميـلُ عَزَّاهـا ، وعَـزَّتـهُ مُـرْمِـلُ
*
شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعـدُ وارعـوت
ولَلصَّبرُ ، إن لم ينفـع الشكـوُ أجمـلُ
*
وَفَـاءَ وفـاءتْ بــادِراتٍ ، وكُلُّـهـا
علـى نَكَـظٍ مِـمَّـا يُكـاتِـمُ ، مُجْـمِـلُ
*
وتشربُ أسآرِي القطـا الكُـدْرُ ؛ بعدمـا
سـرت قربـاً ، أحنـاؤهـا تتصلـصـلُ
*
هَمَمْتُ وَهَمَّـتْ ، وابتدرنـا ، وأسْدَلَـتْ
وَشَـمَّـرَ مِـنـي فَــارِطٌ مُتَـمَـهِّـلُ
*
فَوَلَّيْـتُ عنهـا ، وهـي تكبـو لِعَـقْـرهِ
يُباشـرُهُ منـهـا ذُقــونٌ وحَـوْصَـلُ
*
كـأن وغـاهـا ، حجرتـيـهِ وحـولـهُأ
ضاميـمُ مـن سَفْـرِ القبائـلِ ، نُـزَّلُ
*
توافيـنَ مِـن شَتَّـى إليـهِ ، فضَمَّـهـا
كمـا ضَـمَّ أذواد الأصـاريـم مَنْـهَـل
*
فَعَبَّـتْ غشاشـاً ، ثُـمَّ مَـرَّتْ كأنهـا
مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظـة مُجْفِـلُ
*
وآلـف وجـه الأرض عنـد افتراشهـا
بـأهْـدَأ تُنبـيـه سَنـاسِـنُ قُـحَّـلُ
*
وأعـدلُ مَنحوضـاً كــأن فصُـوصَـهُ
كِعَـابٌ دحاهـا لاعـبٌ ، فهـي مُـثَّـلُ
*
فـإن تبتئـس بالشنـفـرى أم قسـطـلِ
لما اغتبطتْ بالشنفـرى قبـلُ ، أطـولُ
*
طَرِيـدُ جِنايـاتٍ تيـاسـرنَ لَحْـمَـهُ ،
عَقِيـرَتُـهُ فــي أيِّـهـا حُــمَّ أولُ
*
تنـامُ إذا مـا نـام ، يقظـى عُيُونُهـا
حِثـاثـاً إلــى مكـروهـهِ تَتَغَـلْـغَـلُ
*
وإلـفُ همـومٍ مــا تــزال تَـعُـودهُ
عِياداً ، كحمـى الرَّبـعِ ، أوهـي أثقـلُ
*
إذا وردتْ أصدرتُـهـا ، ثُــمَّ إنـهــا
تثوبُ ، فتأتي مِـن تُحَيْـتُ ومـن عَـلُ
*
فإمـا ترينـي كابنـة الرَّمْـلِ ، ضاحيـاً
علـى رقــةٍ ، أحـفـى ، ولا أتنـعـلُ
*
فأنـي لمولـى الصبـر ، أجتـابُ بَـزَّه
على مِثل قلب السَّمْـع ، والحـزم أنعـلُ
*
وأُعـدمُ أحْيانـاً ، وأُغـنـى ، وإنـمـا
ينـالُ الغِـنـى ذو البُـعْـدَةِ المتـبَـذِّلُ
*
فـلا جَـزَعٌ مــن خِـلـةٍ مُتكـشِّـفٌ
ولا مَــرِحٌ تـحـت الغِـنـى أتخـيـلُ
*
ولا تزدهـي الأجهـال حِلمـي ، ولا أُرى
سـؤولاً بأعـقـاب الأقـاويـلِ أُنـمِـلُ
*
وليلةِ نحـسٍ ، يصطلـي القـوس ربهـا
وأقطـعـهُ الـلاتـي بـهـا يتـنـبـلُ
*
دعستُ على غطْشٍ وبغـشٍ ، وصحبتـي
سُعـارٌ ، وإرزيـزٌ ، وَوَجْـرٌ ، وأفـكُـلُ
*
فأيَّمـتُ نِسـوانـاً ، وأيتـمـتُ وِلْــدَةً
وعُـدْتُ كمـا أبْـدَأتُ ، والليـل ألـيَـلُ
*
وأصبح ، عنـي ، بالغُميصـاءِ ، جالسـاً
فريقـان : مسـؤولٌ ، وآخـرُ يـسـألُ
*
فقالـوا : لقـد هَـرَّتْ بِلـيـلٍ كِلابُـنـا
فقلنا : أذِئـبٌ عـسَّ ؟ أم عـسَّ فُرعُـلُ
*
فلـمْ تَـكُ إلا نـبـأةٌ ، ثــم هـوَّمَـتْ
فقلنـا قطـاةٌ رِيـعَ ، أم ريـعَ أجْــدَلُ
*
فـإن يَـكُ مـن جـنٍّ ، لأبـرحَ طَارقـاً
وإن يَكُ إنسـاً ، مَاكهـا الإنـسُ تَفعَـلُ
*
ويومٍ مـن الشِّعـرى ، يـذوبُ لُعابـهُ
أفاعيـه ، فـي رمضـائـهِ ، تتملْـمَـلُ
*
نَصَبْـتُ لـه وجهـي ، ولاكـنَّ دُونَــهُ
ولا سـتـر إلا الأتحـمـيُّ المُرَعْـبَـلُ
*
وضافٍ ، إذا هبتْ لـه الريـحُ ، طيَّـرتْ
لبائـدَ عـن أعطـافـهِ مــا تـرجَّـلُ
*
بعيـدٍ بمـسِّ الدِّهـنِ والفَلْـى عُـهْـدُهُ
له عَبَسٌ ، عـافٍ مـن الغسْـل مُحْـوَلُ
*
وخَرقٍ كظهـر التـرسِ ، قَفْـرٍ قطعتـهُ
بِعَامِلتيـن ، ظـهـرهُ لـيـس يعـمـلُ
*
وألحـقـتُ أولاهُ بـأخـراه ، مُـوفـيـاً
علـى قُنَّـةٍ ، أُقعـي مِــراراً وأمـثُـلُ
*
تَرُودُ الأراوي الصحـمُ حولـي ، كأنَّهـا
عَـذارى عليـهـنَّ الـمـلاءُ المُـذَيَّـلُ
*
ويركُـدْنَ بالآصـالٍ حولـي ، كأنـنـي
مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحـي الكيـحَ أعقـلُ


