آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الإيمان > نبع الإيمان

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-05-2016, 05:24 PM   رقم المشاركة : 1
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالله علي باسودان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الأدله الدامغة من كلام السلف الصالح بجواز التبرك

الأدله الدامغة من كلام السلف الصالح بجواز التبرك:

يستنكر بعض الناس التبرك ويحكمون بأنه كفر وشرك بالله تعالى ، فهم يفهمون التبرك على أنه عبادة للشخص المتبرك به ، والغريب هو أن هذا المفهوم يخالف مفهوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون ببقايا وضوئه صلى الله عليه وسلم ، كما نقرأ في صحيح البخاري عن أبي جحيفة قال:
"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدم (جلد) ورأيت بلالاً أخذ وَضوء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئًا تمسح به، ومن لم يُصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه."

بل وقسّم صلى الله عليه و آله وسلم شعره على أصحابه وهم يتلقفونه كما في صحيح مسلم عن أنس قال:
"قد رأيت رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وأله وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل".

وقصص تبرك الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ، إلا أن المعارض يجيب بنقطتين:
1- بأن تبرك الصحابة لا يقصدون به النفع.
2- بأن التبرك جائز في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط وليس بعد مماته.

أولاً: القول بأن التبرك ما كان الصحابة يقصدون به النفع ، هو قول باطل ، فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (الجزء12 صفحة 599(:
"والماء الذي توضأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أيضاً ماء مبارك ، صب منه على جابر وهو مريض ، وكان الصحابة يتبركون به."

ثانياً: إن المخالف الذي يقول بأن التبرك مخصوص بحياة النبي صلى الله عليه وأله وسلم فقط وأن التبرك بعد مماته شرك إنما هو يكفر الصحابة وهو لا يدري ، ففي صحيح مسلم أن الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر قالت لعبدالله بن كيسان:
"هذه جبة رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلم . فأخرجت إلى جبة طيالسة كسروانية . لها لبنة ديباج . وفرجيها مكفوفين بالديباج . فقالت : هذه كانت عند عائشة حَتَّى قبضت . فلما قبضت قبضتها . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها . فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها."

ويعلق على هذا الحديث الإمام النووي (صاحب الكتاب الشهير رياض الصالحين) في شرحه على صحيح مسلم بقوله:
"وفي هذا الحديث دليلٌ على استحباب التبرك بآثار الصالحين وثيابهم."

وهاهي أم المؤمنين أم سلمة تعالج الناس من العين والأمراض بماء يلامس شعرات النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين (البخاري ومسلم) عن عثمان بن عبدالله بن موهب قال:
"أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء ، فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضَبة. قال: فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء."

لقد كان التبرك بعد ممات النبي صلى الله عليه والله وآله وسلم من عادة الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم ، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يتمسحون ويتبركون بكل ما يتصل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي طبقات ابن سعد عن يزيد بن عبدالله بن قسيط:
"كان أصحاب رَسُولَ اللّهِ إذا خلا المسجد جسوا رمانة المنبر الَّتِي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون".
وكان ابن عمر رضي الله عنه يضع يده على مقعد منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يضعها على وجهه ، كما ذكره ابن سعد في طبقاته.
ولم يكن هذا التبرك مخصوصاً بالصحابة فقط وإنما لكل مسلم ، قال ابن تيميّة في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (الجزء 1،صفحة : ) "فقد رخص أحمد [ابن حنبل] وغيره في التمسح بالمنبر والرمانة الَّتِي هي موضع مقعد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ويده."

وسيف الله المسلول خالد بن الوليد كان يفتخر بحفظه لشعرات النبي صلى الله عليه و آله وسلم في مقدمة خوذته والَّتِي بها كان ينتصر في المعارك ، فقد روى الحافظ ابن حجر في المطالب العالية عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه قال:
"اعتمرنا مع رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم في عمرة اعتمرها فحلق شعره فسبقت إلى الناصية فاتخذت قلنسوة فجعلتها في مقدمة القلنسوة فما وجهت في وجه إلا فُتح لي." وفي رواية: "فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رزقت النصر." ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (18/79)
وحينما جاء التابعون كانوا على قدم صدق في اتباع الصحابة رضوان الله عليهم ، فكانوا يتبركون بالصحابة وأماكن ملامستهم للنبي صلى الله عليه وسلم بل ويقبلون الأعين الَّتِي رأت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد روى أبو يعلى (وأخرجه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2/111)) عن ثابت البناني قال:
"كنت إذا أتيت أنسًا يخبر بمكاني فأدخل عليه فآخذ بيديه فأقبلهما وأقول: بأبي هاتان اليدان اللتان مسّتا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، وأقبّل عينيه وأقول: بأبي هاتان العينان اللتان رأتا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم."

