ديوان الشاعر / مهدي ناصر رفاعي

على بركة الله
أبدأ بتدوين قصائد الشاعر
(مهدي ناصر رفاعي)

رسالة إلى والدي

اليك يا أبي أطيب سلام .............. مع الأشواق أبعثه اليك

فأنت في قبور الموتى تحيا ........حياة لا أرى فيها حراك

وقد طالت بنا الأيام تترى .......وداعي الشوق في قلبي دعاك

ونفسي كلما طافت بواد ......... براها الوجد في أطهر ملاك

وطيفك كلما لاح بقربي ........... سكبت الدمع محزونا عليك

فظلك كان في عمري رفيق ........ يواسي وحشتي حين أراك

فكم طابت بك روحي وسرت ....... وبل دمع مقلتها جفاك

واني كلما حاولت أنسى ........... زمان الوصل نا داني صداك

وعمري بعد رحلتك تناّى ......... وعيشي غص مهنأه نواك

وصبري فيك عند الله خير ....... رجائي رحمة منه عليك

وسقيا رحمة أرجو نداها ........ على كل الأحبة ومن معاك

تحدي

رماح الدهر تطعن في الصدور = وتسكب ماتكن من الحقود

وتثنيني الحوادث عما أرنو = فتجري أدمعي قبل الوفود

كليم النفس محروم الرقاد = أسير الهم موثوق القيود

كأن القلب لم يظفر بخلٍ = ولم يهنأ بلقيا في الوجود

يؤمل في غدٍ عيشاً هنيئاً = يروق لصفوه بال العنيد

يؤمل في غدٍ ما فات منه = على كف التأوه والصدود

ولكن سير أيامي بطيء = ولايعنى بتشريف الأسود

إذا الأ يام لم تممض بعزمي = ولم تجري بحقي للصعود

قضيت العمر في همٍ أناجي=نجوم الليل محصور الحدود

وما مني ركود أوتواني=ولامن همتي حب القعود

ألفت العزم صباراً كتوماً = وقلبي صابرٌ رغم الكؤود

فلا أرض بعيشٍ فيه ذلٌ = ولادينٌ يغص على هجود

وكيف يبيت من لو كان حراً =وغاية قلبه قصر الرشيد

سأمتاح الصعاب بكل عزمٍ =وأسكن فوق هامات السعود

وأروي بالغنى قلباً عطوشاً=تلظى فوق نيران السفود

فما نيلي لذاك المجد سهلٌ = ولاغيري تردى بالصمود

وكل مثابرٍ لابد يلقى= كريم العيش في ظلٍ رغيد

فصبراً في مجال العز صبراً = فحبل الصبر يشرى للخلود

بينما كنت أسير ذات ليله في احد الأوديه فإذا أنا بشجرة عظيمه عليها سرب من الحمام فطار جميعه إلا واحده بقيت تصدح تصدح وتسجع وطال سجعها وصديحها فقلت في نفسي مالها؟ وما سر بكائها بعد أن طار رفقاؤها فأحببت أن اصف ذلك شعراً

ورقاء قولي ماالذي أشجاك ....... طول النوى أم ذاك همس شفاك
تتألمين على الغصون كأنما ....... أضحى العزاء مشاركاً لهواك
بالله بوحي بالجراح ونفسي ...... ماكان يخفيه الفؤاد إزاك
هيجت بالصوت الشجي مشاعري ..... ومزجت من شفق الغروب بكاك
ما كان يوقض نائماً إلا به ....... من حر حرقته سعير لضاك
تتألمين فلا يحن لحالك ............ أين القلوب وأين سحر غناك
قد طار بالغرباء كان بودهم ......... لثم التراب تتبعا لخطاك
تترنمين بما تجوش صدورهم ...... والشوق للأوطان وقع شكاك
يتذاكرون على البعاد ديارهم ....... ويردد الصوت النحيب صداك
يصغي اليك وقد تبعثر لبه ........ من كان في قيد الغرام سواك
ويجود بالدمع الغزير لأنه ......... فقد الكلام ومنصتاً لشكاك
من صاح من فرط الجوى متالماً ..... يبكيه صوت الناي ذاك هراك
هم يحسبون الناي هيج شاعراً ...... والناي كان الغصن تحت علاك
ما ناح يبدي للقلوب خواطراً .........إلا له من بعض ريق لماك
ورقاء رقي للفؤاد وضمدي .......... ما كان يلقاه لنيل لقاك