َلُ

*1) بنو الأم : الأشقاء أو غيرهم ما دامت تجمعهم الأم ، واختار هذه الصِّلة لأنًها أقرب الصِّلات إلى العاطفة والمودَّة . والمطيّ : ما يُمتَطى من الحيوان، والمقصود بها، هنا، الإبل. والمقصود بإقامة صدورها: التهيؤ للرحيل. والشاعر يريد استعدادهم لرحيله هو عنهم لا لرحيلهم هم ، وربما أشار بقوله هذا إلى أنَهم لا مقام لهم بعد رحيله فمن الخير لهم أن يرحلوا .
(2) حُمَّت: قُدِّرتْ ودُبِّرت. والطِّيَّات: جمع الطِّيَّة ، وهي الحاجة، وقيل: الجهة التي يقصد إليها المسافر. وتقول العرب: مضَى فلان لطيَّته، أي لنيّته التي انتواها. الأرْحل: جمع الرحل، وهو ما يوضَع على ظهر البعير. وقوله:" واللَيل مقمِر " كناية عن تفكيره بالرحيل في هدوء ، أو أنه أمر لا يُراد إخفاؤه. ومعنى البيت: لقد قُدِّر رحيلي عنكم ، فلا مفرّ منه ، فتهيؤوا له .
(3) المَنأى : المكان البعيد. القِلى: البغض والكراهية. والمتعزِّل: المكان لمن يعتزل الناس. والبيت فيه حكمة: ومعناه أن الكريم يستطيع أن يتجنب الذلّ ، فيهاجر إلى مكان بعيد عمَّن يُنتظر منهم الذلّ ، كما أن اعتزال الناس أفضل من احتمال أذيتهم.
*(4) لعمرك: قَسَم بالعمر. سرى: مشى في الليل. راغباً: صاحب رغبة. راهباً: صاحب رهبة. والبيت تأكيد للبيت السابق ، ومعناه أن الأرض واسعة سواء لصاحب الحاجات والآمال أم للخائف.
(5) دونكم: غيركم. الأهلون : جمع أهل. السِّيد: الذئب. العملَّس: القويّ السَّريع. الأرقط: الذي فيه سواد وبياض. زُهلول: خفيف. العرفاء: الضبع الطويلة العُرف. جَيْئَل: من أسماء الضبع. والمعنى أن الشاعر اختار مجتمعاً غير مجتمع أهله ، كلّه من الوحوش ، وهذا هو اختيار الصعاليك.
(6) هم الأهل أي الوحوش هم الأهل ، فقد عامل الشاعِرُ الوحوشَ معاملة العقلاء ، وهو جائز. وقوله: "هم الأهل " بتعريف المسنَد ، فيه قَصر ، وكأنَه قال: هم الأهل الحقيقيّون لا أنتم . والباء في " بما " للسببية. والجاني: المقْترف الجناية أي الذنب. جرَّ : جنى . يُخْذَل: يُتَخلّى عن نصرته. والشاعر في هذا البيت يقارن بين مجتمع أهله ومجتمع الوحوش ، فيفضل هذا على ذاك ، وذلك أن مجتمع الوحوش لا يُفْشِي الأسرار، ولا يخذل بعضه بعضاً بخلاف مجتمع أهله.
(7) وكلٌّ: أي كل وحش من الوحوش التي ذكرتها. أبيّ: يأبى الذّلَّ والظلم. باسل: شجاع بطل. الطرائد: جمع الطريدة ، وهي كل ما يُطرد فيصاد من الوحوش والطيور. أبْسَل: أشَدّ بسالَةً. والشاعر يتابع في هذا البيت مدح الوحوش فيصفها بالبسالة ، لكنه يقول إنّه أبسل منها.
(8) الجَشع: النَّهم وشدَّة الحرص . وفي هذا البيت يفتخر الشاعر بقناعته وعدم جشعه ، فهو، وإنْ كان يزاحم في صيد الطرائد ، فإنه لا يزاحم في أكلها.
(9) ذاك: كناية عن أخلاقه التي شرحها. البسطة: السعة. التفضُّل: ادّعاء الفضل على الغير ، والمعنى أنَّ الشاعر يلتزم هذه الأخلاق طلباً للفضل والرِّفعة.
(10) التعلّل: التلهِّي ، والمعنى: ليس في قربه سلوى لي ، يريد : أني فقدتُ أهلًا لا خير فيهم ، لأنهم لا يقدِّرون المعروف ، ولا يجزون عليه خيراً ، وليس في قربهم أدنى خير يُتَعلّل .
(11) المُشيَّع: الشجاع. كأنَّه في شيعة كبيرة من الناس . الإصليت: السَّيف المُجرَّد من غمده. الصفراء: القوس من شجر النَّبع. العيطل: الطويلة. والمعنى أن عزاء الشاعر عن فقد أهله ثلاثة أشياء: قلب قويّ شجاع ، وسيف أبيض صارم مسلول ، وقوس طويلة العنق .
(12) هتوف: مُصَوِّتة. الملس: جمع ملساء ، وهي التي لا عُقَد فيها. المُتون: جمع المتن ، وهو الصُّلب. والرصائع: جمع الرصيعة ، وهي ما يُرصَّع أي يُحلَّى به. نيطت: عُلِّقت. المِحْمَل: ما يُعلَّق به السيف أو القوس على الكتف. والشاعر في هذا البيت يصف القوس بأنّ لها صوتاً عند إطلاقها السهم ، وبأنَّها ملساء لا عُقد فيها تؤذي اليد ، وهي مزيَّنة ببعض ما يُحلَّى بها ، بالإضافة إلى المحمل الذي تُعلَّق به.