ويستدل الإمام الحافظ الذهبي - وهو أحد تلامذة الشيخ ابن تيمية – بهذه القصة على جواز التبرك بأي شيء يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم حَتَّى ولو كان تراب قبره صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد قال في معجم شيوخه (في ترجمة شيخه أحمد بن عبدالمنعم بن أحمد أبو العباس القزويني الطاوسي(:

"وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأساً ، رواه عنه ولده عبد الله بن أحمد . فإن قيل : فهل فعل ذلك الصحابة؟؟ قيل: لأنهم عاينوه حياً ، وتملوا به وقبلوا يده ، وكادوا يقتتلون على وضوءه ، واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر ، وكان إذا تنخم لا تكاد تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه ، ونحن لما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل ، والاستلام والتقبيل ، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني؟! كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها على وجهه ويقول: يد مست يد رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ هو مأمور بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين ، ومن أمواله ومن الجنة وحورها . . ."

نعم لقد كان التبرك بكل ما اتصل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند التابعين أحب إليهم من الدنيا ومافيها ، ففي صحيح البخاري عن ابن سيرين قال:
"قلت لعبيدة [السليماني – هو أحد كبار التابعين-] عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قِبل أنس أو من قِبل أهل أنس فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إليّ من الدنيا وما فيها."

وقد كان إمام السنة أحمد بن حنبل وغيره من السلف الصالح من شدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كان كل همهم التبرك بكل ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويستنفعون ويتداوون به ، فقد ذكر الإمام الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (11 / 212) مانصه بأن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
"رأيت أبي –أي أحمد بن حنبل- يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه".

ثم يعلق الإمام الذهبي (تلميذ ابن تيمية) على هذا الكلام متهماً أولئك الَّذِينَ ينكرون التبرك بأنهم متنطعة وخوارج ومبتدعة ، حيث يقول:
"قلت: أين المتنطع المنكر على الإمام أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: "لا أرى بذلك بأسا " .

هذا عن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ماذا عن صالحي المسلمين؟ هل يجوز التبرك بهم أم لا؟ :
إن التبرك ليس مخصوصاً بالنبي صلى الله عليه و آله وسلم وإنما بكل مسلم صالح ، فالنبي صلى الله عليه و آله وسلم نفسه الذي هو كله بركة كان يتبرك بما لامسته أيدي الصحابة ، فقد روى الطبراني في الأوسط -وذكره الشيخ الألباني في سلسلته الصحيحة (5/154) برقم ( 2118) وحسّنه- عن ابن عمر أنه قال:
"قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّر أحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفية السمحة". قال: وكان رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه , يرجو بركة أيدي المسلمين".

وقد قال الإمام النووي في شرحه على حديث تبرك الصحابة بوضوء النبي صلى الله عليه وسلم (وذلك في شرحه على صحيح مسلم):14/44(
"ففيه التبرك بآثار الصالحين واستعمال فضل طهورهم وطعامهم وشرابهم ولباسهم."