شعر الاستاذ: مهدي رفاعي

أماه

أماه يانبع الحنان وطيفه ........ أهفو بشوق تحت ظللك أرتع

أماه يانبض الحياة وسرها ...... أرنو إليك بنظرة اتمتع

أماه ياحباً تغلغل في دمي ....... روحي فداك تطمئن وتخشع

أماه يا أماه قد فاض الجوى ....... وهوى الفؤاد تحت رجلك يصرع

كم قد سهرت تحضنين مدللاً....... يأوي إلى صدر رحيب يرضع

ونسلت عن عينيه أشلاء القذى ..... ونظفت منه ما يعاف ويجزع

كنت له بحراً يفيض عطاؤه ....... من كل خير يستفاد وينفع

ورعيت حتى في الشباب حياته ...... واملْت منه ما يطيب وينجع

واليوم يرعى في الحياة عظيمة ....... أوصى بها من لايموت ويسمع

براً بوالدة تراك ربيبها ......... في ظلها مازال عودك يزرع

إقبل إليها بالوداد وراعها ........... في كل شيء تبتغيه وتطمع

هي جنة الدنيا وروضة زهرها ....... والقلب يهنأ في رباها يرتع

أماه أنت للجنان مطية ............ في مهرها نمضي الطريق ونقطع

بوركت يا أماه ياشمس الدنا ........ يامن بكت تحنو عليً وتدمع

لولاك ماخضت الحياة مكافحاً ....... أمضي على كف البطولة أبدع

هذبت أخلاق الرجال بحكمة ........ وشرفت أقواماً تسود وتبدع

لم تكتب لم تقرأي في منهج ........ أومعهد حاز العلوم ويجمع

لكنك ربيت جيلاً صالحاً .......... المجد في يده يشع ويلمع

بوركت يا أماه فضلك واسع ....... الشعر عن فضل الأمومة يخنع

هيام

لقد زادني شوقي إليك صبابةّ ........ وأجرى دموعي والفؤاد كئيب

إذا لاح من طيف العيون مناجيٌ ...... هفوت إليه بالدموع مجيب

كأني إذا القوم الجلوس تحاوروا ....... غريب يواري مايود صعيب

فكم ذاب من شوقٍ وكم لاقى جفوةً ...... وكم بات يشكو في الظلام لهيب

وعنه لقد شاعوا الجنون وفريةً......... وقالوا به جنٌ عليه تؤوب

وليس به داء الجنون وإنما .......... غزالٌ لقلبي في الحجال ربيب

على غفلةٍ أومى إليَ بنظرةٍ ........... أطارت صوابي والعيون تصيب

فقلت له رفقاً عليَ فأنني .......... غريبٌ بأرض ٍ والغريب نسيب

فلما رأى شوقي إليه صبابةً ......... توالت عليه بالهموم كروب

أتاني على مهلٍ يدب رويده .......... وكان شفاءً للجروح يطيب

يبوح بوصلٍ للمحبة بيننا ........... على لحن ليلٍ للقاء طروب

وما زادني إلا هياماً ولهفةً .......... وعشقاً له فيما أود رغوب

وما لاح نجم الأفق إلا ذكرته ......... كموجٍ على طيف الغروب يجوب

يهلُ عليه المزن فيض غمامةٍ ...... فيبدو جميلاً في العيون يطيب

إذا رمت منه القرب أبدى حياؤه ...... وأسدى سهاماً حيث يرمي يصيب

فيامن رمى قلبي وأوثق قيده .......... شفائي حنانٌ من لدنك أطيب

ملاك الروح

يا ملاك الروح يا حبي القديم ........ يا وميض البرق في الليل البهيم

من لصبٍ فيك يرجو قبلةً .......... قد طواه الحزن كالطفل اليتيم

لم يزده البين إلا لوعةً ........... وغراماً نمَ عن قلبٍ حميم

كيف يسلو عن هواه ساعةً ......... أو يحول الطرف عن عشقٍ مقيم

قد قضى الأيام يرنو طالما ...........أعجبته طلعة الفجر الوسيم

أودعاه البحر يروي قصةً ........... عن صفاء الموج عن برد النسيم

وجبالاً ألهمته عزةً ............... وشموخاً ظلَ يسمو في الصميم

موطن الأجداد مهوى صبوتي ........ لا أطيق العيش عنه في النعيم

بهجة في القلب إن ضاق الفضا ...... أوبراني الوجد في الليل العتيم

