شمس تقترب من الرؤوس
تقترب كثيراً
لكنها لا تحرقها ، بل تنيرها
و قمح يتألق ذهباً
يتلألأ ماساً
و يشرق حنيناً و حباً و سلاماً
أشياء تلوح في الفراغ
للناس كلهم
تفوح منها روائح طيب و مسك
فتملأ الصدور بأزاهير الحياة
حسناء باسمة تطل من خلف بحر الحزن
تقبل أفراس الحنين إليها لتحضنها
فتؤوب بها قذائف من غضب و دخان
ترجم بسجيل من حق
رؤوساً شوهاء
نفوس كبار خضر تعالت
حتى بلغت العنان
فخافتها عيون أدمنت إفكاً
و أكف استلذت فتكاً
و أكباد استطابت الدماء
و سهل يموج كما كان كل يوم
بسنابل تمنح النماء لكل البشر
تبدو من بينها كعبة مشرقة وسط أراجيح الظلام
و مشانق العفن و ثعابين الفساد
ناشرة سمط نجوم محلقات في السماء
رانية إلى الملأ الأعلى و هي ترقب أرواحاً ملائكية
و تغسل بمطر من أريج قلوباً صاديات من سنين
سنين طوال
و في أقصى امتداد البصر
يظهر رجل بسيط عظيم
لابس رداء متواضعاً
معفٍ لحية بيضاء نقية
فاتح ذراعيه لاستقبال قادم من بعيد
و قد تفتر فمه عن ابتسامة
بحجم آلاف الدهور
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