(13) زلّ: خرج. حنين القوس: صوت وترها. مُرزَّأة: كثيرة الرزايا (المصائب). عَجْلى: سريعة. تُرنّ: تصوِّت برنين ، تصرخ. تُعول: ترفع صوتها بالبكاء والعويل. والمعنى أن صوت هذه القوس عند انطلاق السهم منها يشبه صوت أنثى شديدة الحزن تصرخ وتولول.
(14) خميص البطن ضامره ، يستفزّني : يثيرني . الحِرْص : الشَّرَه إلى الشيء والتمسّك به .
(15) المهياف: الذي يبعد بإبله طالباً المرعى على غير علم ، فيعطش. السوام: الماشية التي ترعى. مجدَّعة: سيئة الغذاء . السُّقبان: جمع سقْب وهو ولد الناقة الذكَر. بُهَّل: جمع باهل وباهلة وهي التي لا صرار عليها (الصِّرار: ما يُصَرّ به ضرع الناقة لئلا تُرضَع ). يقول: لستُ كالراعي الأحمق الذي لا يُحسن تغذية سوامه، فيعود بها عشاءً وأولادها جائعة رغم أنها مصرورة. وجوع أولادها كناية عن جوعها هي، لأنها، من جوعها، لا لبن فيها، فيغتذي أولادها منه.
(16) الجُبّأ: الجبان. والأكهى: الكدِر الأخلاق الذي لا خير فيه ، والبليد. مُرِبّ: مقيم ، ملازم . عرِسه: امرأته. وملازمة الزوج يدلّ على الكسل والانصراف عن الكسب والتماس الرزق. وفي هذا البيت ينفي الشاعر عن نفسه الجبن ، وسوء الخلق ، والكسل ، كما ينفي أن يكون منعدم الرأي والشخصية فيعتمد على رأي زوجه ومشورتها. (17) الخرق: ذو الوحشة من الخوف أو الحياء والمراد، هنا، الخوف. والهيق: الظْليم (ذكَر النعام)، ويُعرف بشدّة نفوره وخوفه. والمُكّاء: ضرب من الطيور. والمعنى: لست مِمَّن يخاف فيقلقل فؤاده ويصبح كأنّه معلّق في طائر يعلو به وينخفض.
(18) الخالف: الذي لا خير فيه. يقال: فلان خالفة (أو خالف) أهل بيته إذا لم يكن عنده خير. والدَّاريّ والداريّة: المقيم في داره لا يبرحها. المتغزّل: المتفرّغ لمغازلة النساء. يروح: يسير في الرواح، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى اللَّيل. يغدو: يسير في الغداة، وهو الوقت من الصباح إلى الظهر. والداهن: الذي يتزيَّن بدهن نفسه. يتكحّل: يضع الكحل على عينيه. والمعنى أن الشاعر ينفي عن نفسه الكسل، ومغازلة النساء، والتشبّه بهنّ في التزيّن والتكحّل. وهو يثبت لنفسه، ضمناً، الرجولة.
(19) العَلّ: الذي لا خير عنده ، والصَّغير الجسم يشبه القُراد. ألفّ: عاجز ضعيف. رعتَه: أخفْتَه. اهتاج: خاف. الأعزل: الذي لا سلاح لديه.
(20 ) المِحْيار: المتحيّر. انْتَحَتْ: قصدت واعترضَتْ. الهدى: الهداية، والمقصود هداية الطريق في الصحراء. الهوجل: الرجل الطويل الذي فيه حمق. العِسِّيف: الماشي على غير هدى. اليَهْماء: الصحراء. الهَوْجَل: الشديد المسلك المَهول. وفي البيت تقديم وتأخير. والأصل: لست بمحيار الظلام إذا انتحت يهماء هوجل هدى الهوجل العسيف. والمعنى: لا أتحيّر في الوقت الذي يتحير فيه غيري.
(21) الأمعز: المكان الصّلب الكثير الحصى. الصَّوّان: الحجارة الملس. المناسم: جمع المنسم، وهو خفّ البعير . شبّه قدميه بأخفاف الإبل. القادح: الذي تخرج النار من قدمه. مفلَّل: متكسِّر. والمعنى أنه حين يعدو تتطاير الحجارة الصغيرة من حول قدميه ، فيضرب بعضها بحجارة أخرى ، فيتطاير شرر نار وتتكسَّر.
(22) أُديم: من المداومة، وهي الاستمرار. المطال: المماطلة. أضرب عند الذِّكْر صَفْحاً: أتناساه. فأذهل: أنساه. يقول: أتناسى الجوع، فيذهب عنّي. وهذه الصورة من حياة الصَّعْلَكَة.
(23) الطَّوْل: المَنّ. امرؤ متطوِّل: منّان. والمعنى أنه يفضل أن يستفَّ تراب الأرض على أن يمدّ أحد إليه يده بفضل أو لقمة يمنّ بها عليه.