كل شيءٍ لاح يغري نظرةً .......... متعةٌ للنفس سلوى للكليم

ذكرياتٌ رائعاتٌ عذبةٌ ............... حيث كان الليل لحناً للرنيم

ذكريات البدر فينا سامرٌ............... في سماء الأنس والخل النديم

يابديع الأنس طالت غربتي .......... وهواكم ظلٌ في قلبي مقيم

كم أعاني كم أقاسي وحشةً ........ذبت فيها بين أناتٍ وضيم

ربما ألقاك يوماً أرتوي ...........من جما ل الشوق للحب العظيم

يا كحيل الطرف ياحلو البدن ........ يا أسيل الخد ياضبي اليمن

يانسيم الليل في أحلى لحن ......... يا أريج الفل ياوجهاً حسن

هام فيك القلب حتى نابه ........... رعشة العشاق في ليل الوهن

واعترته من هواكم وحشة ......... غصَ بالأحزان من طول الشجن

كاد لولا الحب يفني دهره ........... أويعيش العمر في قيد الزمن

ربَ ليلٍ لاح فيه بارق .............. من سناكم في فؤ ادي قد عدن

ياحبيباً طال بعدي والنوى ..........واشتياقي في هواكم والسكن

كم أداري كم أعاني غربةً .........لا أنيسٌ أو صديقٌ يؤتمن

رقَ حالي في انتظاري كلمة.........اغتنمها لليالي والمحن

لاتلمني في وصا لك ليلةً ........ في ديارك بين أهلك في الوطن

لا تلمني إن شدوت ساعةً....... أوفشيت الحب جهراً وعلن

ضاق صدري إن كتمت غايتي ..... أوطويت الحب في جفن الوسن

كلما أطفأت ناراً للهوى ........ناح وجدي في هيامك مرتهن

ودعاني الشوق أروي قصةً ...... عن حياتي في ظلالك كل فن

سوف أسعى في منالي ربما ..... في لقاكم يهنأ القلب يحن


شعر الأستاذ : مهدي الرفاعي

ذكرى

نسيمٌ من ربا فيفا أرق ........ وذكرى لا تفارقني أحرُ

ليالٍ قد قضيناها سوياً ........ على سفحٍ لنا شدوُ وشعر

أناجي البدر ما أغراك فينا ...... وأنت لبدرنا عقدُ ونحر

أجاب البدر ما أغراني شيءٌ ..... سوى ثغرٍ له برقٌ وسحر

بروحي تلك من أعطاها فناً ...... وحسناً زانه قدٌ وخصر

حباها الله للشعراء وصفاً ...... جميلاً رائع الطلع أسرُ

عليها من أريج الزهر عطرٌ....... وطيبٌ من شذا المسك وخمر

وعيناها إذا نظرت سقيماً ........ يقوم كأنه ضبيُ أغرُ

فهذا الحسن ما أروع لماه ........ وذاك الطرف فتانٌ أسرُ

فيامن اتعبت بالهجر قلبي ....... رويداً أرفقي إني أضرُ

إلام الصد ماهذا التجافي .......... وأين الوصل بل أين المقر

أما يكفي فؤاداً كاد يفنى ........ ونفساً بالجوى كادت تضر

فلا عجبٌ إذا غدرت فتاةٌ ....... فشيمة وعدها هجرٌ وغدر

شعر الأستاذ /مهدي رفاعي

فرحة العيد

لعيد في ثغر الزمان نشيد ....... والكون عرسٌ والنفوس تميد

وبك الوجوه تلألأت أنوارها ...... وتبسمت عند اللقاء تشيد

وتزينت كل الخلائق فرحةً ....... وتمايلت مثل الغصون تحيد

وتجمعت للعيد فرحة أمةٍ ........ فيها السرور مباركٌ ويزيد

ولقد أضاءت من قلوب أحبتي ..... للعيد شمسٌ للحياة تعيد

ومضوا على درب التسامح إخوةً ..... وعلى الوفاء أسنةٌ وحديد

وصغارنا قد نالوا بهجة عيدهم .......ومن السعادة نشوةٌ ورغيد

يختالهم مرحٌ بلذة لعبهم ......... وبراءة وشقاوة وجديد

ولطالما رقصوا وطاب مساءهم ....... ومساءهم مثل الصباح وليد

وشعورنا بالعيد فاض صبابةً ........ وله دموعٌ والفؤاد وئيد

في الشام في أرض العراق مصائبٌ ...... وكوارثٌ مثل الغبار يسود

وعزاؤنا في العيد دعوة صادقٍ ......... ليس لها إلا إلاه يجود

بشرى لكم يامسلمين تجملوا ......... وتسلحوا بالصبر حيث يحود