لا تخبروا طفلا يَعيشُ بداخلي أني كَبُرتُ وشابَ شَعري
ما زلتُ في أحلامِه غَضَّ الهَوَى أجرى وراءَ فَراشِ شِعري
تركَ الزمانُ ندوبَه بملامحي لكنّ قلبي ليس يدري
جُرحي براءةُ عارفٍ في عزلةٍ عاشَ الحياةَ بكل طهرَِ
طفل كبير إنني، وبمهجتي طفل صغيرْ
زهر الرُّبَى في مهجتي.. عينايَ همساتُ الغديرْ
ثَغري عَذوبٌ، إنّما في داخلي حزنٌ مريرْ
حلمي جناحا الطيرِ، لكنْ أمنياتي لا تطيرْ
لا عيبَ في أنّا نَشيخُ، العمرُ بضعُ ثواني
ما الزهرُ يَفنَى حينَ يُثمرُ لذةَ الأفنانِ
والموجُ يُكملُ رحلةَ الأقدارِ للشطآنِ
والحزنُ يُنضجُنا ويُنمِي حكمةَ الوجدانِ
لي ألفُ عمرٍ، تَنبُتُ الأعمارُ في الأحلامِ
ولكلِّ قلبٍ قصةٌ، أَنْصَتُّ مُمتَـشِقًا لها أقلامي
الحسنُ يحكي لي، فأكتبُ مُطلِقا إلهامي
نَجواكِ أَحيَتْـني، أعادتْ لذةَ الأيامِ
ما زالَ شِعري ناقصًا، قد تاهَ فيكِ بلا رجاءْ
عيناكِ حرفٌ مُدهشٌ لم يُحكَ في حرفِ الهجاءْ
قَصُرَتْ معاني الحسنِ عنكِ، تكادُ تبدو كالهجاءْ!
ذهبَ الفؤادُ بلا إيابٍ ليتَ منكِ القلبَ جاءْ
لا تَعجبي، لو تَصنعُ الأحلامُ نجماتي
فَرَّقُـتُ في ليلِ الدروبِ جنونَ أبياتي
ولكلِّ حلمٍ يَحترقْ
ميلادُ نجمٍ يَأتلقْ
كُونِي لقلبي نَجمةً في سُهدِ ليلاتي
حتى بيومٍ نفترقْ!
أنا زهرةٌ لا تَلمَسيها
أوهَى الزمانُ الآهَ في فيها
تُهديكِ عطرَ العشقِ، حلمًا فَارْسميها
فإذا تنسَّمتِ الرحيقَ العذبَ فامضي واتركيها
لا تَدمَعي.. لا تَجرحيها