(24) الذَّأم والذَّام: العيب الذي يُذمّ به. يُلفى: يوجد. والمعنى: لولا تجنُّبي ما أذمّ به، لحصلت على ما أريده من مأكل ومشرب بطرق غير كريمة.
(25) مرَّة: صعبة أبيّة. الذَّام: العيب. وفي هذا البيت استدراك، فبعد أن ذكر الشاعر أنّه لولا اجتناب الذمّ لحصل على ما يريده من مأكل ومشرب ، قال إن نفسه لا تقبل العيب قَطّ.
(26) الخَمص: الجوع ، والخُمص: الضُّمر. الحوايا: جمع الحويَّة ، وهي الأمعاء. الخيوطة: الخيوط. ماريّ فاتل، وقيل: اسم رجل اشتُهر بصناعة الحبال وفتلها. تغَارُ: يُحكم فتلها. والمعنى. أطوي أمعائي على الجوع، فتصبح، لخلوّها من الطعام، يابسة ينطوي بعضها على بعض كأنها حبال أُتقن فتلها.
(27) أغدو: أذهب في الغداة، وهي الوقت بين شروق الشمس والظهر. القوت: الطعام. الزهيد: القليل. الأزلّ: صفة للذئب القليل اللحم. تهاداه: تتناقله وتتداوله. التنائف: الأرضون، واحدتها تنوفة، وقيل: هي المفازة في الصحراء. الأطحل: الذي في لونه كدرة. يشبه الشاعر نفسه بذئب نحيل الجسم جائع يتنقل بين الفلوات بحثاً عن الطعام.
(28) الطاوي: الجائع. يعارض الريح: يستقبلها. أي: يكون عكس اتجاهها. وهذا الوضع يساعده على شمّ رائحة الفريسة واتّباعها. الهافي: الذي يذهب يميناً وشمالاً من شدَّة الجوع، وقيل: معناه السريع. يخوت. يختطف وينقض. أذناب: أطراف. الشِّعاب: جمع الشِّعب، وهو الطريق في الجبل. يعسل: يمر مَرَّاً سَهْلاًَ. وفي هذا البيت تتمة لما في البيت السابق من وصف للذئب.
(29) لواه: دفعه، وقيل: مطله وامتنع عليه. أَمَّه: قصده. النظائر: الأشباه التي يشبه بعضها بعضاً. نُحَّل: جمع ناحِل، وهو الهزيل الضامِر. يقول: بعد أن يئس هذا الذئب من العثور على الطعام، استغاث بجماعته، فأجابته هذه، فإذا هي جائعة ضامرة كحاله.
(30 ) مُهَلَّلة: رقيقة اللحم، وهي صفة لـ" نظائر " التي في البيت السابق. شِيب: جمع أَشْيَب وشيباء. القِداح: جمع قِدْح، وهو السَّهْم قبل بريه وتركيب نصله، وهو، أيضاً ، أداة للقمار. الياسر: المقامِر. تتقلقل: تتحرك وتضطرب. وفي هذا البيت يصف الشاعر الذئاب الجائعة الباحثة عن الطعام، فإذا هي نحيلة من شدة الجوع، بيضاء شعر الوجه، مضطربة كسهام القمار.
(31) "أو" للعطف إمّا على الذئب الأزلّ في البيت الذي سبق قبل ثلاثة أبيات، وإمَّا على ، " قداح " التي في البيت السابق، وجاز عطف المعرفة على النكرة لأنه أراد بـ" الخشرم " *الجنس إبهاماً، و" قداح " وإن كان نكرةً، فقد وُصف، فاقترب من المعرفة. والخشرم: رئيس النحل. حَثْحَثَ: حرك وأزعج. الدَّبْر: جماعة النَحْل. المحابيض: جمع المحبض، وهو العود مع مشتار العسل. أرداهُنَّ: أهلكهنّ. السامي: الذي يسمو لطلب العسل. المعَسَّل: طالب العسل وجامعه.
*(32) المُهَرَّتة: الواسعة الأشداق. الفُوه: جمع "الأفوه " للمذكَّر، والفوهاء للمؤنث، ومعناه المفتوحة الفم. الشدوق: جمع الشّدق، وهو جانب الفم. كالحات: مكشرة في عبوس. البُسَّل: الكريهة المنظر. والشاعر في هذا البيت يعود إلى وصف الذئاب التي تجمّعت حول ذلك الذي دعاها لإنجاده بالطعام، فيصفها بأنها فاتحة أفواهها، واسعة الشدوق، كئيبة كريهة المنظر.
(33) ضجَّ: صاح. البراح: الأرض الواسعة. النوح: النساء النوائح. العلياء: المكان المرتفع. الثكَّل: جمع الثَّكْلى، وهي المرأة التي فقدت زوجها أو ولدها أو حبيباً. والمعنى أن الذئب عوى فعوتِ الذئاب من حوله، فأصبح وإيّاها كأنَّهن في مأتم تنوح فيه الثكالى فوق أرض عالية.
