من لا يعرف ما في الكون
غريب
من لا يعرف مهمته فيه
غريب
من يتجنب المجتمع
هارب
من يغلق عينيه عن الفهم
أعمى
من يحتاج لغيره
فقير
نحن موجودين في الكون كجزء من كل و سوف نتلاشى في الكون الذي ولدنا فيه .
نحن جميعا مخلوقات يوم واحد , من يتذكر و الذي نتذكره في ذلك سواء .
كن دائما مثل الحاجز الذي تتكسر عليه الامواج , هو راسخ يروض غضب المياه من حوله .
هل أقول أنا لست محظوظا , لأن هذا الامر وقع لي ؟
لا , بل أقول اني محظوظ لأنه تركني بلا مرارة و لا يحطمني الحاضر و لا يدمرني المستقبل .
قد يعرض الامر هذا على كل انسان و لكن لن يخرج منه كل انسان بلا مرارة , وهنا تجتاحك تسؤلات منها :
هل يمنعك هذا الامر ان تكون عادلا , هادئا , حكيما , صادقا , محترما لذاتك ؟
اذا اغراك أي شيء لكي تشعر بالمرارة , لا تقل حظي سيء بل قل :
اذا اجتزت هذه المحنة بجدارة فأنا انسان محظوظ .
ليس هناك ما يجلب التعاسة أكثر من محاولة الاحاطة بكل الامور , كالرجل الذي يحفر باطن الارض , أو يسعى لمعرفة خصوصيات الاخرين .
يجب الحفاظ على النفس نقية من الانفعال و الاندفاع و السخط على ما يأتي من البشر , فما يأتينا من البشر عزيز علينا , بسبب صلة القرابة , بل ربما يحرك فينا الشفقة على نحو ما بسبب جهل الناس بالخير و بالشر .
ان العجز عن تمييز الخير من الشر لا يقل عن العجز الذي يحرمنا من القدرة على تمييز الابيض من الاسود .
كان أنسان يتساءل :
اذا خيرت بين أمرين فأيهما تختار لنفسك :النفس العاقلة أم النفس غير العاقلة .
ستقول : النفس العاقلة .
فأي النفوس العاقلة : الصالحة أم الطالحة .
سوف تجيب : الصالحة .
فلماذا لا تبحث عن ضالتك أذن ؟
سيكون ردك : لأني أمتلكها .
أذن فما الداعي للصراع و النزاع .
(( لقد عقدت العزم على أن أكون صريحا معك تماما ))
كم يبدو أجوف و مخادع حين يرددها البعض ؟
وهنا تطرح الاسئلة
لماذا كل هذا ايها الانسان ؟
الأمر لايحتاج الى مقدمات , لا بد ان يكون مقروءا على جبينك , سيظهر صداه في نبرات صوتك , سيلمع في عينيك في لحظة ما ,مثلما تكفي النظرة الاولى والوحيدة بين حبيبين لتقول كل شيء , الاخلاص و الصلاح لا بد أن يكون لهما رائحة لا تخطأ , بحيث ان عرضت لأي أنسان لتنبه لوجودها رغما عنه .
الاخلاص المصطنع هو خنجر مخبأ , حب الذئب الزائفة هي أبغض الاشياء الى النفس , و يجب ان نتحاشاها أكثر من أي شيء , الحبيب المخلص و الصادق في معانيه سيظهر ذلك من ملامحه , ولن يعجز أي حبيب أن يرى ذلك و يدركه .
عندما نتألم فلنسارع الى تذكير أنفسنا أنه لايوجد ما يشين في ذلك , أنه ليس تحيزا ضد عقولنا , الذي لا يتعرض لما يؤذي منطقه أو جانبه العاطفي او حتى الاجتماعي .
في أغلب الاحوالسنجد ما يفيدنا في قول أبيقور :
(( الالم ابدا غير محتمل او بلا نهاية طالما تذكرت حدوده ولم تغرق في مبالغات تخيلية )) .
لنتذكر ايضا رغم عدم ادراكنا لذلك , ان هناك كثيرا من الامور الاخرى التي نجدها غير مريحة تشارك الأم في طبيعته , مشاعر الخمول او الحمى او فقدان الشهية .
عندما نميل الى التذمر من أي من هذه الامور :
لنقل الى أنفسنا اننا نستسلم للألم .