هل يعرف المتوفى اسم من يدعو له؟
يعنى لو دعوت لوالدي هل يعرف أن ابنه دعى له؟
فالظاهر ـ والله أعلم ـ أن الموتى يعرفون من يدعون لهم إذا كانوا يعرفونهم في الدنيا. قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته قال ابن عبد البر:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من رجل يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. قال: وفيه أيضا نكتة حسنة وهي أن الدعاء بالسلام دعاء بخير. اهـ
هل الشخص المتوفى ذو الأعمال السيئة الذي لم يمت على طاعة الله يعذب منذ نزوله القبر إلى حين يبعثون، أم ليوم واحد عند نزوله القبر، أم لفترة محدودة، أم كيف؟
فإن من توفي من أهل التوحيد والإيمان، ولم يتب مما ارتكبه من الذنوب في حياته، فإنه تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وتجاوز فضلا منه تعالى وكرما، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه؛
كما قال تعالى.
مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ.
{الأنعام:160}.
وقال تعالى:
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ.
{آل عمران:25}.
قال أهل التفسير: لا يبخس المحسن جزاء إحسانه، ولا يعاقب مسئيا بغير جرمه.
وعليه، فإن من عذب في قبره من أصحاب السيئات والمعاصي قد يطول عذابه ويقصر بحسب ذنوبه، ولا يلزم أن يستمر إلى قيام الساعة.
وعذاب القبر قد ثبت بالأدلة الصحيحة، ولكن مقداره وكيفيته بالنسبة لهذا الشخص أو ذاك هي من الأمور الغيبية، ولا يمكن الكلام فيها إلا بتوقيف من الشارع،
هل الأموات تتكلم فيما بينها في المقبرة؟
وقد دلت الأحاديث على أن أرواح الموتى تلتقي في البرزخ وتتكلم فيما بينها فمن ذلك ما رواه الأمام أحمد والنسائي وغيرهما وصححه الألباني من حديث طويل في بيان قبض الأرواح جاء فيه.. فيأتون به أرواح المؤمنين – يعني الذين ماتوا قبله فلهم أشد فرحا من أحدكم بغائبه يقدم عليه ، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية
معنى البرزخ والحياة الثانية بعد الممات؟
فإن العبد بعد موته إذا دفن في قبره ترد إليه روحه ويأتيه الملكان يسألانه وبحسب نجاحه في جواب الملكين يكون حاله في حياته البرزخية فمن أجاب إجابة صحيحة كان في روضة من رياض الجنة، ومن أخطأ في الجواب كان في حفرة من حفر النار وضيق عليه قبره.
وأما طريقة عمل الخير فتكون بتعلم ما يريد الله تعالى منا وتطبيقه حسب شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأهم ذلك الفرائض،
لما في الحديث القدسي:
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وعلى المسلم أن يحرص على عمل الخيرات كلما وجد فرصة، وأن يجعل دائما نصب عينيه
قوله تعالى:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
{الزلزلة
عندما أسلم على أمي المتوفاة عند قبرها، هل يجوز أن أقول السلام عليك يا والدتي فلانة بنت فلان أنا ولدك فلان في الدنيا ؟
فنسأل الله الرحمة والمغفرة لوالدتك، ولا مانع من السلام على والدتك عند زيارة قبرها وقولك يا فلانة بنت فلان أنا ولدك فلان، وسترد عليك السلام، وتشعر بزيارتك لها،
ففي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
وأما علم الميت بالحي إذا زاره وسلم عليه.. ففي حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه، إلا عرفه، ورد عليه السلام. قال ابن المبارك: ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصححه عبد الحق صاحب الأحكام. انتهى.
وإن شئت دعوت لها عند قبرها قائما أو جالسا، فالأمر في ذلك واسع، فلم نقف على دليل يخص الدعاء للميت من قيام أو جلوس، لكن لا تجلس على قبرها، فقد ثبت النهي والوعيد في ذلك،
سؤالي هو: ماهي الأشياء التي يحاسب عليها الإنسان في قبره؟
وشكرا.
فالحساب على الشيء هو الاستقصاء فيه والمناقشة؛ كما قال القرطبي في تفسيره، وهو بهذا المعنى يكون يوم القيامة؛ كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 60916 .
وأما في القبر فقد يعذب العبد على كل ذنب لم يغفره الله له إذا شاء الله أن يعذبه في البرزخ.
فينبغي للعبد أن يحترز من الذنوب جميعا كبيرها وصغيرها، وأن لا يهون من شأن شيء منها بحجة أنه قد لا يعذب عليه في قبره، وقد ورد في الشرع الإخبار بأن أكثر الذنوب التي يعذب بها الموتى في قبورهم هو عدم التنزه من البول،
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا منه.
رواه الحاكم والطبراني وصححه الألباني.
وأخطر ما في القبر مما يلقاه الميت هو سؤال الملكين، فإن العبد يمتحن في قبره، ويسأل عن ثلاثة أشياء ذكرناها في الفتوى رقم: 2576.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
هل المتوفى ليلة الجمعة لا يتعرض لعذاب القبر مهما كان عمله؟
فالوقاية من عذاب القبر في حق المؤمن الميت في يوم الجمعة أو ليلتها ورد فيها حديث رواه الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر.
ووصفه الترمذي بكونه غريبا ومنقطع الإسناد، ووصفه الحافظ ابن حجر بأنه ضعيف الإسناد، لكن قال الشيخ الألباني إنه بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن أو الصحة؛ كما في الفتوى رقم: 72241.
وقوله صلى الله عليه وسلم: إلا وقاه الله فتنة القبر، قال المباركفوري في شرح الترمذي عند شرحه للحديث: أي حفظه الله من فتنة القبر أي عذابه وسؤاله، وهو يحتمل الإطلاق والتقييد، والأول هو الأولى بالنسبة إلى فضل المولى. اهـ
لقد سمعت قولاً (أن المؤمن عندما يموت يكون يوم موته هو يوم قيامته أي أن عداد الزمن يتوقف عنده، فهل هذا صحيح، وما هو عذاب القبر وهل يتعذب أهل القبور إلى قيام الساعة أم إلى وقت محدد؟ بارك الله فيكم.
فإن القبر أول منازل الآخرة، إما أن يكون روضة من رياض الجنة وإما أن يكون حفرة من النار، ففي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث البراء بن عازب الطويل في شأن المؤمن الصادق أنه يفرش له فراش الجنة ويلبس من الجنة ويفسح له في قبره ويفتح له باب إلى الجنة... وأما الكافر فبالعكس من ذلك يفرش له من النار ويلبس منها ويضيق عليه قبره ويفتح له باب إلى النار.. ونعيم القبر وعذابه مستمر بالنسبة للمؤمن والكافر إلى أن تقوم الساعة.
وأما العصاة فإنهم في مشيئة الله، وقد يعذب البعض بحسب معاصيه، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 45341، والفتوى رقم: 25848 نرجو أن تطلع عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما.
وأما ما سمعت من أن من مات فقد قامت قيامته فالمقصود به أنه يرى ماله من خير وما عليه من شر، وما يروى في هذا على أنه حديث بلفظ: إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته.... هو حديث موضوع كما قال الألباني في السلسلة.
والله أعلم. من أقوال أهل العلم.