(34) أغْضى: كفّ عن العواء. اتَّسَى، بالتشديد: افتعل من "الأسوة "وهي الاقتداء، وكان الأصل فيه الهمزة، فأبدلت الهمزة ياء لسكونها وكسر همزة الوصل قبلها، ثُم أُبدلت الياء تاء، وأُدغمت في تاء الافتعال. ويروى بالهمزة فيهما من غير تشديد، وهو أجود من الأوّل، لأن همزة الوصل حذفت لحرف العطف، فعادت الهمزة الأصليّة إلى موضعها، كقولك: وائتمنه، والذي ائتمن . والمراميل: جمع المرمل، وهو الذي لا قوت له. والمعنى أن الذئب وجماعته وجدا حالهما متّفقين يجمعهما البؤس والجوع، فأخذ كل منهما يعزِّي الآخر ويتأسَّى به.
(35) شكا: أظهر حاله من الجوع. ارعوى: كفَّ ورجع. الشكو: الشَّكوى. وعجز هذا البيت حكمة ، ومفادها أنَّ الصبر أفضل من الشكوى إن كانت غير نافعة.
(36) فَاءَ: رجع. بادرات: مسرعات، وبادره بالشيء أسرع به إليه. النكظ: شدَّة الجوع. يكاتم: يكتم ما في نفسه. مُجْمِل. صانع للجميل. وفي هذا البيت يتابع الشاعر وصف الذئاب، فيقول إنهنَّ بعد يأسهن من الحصول على الطعام، عدن إلى مأواهنَّ ، وفي نفوسهن الحسرة والمرارة.
(37) الأسآر: جمع سؤر، وهو البقيَّة في الإناء من الشراب. القطا: نوع من الطيور مشهور بالسرعة. الكدر: جمع أكدر للمذكَّر وكدراء للمؤنَّث، والكُدرة: اللَّون ينحو إلى السواد. القَرَب: السير إلى الماء وبينك وبينه ليلة. الأحناء: جمع الحنو، وهو الجانب. تتصلصل تصوِّت. والمعنى أنِّي أريد الماء إذا سايرت القطا في طلبه، فأسبقها إليه لسرعتي، فترد بعدي، فتشرب سُؤري.
(38) هَمَمْتُ بالأمر: عزمتُ على القيام به ولم أفعله. والتاء في " هَمَّتْ " تعود إلى القطا، والمعنى: أنا وإيَّاها قصدنا الماء. ابتدرنا: سابق كلٌّ منّا الآخر. أسدلت: أرخت أجنحتها كناية عن التعب. الفارط: المتقدِّم، وفارط القوم: المتقذِّم ليصلح لهم الموضع الذي يقصدونه. يقول: ظهر التعب على القطا، وبقيت في قمَّة نشاطي، فأصبحت متقدِّماً عليها دون أن أبذل كلَّ جهدي، بل كنتُ أعدو متمهِّلاً لأنني واثق من السبق.
(39) ولَّيت: انصرفت. تكبو: تسقط. العُقْر: مقام السَّاقي من الحوض يكون فيه ماء يتساقط من الماء عند أخذه من الحوض. الذّقون: جمع الذقن، وهو منها ما تحت حلقومها. الحَوْصل: جمع الحوصلة، وهي معدة الطائر. يقول: سبقت القطا بزمن غير قصير حتى إنِّي شربت وانصرفت عن الماء قبل وصولها مجهدةً تتساقط حول الماء ملتمسةً الماء بذقونها وحواصلها.
(40) وغاها: أصواتها. حَجْرتاه: ناحيتاه، والضمير يعود على الماء. والأضاميم: جمع الإضمامة، وهي القوم ينضمّ بعضهم إلى بعض في السَّفَر. السَّفْر: المسافرون. نزَّل: جمع نازل، وهو المسافر الذي حطَّ رحله، ونزل بمكان معيَّن، وحوله جماعات من المسافرين حطَّت الرحال محدثةً صخباً كبيراً، والمعنى أن أصوات القطا حول الماء كثيرة حتى كأنَّها أَلََّفت جانبي الماء .
(41) توافين: توافدن وتجمَّعن، والضمير يعود إلى القطا. شتَّى: متفرِّقة، والمقصود متفرّقة. الأذْواد: جمع ذود، وهو ما بين الثلاثة إلى العشرة من الإبل. ومن أمثال العرب: " الذَّود إلى الذَّودِ إبل " ، وهو يُضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتّى يؤدِّي إلى الكثير. الأصاريم: جمع الصرمة، وهي العدد من الإبل نحو الثلاثين. والمَنْهل: الماء. والمعنى أنَّ أسراب القطا حول الماء تشبه أعداداً كثيرة من الإبل تتزاحم حول الماء.
(42) العَبّ : شرب الماء من غير مصّ . الغشاش: العجلة. والركب خاصّ بركبان الإبل. أحاظة: قبيلة من اليمن، وقيل: من الأزد. المُجْفل: المنزعج، أو المسرع. والمعنى أن القطا لفرط عطشها شربت الماء غبا، ثمّ تفرقت بسرعة.