وقد بَوّبَ الحافظ ابن حبان في صحيحه باباً بعنوان:
"باب ذِكْر ما يُستحبُّ للمِرء التَّبركُ بالصالحينَ وأشباهِهم"

إن المنكر للتبرك إنما هو يظن بأن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره إنما هي عبادة لهم وغلو فيهم ، ولم يفرق هذا بين مجرد التبرك والعبادة ، فلو كان التبرك عبادة لمنع النبي صلى الله عليه و آله وسلم أصحابه من التبرك ولما شجعهم على ذلك ، ومن يظن بأن مجرد التبرك أو التشفي عبادة فإنه يطعن في إيمان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بل ويطعن في صاحب الرسالة صلى الله عليه و آله وسلم ، فالعبادة هي الاعتقاد بألوهية من تعبده ، وأما التبرك فإنه مجرد طلب النفع مع الاستشعار والاعتقاد بأن المعطي والمانح في الحقيقة هو الله تعالى ، وهذا مثله مثل شخص يذهب إلى الطبيب ليشفى من المرض ، فإن المريض إنما يكون اعتقاده بأن الطبيب نفعه إنما هو من الله في الحقيقة ، وأما إذا اعتقد المريض الشفاء من الطبيب على وجه الحقيقة فإنه بذلك أشرك ، وهذا بالضبط هو مفهوم النبي صلى الله عليه وسلم و صحابته ومن تبعهم في التبرك ، مثله مثل الاستشفاء بالطبيب أو الدواء والَّتِي كلها مخلوقات ، فمن أنكر النفع والضر من المخلوق (فكلنا مخلوقات ننفع بعضنا بعضاً بإذن الله) فإنما هو مبتدع مخالف لمنهج السلف ، وما أقول هنا إلا ما قاله النبي والصحابة الكرام والتابعين وغيرهم من السلف الصالح.

وصلى الله على حبيبنا وسيدنا وشفيعنا يوم الدين محمد وآله وصحبه وسلم ومن تبعهم إلى يوم الدين.







  رد مع اقتباس
قديم 08-19-2016, 09:31 AM   رقم المشاركة : 2
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالله علي باسودان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الأدله من كلام السلف الصالح بجواز التبرك:

الأدله من كلام السلف الصالح بجواز التبرك:

