إنه الشيخ ربيع .. ذلك الشيخ المرحْ
ذو الثّياب الخُضر والوجْه البديعْ
والجَبين المُنْشَرِحْ .
كلّما طافت خُطَى نِيسانَ بالدنيا أطلّا
من كُوَى غرفته عذْبا ، طَرُوبا
هاتفا : "أهلا وّسهلا
مرحبا نِيسانُ ! قد حان لنا أن نظْهــــرا
ونجوبَ الأرض ودْيانا وبِيدا وسُهـــوبا
******
عُدْ إلينا وأطلْ مُكْثك فينا
هذه خُطوة نِيسانَ عَلَى وَجْهِ الحُقول
شَرِبَتْ أولَ بَسْمَة
من شفاه الشمس ، والفجرُ على صَدْرِ السُّهول
لم يزل يُسقَى ندى الليل ، وفى الغابات نسمة
نقلت إنشاد عُصْفورٍ صغير :
"عِمْ صباحا أيها الضوءُ ! " وردّ الآخرون :
" حانت اليقظة فلْنمْرحْ ، رِفاقى ،
فى حِمَى الغابِ النّضيرْ
ولْنُغنّ الفجرَ والشّمسَ وأعناقَ الغُصونْ
وظلالَ الغابِ حتى تشتكى منا السواقى . "
******
ويردّ الشيخُ من غُرْفته عذْب المرحْ
" يا عصافيرىَ لا تعْجَلنَ ، إنّى أتزيّنْ
بعد حينٍ أرْتدى ثوبى المُلوّنْ
كلُّ لوْنٍ فيه من قوْسِ قُزحْ
كلُّ خيطٍ وَتَرٌ من أغنية
كلُّ زِرٍّ وّرْدةٌ مُنْتشية