(43) آلف: أتعوَّد. الأهدأ: الشديد الثبات. تنبيه: تجفيه وترفعه. السناسن: فقار العمود الفقري. قُحَّل: جافة يابسة. يقول: ألفتُ افتراش الأرض بظهر ظاهرة عظامه، حتَّى إنَّ هذه العظام هي التي تستقبل الأرض، فيرتفع الجسم عنها، وهذا كناية عن شدَّة هزاله.
(44) أعدل: أتوسَّد ذراعاً، أي: أسوِّي تحت رأسي ذراعاً. المنحوض: الذي قد ذهب لحمه. الفصوص: مفاصل العظام. الكعاب: ما بين الأنبوبين من القصب، والمقصود به هنا شيء يُلعب به. دهاها: بسطها. مُثَّل: جمع ماثل، وهو المنتصب. والمعنى أن ذراعه خالية من اللحم لا تبدو فيها إلاَّ مفاصل صلبة كأنها من حديد.
(45) تبتئس : تلقى بؤساً من فراقه. القسطل: الغبار. وأمّ قسطل: الحرب. و"ما "، في " لما " بمعنى الذي. اغتبطت: سرَّت. والمعنى أنَّ الحرب إذا حزنت لفراق الشنفرى إيَّاها، فطالما سرَّت بإثارته لها.
(46) طريد: مطرود. الجنايات: المقصود بها غاراته في الصعلكة. تياسرن لحمه: اقتسمنه. عقيرته: نفسه. حُمَّ : نزل، ولم يؤنَّث "حُمَّ " لأنَّه لـ "أيّ " ، ولفظها مذكَّر. والمعنى أنَّه مطارد ممَّن أغار عليهم، وهؤلاء يتنافسون للقبض عليه والانتقام منه.
(47) تنام: أي الجنايات، وعبَّر بها عن مستحقِّيها. حثاثاً: سراعاً. تتغلغل: تتوغَّل وتتعمَّق. يقول: إنَّ أصحاب الجنايات في غاية اليقظة للانتقام مني ، وهم إنْ ناموا، فإنَّ عيونهم تظل يقظى تترصَّدني للإيقاع بي. وقيل: المعنى أنَّه إذا قصَّر الطالبون عنه بالأوتار لم تقصَّر الجنايات.
(48) الإلف: الاعتياد، وهنا بمعنى المعتاد. والربع في الحمّى أن تأخذ يوماً، وتدع يومين، ثمّ تجيء في اليوم الرابع. و"هي": ضمير يعود على "الهموم "، يعني الهموم أثقل عنده من حُمَّى الربع.
(49) وردت: حضرت، والضمير يعود للهموم. والورد خلاف الصَّدر. وأصدرتها: رددتها. تثوب: تعود. تُحيت: تصغير "تحت". عَلُ: مكان عالٍ. والمعنى أنَّ الشاعر كلَّما صرف الهموم، عادت إليه من كلّ جانب، فهي، أبداً، ملازمة له.
(50) ابنة الرمل: الحية، وقيل: هي البقرة الوحشية. ضاحياً: بارزاً للحرِّ والقرّ. رقّة: يريد رقّة الحال ، وهي الفقر. وأحفى: من الحفاء وهو عدم لبس النعل. وفي هذا البيت يتخيَّل الشاعر امرأةً، كعادة الشعراء القدماء ، فيخاطبها قائلاً لها إنه فقير لا يملك ما يستر به جسده من لفح الحرّ والقرّ، ودون نعل ينتعله فيحمي رجليه.
(51) مولى الصبر: وليّه. أجتاب: أقطع. البزّ: الثياب. السِّمع: ولد الذّئب من الضْبع . أنعل: أتخذه نعلاً. يقول إنّه صبور، شجاع، حازم.
(52) أُعدِم: أفتقر. البعدة، بضمّ الباء وكسرها، اسم للبعد. المتبذِّل: المُسِفّ الذي يقترف ما يُعاب عليه. يقول إنه يفتقر حيناً ويغتني حيناً آخر، ولا ينال الغنى إلا الذي يقصر نفسه على غاية الاغتناء.
(53) الجزع: الخائف أو عديم الصبر عند وقوع المكروه. الخَلَّة: الفقر والحاجة. المتكَشِّف: الذي يكشف فقره للناس. المَرِح: شديد الفرح. المُتخَيِّل: المختال بغناه. يقول: لا الفقر يجعلني أبتئس مظهراً ضعفي، ولا الغنى يجعلني أفرح وأختال.
(54) تزدهي: تستخفّ. الأجهال: جمع الجَهْل ، والمقصود الحمق والسفاهة. سؤول: كثير السؤال، أو ملحّ فيه. الأعقاب: جمع العقب، وهو الآخر. أنمل: أنمّ، والنملة، بفتح النون وضمّها، النميمة. والمعنى أنّ الشاعر حليم لا يستخفه الجهلاء، متعفِّف عن سؤال الناس، بعيد عن النميمة وإثارة الفتن بين الناس.
(55) النَحْس: البرد. يصطلي: يستدفىء. ربّها: صاحبها. الأقطع: جمع قِطْع، وهو نصل السّهم. يتنبَّل: يتخذ منها النّبل للرمي. والمعنى: ربَّ ليلةٍ شديدة البرد يُشعل فيها صاحب القوسِ قوسَه ونصال سهامه، فيجازف بفقد أهمّ ما يحتاج إليه، ليستدفىء .