يستنكر بعض الناس التبرك ويحكمون بأنه كفر وشرك بالله تعالى ، فهم يفهمون التبرك على أنه عبادة للشخص المتبرك به ، والغريب هو أن هذا المفهوم يخالف مفهوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون ببقايا وضوئه صلى الله عليه وسلم ، كما نقرأ في صحيح البخاري عن أبي جحيفة قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدم (جلد) ورأيت بلالاً أخذ وَضوء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئًا تمسح به، ومن لم يُصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه." بل وقسّم صلى الله عليه و آله وسلم شعره على أصحابه وهم يتلقفونه كما في صحيح مسلم عن أنس قال: "قد رأيت رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وأله وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل". وقصص تبرك الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ، إلا أن المعارض يجيب بنقطتين:
1- بأن تبرك الصحابة لا يقصدون به النفع.
2- بأن التبرك جائز في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط وليس بعد مماته.
فنقول لهم ومن يقول هذا قبل وفاته، فهذا قول باطل، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانته عند الله حياً وميتاً هي هي لم تنقص.
أولاً: القول بأن التبرك ما كان الصحابة يقصدون به النفع ، هو قول باطل ، فقد قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (الجزء12 صفحة 599(: "والماء الذي توضأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أيضاً ماء مبارك ، صب منه على جابر وهو مريض ، وكان الصحابة يتبركون به." ثانياً: إن المخالف الذي يقول بأن التبرك مخصوص بحياة النبي صلى الله عليه وأله وسلم فقط وأن التبرك بعد مماته شرك إنما هو يكفر الصحابة وهو لا يدري ، ففي صحيح مسلم أن الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر قالت لعبدالله بن كيسان: "هذه جبة رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلم . فأخرجت إلى جبة طيالسة كسروانية . لها لبنة ديباج . وفرجيها مكفوفين بالديباج . فقالت : هذه كانت عند عائشة حَتَّى قبضت . فلما قبضت قبضتها . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها . فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها." ويعلق على هذا الحديث الإمام النووي (صاحب الكتاب الشهير رياض الصالحين) في شرحه على صحيح مسلم بقوله:
"وفي هذا الحديث دليلٌ على استحباب التبرك بآثار الصالحين وثيابهم." وهاهي أم المؤمنين أم سلمة تعالج الناس من العين والأمراض بماء يلامس شعرات النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين (البخاري ومسلم) عن عثمان بن عبدالله بن موهب قال: "أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء ، فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضَبة. قال: فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء." لقد كان التبرك بعد ممات النبي صلى الله عليه والله وآله وسلم من عادة الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم ، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يتمسحون ويتبركون بكل ما يتصل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي طبقات ابن سعد عن يزيد بن عبدالله بن قسيط: "كان أصحاب رَسُولَ اللّهِ إذا خلا المسجد جسوا رمانة المنبر الَّتِي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون". وكان ابن عمر رضي الله عنه يضع يده على مقعد منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يضعها على وجهه ، كما ذكره ابن سعد في طبقاته. ولم يكن هذا التبرك مخصوصاً بالصحابة فقط وإنما لكل مسلم ، قال ابن تيميّة في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (الجزء 1،صفحة : ) "فقد رخص أحمد [ابن حنبل] وغيره في التمسح بالمنبر والرمانة الَّتِي هي موضع مقعد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ويده." وسيف الله المسلول خالد بن الوليد كان يفتخر بحفظه لشعرات النبي صلى الله عليه و آله وسلم في مقدمة خوذته والَّتِي بها كان ينتصر في المعارك ، فقد روى الحافظ ابن حجر في المطالب العالية عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه قال: "اعتمرنا مع رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم في عمرة اعتمرها فحلق شعره فسبقت إلى الناصية فاتخذت قلنسوة فجعلتها في مقدمة القلنسوة فما وجهت في وجه إلا فُتح لي." وفي رواية: "فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رزقت النصر." ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (18/79) وحينما جاء التابعون كانوا على قدم صدق في اتباع الصحابة رضوان الله عليهم ، فكانوا يتبركون بالصحابة وأماكن ملامستهم للنبي صلى الله عليه وسلم بل ويقبلون الأعين الَّتِي رأت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد روى أبو يعلى (وأخرجه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2/111)) عن ثابت البناني قال: "كنت إذا أتيت أنسًا يخبر بمكاني فأدخل عليه فآخذ بيديه فأقبلهما وأقول: بأبي هاتان اليدان اللتان مسّتا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، وأقبّل عينيه وأقول: بأبي هاتان العينان اللتان رأتا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم."
ويستدل الإمام الحافظ الذهبي - وهو أحد تلامذة الشيخ ابن تيمية – بهذه القصة على جواز التبرك بأي شيء يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم حَتَّى ولو كان تراب قبره صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد قال في معجم شيوخه (في ترجمة شيخه أحمد بن عبدالمنعم بن أحمد أبو العباس القزويني الطاوسي(:
"وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأساً ، رواه عنه ولده عبد الله بن أحمد . فإن قيل : فهل فعل ذلك الصحابة؟؟ قيل: لأنهم عاينوه حياً ، وتملوا به وقبلوا يده ، وكادوا يقتتلون على وضوءه ، واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر ، وكان إذا تنخم لا تكاد تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه ، ونحن لما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل ، والاستلام والتقبيل ، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني؟! كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها على وجهه ويقول: يد مست يد رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ هو مأمور بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين ، ومن أمواله ومن الجنة وحورها . . ." نعم لقد كان التبرك بكل ما اتصل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند التابعين أحب إليهم من الدنيا ومافيها ، ففي صحيح البخاري عن ابن سيرين قال: "قلت لعبيدة [السليماني – هو أحد كبار التابعين-] عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قِبل أنس أو من قِبل أهل أنس فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إليّ من الدنيا وما فيها." وقد كان إمام السنة أحمد بن حنبل وغيره من السلف الصالح من شدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كان كل همهم التبرك بكل ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويستنفعون ويتداوون به ، فقد ذكر الإمام الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (11 / 212) مانصه بأن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: "رأيت أبي –أي أحمد بن حنبل- يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه". ثم يعلق الإمام الذهبي (تلميذ ابن تيمية) على هذا الكلام متهماً أولئك الَّذِينَ ينكرون التبرك بأنهم متنطعة وخوارج ومبتدعة ، حيث يقول: "قلت: أين المتنطع المنكر على الإمام أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: "لا أرى بذلك بأسا " .
هذا عن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ماذا عن صالحي المسلمين؟ هل يجوز التبرك بهم أم لا؟ :
إن التبرك ليس مخصوصاً بالنبي صلى الله عليه و آله وسلم وإنما بكل مسلم صالح ، فالنبي صلى الله عليه و آله وسلم نفسه الذي هو كله بركة كان يتبرك بما لامسته أيدي الصحابة ، فقد روى الطبراني في الأوسط -وذكره الشيخ الألباني في سلسلته الصحيحة (5/154) برقم ( 2118) وحسّنه- عن ابن عمر أنه قال: "قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّر أحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفية السمحة". قال: وكان رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه , يرجو بركة أيدي المسلمين". وقد قال الإمام النووي في شرحه على حديث تبرك الصحابة بوضوء النبي صلى الله عليه وسلم (وذلك في شرحه على صحيح مسلم):14/44( "ففيه التبرك بآثار الصالحين واستعمال فضل طهورهم وطعامهم وشرابهم ولباسهم." وقد بَوّبَ الحافظ ابن حبان في صحيحه باباً بعنوان: "باب ذِكْر ما يُستحبُّ للمِرء التَّبركُ بالصالحينَ وأشباهِهم" إن المنكر للتبرك إنما هو يظن بأن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره إنما هي عبادة لهم وغلو فيهم ، ولم يفرق هذا بين مجرد التبرك والعبادة ، فلو كان التبرك عبادة لمنع النبي صلى الله عليه و آله وسلم أصحابه من التبرك ولما شجعهم على ذلك ، ومن يظن بأن مجرد التبرك أو التشفي عبادة فإنه يطعن في إيمان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بل ويطعن في صاحب الرسالة صلى الله عليه و آله وسلم ، فالعبادة هي الاعتقاد بألوهية من تعبده ، وأما التبرك فإنه مجرد طلب النفع مع الاستشعار والاعتقاد بأن المعطي والمانح في الحقيقة هو الله تعالى ، وهذا مثله مثل شخص يذهب إلى الطبيب ليشفى من المرض ، فإن المريض إنما يكون اعتقاده بأن الطبيب نفعه إنما هو من الله في الحقيقة ، وأما إذا اعتقد المريض الشفاء من الطبيب على وجه الحقيقة فإنه بذلك أشرك ، وهذا بالضبط هو مفهوم النبي صلى الله عليه وسلم و صحابته ومن تبعهم في التبرك ، مثله مثل الاستشفاء بالطبيب أو الدواء والَّتِي كلها مخلوقات ، فمن أنكر النفع والضر من المخلوق (فكلنا مخلوقات ننفع بعضنا بعضاً بإذن الله) فإنما هو مبتدع مخالف لمنهج السلف ، وما أقول هنا إلا ما قاله النبي والصحابة الكرام والتابعين وغيرهم من السلف الصالح.







