لا أحد يمر من هنا
الكلمات تيبس في صحن الطين
أشباح الموتى تعمر المكان
بلا صوامع، وبلا موعد
تسقط في فخ الكفن
عاريا من أفراحك
ساهما في نقط تسبح بك
في لوثة العراء
ترسم أصفار يد مقطوعة
تهاوت في منعرج
كشوكة خريف
كخريطة شوهتها أظافر التائهين
وسعار الدمى..
*****************
هل حقا تولد الفراشات
من رحم الأبدية؟
ترشف عطر الكلام من رنين الريح
من اهتزاز السنابل
ومن سنا المطر
كي يكون لها عمر
ويكون لها وشم
وصدى نسيم
وذاكرة
*****************
ما عادت الأسماء تعرفك
يا صاحبي!
ما عاد البحر يسحبك إلى مداه
ما عادت ملامحك تشبه زرقة الريح
هي الأشياء، تأخذك صوب
المحو
صوب طريق المقصلة
كي تغتال فيك سفر النوارس
رقص الموج
وخطى الغابات ..
*****************
غير أنك، يا صاحبي!
- بعناد- تحسم الأمر
تركب الريح
تعانق مداك البعيد
تهزم الأشباح
تحفر أخدودا
لا نهاية له، في الشمس
ثم تنحت يدا عالية
وبعض تجاعيد لوجه خريف
يتوارى،
خلف أقبية المساء
وخطوط النار.
عبد العزيز أمزيان
رمزية فائقة الروعة وإسقاطات مثالية بفحوى قصيد النثر
أسلوب فذ وعميق
يسرح القارئ معها أمدا بعيدا من تأمل تطيب له الحواس
ويغتبطه الشعور رغم الشجن الآسر في حناياها
ما أبهاها من قصيدة...!
سلمتم أيها القدير وحفظكم المولى