(56) دعست: دفعت بشدّة وإسراع، وقيل: معناه مشيت. أو وطئت. الغَطْش: الظلمة. البغش: المطر الخفيف. صحبتي: أصحابي. السّعار: شدّة الجوع، وأصله حرّ النار، فاستُعير لشدّة الجوع، وكأنّ الجوع يُحدث حرَّاً في جوف الإنسان. الإرزيز: البرد. والوجر: الخوف. والأفكل: الرعدة والارتعاش.
(57) أيَّمت نسواناً: جعلتُهن أيامى، أي بلا أزواج. والأيِّم: من لا زوج له من الرجال والنساء على حدٍّ سواء. الإلدة: الأولاد. وأيتمتُ إلدة: جعلتهم بلا آباء. أبدأت: بدأت. أليل: شديد الظلمة.
(58) أصبح: فعل ماض ناقص، اسمه "فريقان" ، وخبره "جالساً". ويجوز أن يكون فعلاً تامَّاً فاعله "فريقان"، و"جالساً"، حال. والغميصاء: موضع في بادية العرب قرب مكة . والجَلْس. اسم لبلاد نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى الجَلْس، فهو جالس، كما يقال: أتْهَمَ، إذ أتى تهامة. يقول: كان من نتائج غارتي اللّيليّة، التي وصفها في الأبيات الثلاثة السابقة، أنه عند الصباح أخذ الذين غرت عليهم يسأل بعضهم بعضاً، وهم بنجد، عن آثار غارتي متعجّبين من شدّتها وآثارها الأليمة.
(59) هَرَّت: نبحت نباحاً ضعيفاً. عَسَّ: طاف باللَّيل، ومنه العَسَس، وهم حرَّاس الأمن في اللَّيل. الفُرعُل: ولد الضبع. يقول: إن القوم الذين أغرت عليهم يقولون: لم نسمع إلا هرير الكلاب، وكان هذا الهرير بفعل إحساسها بذئب أو بفرعل.
(0 6) النبأة: الصوت، والمقصود صوت صدر مرّةً واحدة ضعيفاً. هوَّمت: نامت ، والضمير في هذا الفعل يعود على الكلاب. القطاة: نوع من الطيور، يسكن الصحراء خاصَّةً. رِيع: خاف. وفاعله "قطاة"، ولذلك كان على الشاعر أن يقول "ريعتْ"، ولم يؤنث لوجهين: أحدهما على الشذوذ، والثاني أنَّه حمل القطاة على جنس الطائر، فكأنَّه قال: طائر ريع. والأجدل: الصَّقْر. وهمزة الاستفهام محذوفة، والتقدير: أقطاة ريعت أم ريع أجَدَلُ. وهذا البيت استدراك للبيت السابق، فقد استدرك القوم الذين أغار عليهم، فقالوا: إن هرير الكلاب لم يستمرّ، وإنَّما كان صوتاً واحداً ضعيفاً، ثم نامت الكلاب، فقالوا، عندئذ، لعل الذي أحسَّت به الكلاب قطاة أو صقر.
(61) أبرح: أتى البَرَح، وهو الشِّدَّة، وقيل: هو أفعل تفضيل من البرح، وهو الشِّدَّة والقوَّة. الطارق: القادم باللَّيل. والكاف في "كها" للتشبيه. والمعنى أن الذين أغار عليهم تعجَّبوا وتَحيَّروا، فقد تعوَّدوا أن يقوم بالغارة جماعة من الرجال لا فرد واحد، وأن يشعروا بها فيدافعوا عن أنفسهم وحريمهم، أمَّا أن تكون بهذه الصورة الخاطفة فهذا الأمر غير مألوف، ولعل الذين قاموا بها من الجنّ لا من الإنس.
وهذا البيت شاهد للنحاة على جر الكاف للضمير في "كها" شذوذاً.
(62) الشِّعرى: كوكب يطلع في فترة الحر الشَّديد، ويوم من الشِّعرى: يوم من الحرّ الشديد. واللّواب (كما في بعض الروايات): اللعاب، والمقصود به ما ينتشر في الحر كخيوط العنكبوت في الفضاء، وإنما يكون ذلك حين يكون الحز مصحوباً بالرطوبة ، الأفاعي: الحيَّات. الرمضاء: شدَّة الحرّ. تتململ: تتحرك وتضطرب. يقول: ربَّ يومٍ شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها على شدَّة الحر.
(63) نصبت له وجهي: أقمته بمواجهته. الكِنّ ؛ السِّتر. الأتحميّ : نوع من الثياب كالعباءة. المرعبل: المُمَزَّق. وهذا البيت مرتبط بسابقه، ومعناهما: ربَّ يوم شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها شدَّة الحرّ، واجهت لفح حرِّه دون أيّ ستر على وجهي، وعليّ ثوب ممزّق لا يردّ من الحرِّ شيئاً قليلاً.
(64) الضافي: السابغ المسترسِل، ويعني شَعره. اللبائد: جمع اللبيدة، وهي الشَّعر المتراكب بين كتفيه، المتلبِّد لا يُغْسَل ولا يُمشَّط. الأعطاف: جمع العَطف، وهو الجانب. ترجَّل: تسرَّح وتمشَّط. والمعنى: أنَّه لا يستر وجهه وجسمه إلا الثوب الممزَّق، وشعر رأسه، لأنه سابغ. إذا هبّت الريح لا تفرِّقه لأنّه ليس بِمسرَّح، فقد تلبَّد واتَّسخ لأنَّه في قفر ولا أدوات لديه لتسريحه والعناية به.