آخر تعديل عبدالله علي باسودان يوم 08-19-2016 في 10:37 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 09-30-2016, 10:51 PM   رقم المشاركة : 3
كاتب
 
الصورة الرمزية قيس النزال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :قيس النزال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الأدله من كلام السلف الصالح بجواز التبرك:

لاخوف على العارفين بالشرع والدين لكن الخوف على الجهلة البسطاء أن يقعوا بالشرك..وها نحن نرى البعض يذكر البشر ولا يذكر الله ويستعين بالبشر من دون الله...فرسولنا الأكرم طلب أن يبنى له بيتا عند قبر امنا خديجه رضي الله عنها عندما دخل مكة فاتحا..والأماكن المباركه فيها خشوع وشعور بالقرب من الله والأجر في المسجد أكبر منه بالبيت والصلاة بالمدينه أكبر وبالبيت الحرام أكبر....والأعمال بالنيات أخي الكريم







  رد مع اقتباس
قديم 10-01-2016, 12:24 AM   رقم المشاركة : 4
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الأدله من كلام السلف الصالح بجواز التبرك:

كلام منطقي بارك الله فيك













التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 10-01-2016, 04:57 AM   رقم المشاركة : 5
كاتب
 
الصورة الرمزية سرالختم ميرغني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سرالختم ميرغني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الأدله من كلام السلف الصالح بجواز التبرك:

أحسنت باسودان بهذا البحث الرائع بورك قلمك







  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلمي الليله كريم علوان زبار إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 3 06-14-2015 09:26 PM


الساعة الآن 09:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::