(65) بعيد بمسّ الدهن والفلي أي منذ زمن بعيد لم يعرف الدهن والفَلْي (الفلي: إخراح الحشرات من الشَّعر. العَبَس: ما يتعلَّق بأذناب الإبل والضّأن من الرَّوث والبول فيجف عليها، ويصبح وسخاً. عافٍ : كثير. مُحْوِل: أتى عليه حول (سنة). والأصل: محوِل من الغَسْل. والبيت بكامله وصف لشعره.
(66) الخَرْق: الأرض الواسعة تتخرَّق فيها الرياح. كظهر الترس: يعني أنَّها مستوية. قَفْر: خالية، مقفرة، ليس بها أحد. العاملتان: رجلاه. والضمير في "ظهره" يعود على الخرق. ليس يُعمل: ليس مِمَّا تعمل فيها الركاب.
(67) ألحقت أولاه بأخراه: جمعت بينهما بسيري فيه، قطعته. والضمير في "أولاه" *و "أخراه " يعود على (الخرق) المذكور في البيت السابق. والمعنى: لشدَّة سرعتي لحق أوّله بآخره. موفياً: مشرفاً. القُنَّة: أعلى الجبل، مثل القلَّه. الإقعاء: أن يلصق الرجل ألْيَتَيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويتساند ظهره. أمثل: أنتصب قائماً. يقول: وربَّ أرض واسعة قطعتها مشرفاً من على قمَّة جبل، جالساً حيناً، وسائراً حيناً آخر.
(68) ترود: تذهب وتجيء الأراوي: جمع الأرويَّة، وهي أنثى التيس البريّ. الصُّحْم: جمع أصحم للمذكر، وصحماء للمؤنث، وهي السوداء الضارب لونها إلى الصفرة، وقيل: الحمراء الضارب لونها إلى السواد. العذارى: جمع العذراء، وهي البكر من الإناث. الملاء: نوع من الثياب. المُذَيَّل: الطويل الذيل.
(69) يركُدْن: يثبتن. الآصال: جمع الأصيل، وهو الوقت من العصر إلى المغرب. العُصم: جمع الأعصم، وهو الذي في ذراعيه بياض، وقيل: الذي بإحدى يديه بياض. الأدفى من الوعول: الذي طال قرنه جداً . ينتحي: يقصد. الكِيحَ: عرض الجبل وجانبه. الأعقل: الممتنع في الجبل العالي لا يُتوصَّل إليه. والمعنى أن الوعول آنستني، فهي تثبت في مكانها عند رؤبتي، وكأن الشاعر أصبح جزءاً من بيئة الوحوش، وإن كان أخطر وحوشها.
*********** *** *** ===============================
********** ***** * المصدر : ديوان الشنفرى - جمع وتحقيق وشرح الدكتور إميل بديع يعقوب - دار الكتاب العربي بيروت ، 1
996 .












التوقيع

آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 12-08-2016 في 08:48 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 01-03-2010, 03:31 PM   رقم المشاركة : 8
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: القصائد اليتيمة

كيف رضيتِ أن تخرج عروس ابن زريق بأسمالها البالية

أما كان بإمكانك إدخالها صالونات النبع ولا يكلفك ذلك دينارا واحدا

وأنت تعلمين أنها ملكة جمال الشعر

أليس الرفق باليتيم واجبا إنسانيا






  رد مع اقتباس
قديم 01-13-2010, 03:17 AM   رقم المشاركة : 9
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: القصائد اليتيمة

أستاذنا الفاضل

شكرا لمرورك

تم أكسائها حلة جديدة

تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 07-18-2010, 02:36 AM   رقم المشاركة : 10
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: القصائد اليتيمة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   أستاذنا الفاضل

شكرا لمرورك

تم أكسائها حلة جديدة

تحياتي


لقد خرجت تزهو بجمالها فهي من نوادر الشعر العربي

شكرا لهذا الاهتمام بالنص الشعري الجميل

تحياتي ومودتي












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::