العاقل من يرى في الناس - على اختلاف ألوانهم وأشكالهم - مرآة يتحسس بها نفسه ..
ويستدرك بها ما قد يفوته في مراقي الصلاح والفلاح
فربما كان غيرك أوسع نظرة منك لنفسك ..
ومن كان خارج البيت كان أقدر على الإحاطة بأركانه ممن هو داخله ..
غير أن المرء جُبِل على حب كلام الناس مدحا ، وبغضه قدحا
وقليلون هم الذين يقفون عند مقالة ناقديهم وقوف البصير المتأني
فإن كان ثمة خلل ؛ سعوا في استيفائه قبل انقضائه واستكماله حذر استفحاله
وإن لم يكن ، فلن يحجب ضوء الشمس غمام وان اتسعت في السما رقعته
والماء يرجى إذا ما اسودّت السّحب ..
وله في كظم الصدر ومضغ الألم بالصبر
ترويضا للنفس على احتمال المكاره في البأس..
ثم له في الدنيا حسنة ،
وفي الآخرة أجر عظيم
........................... ((( يُتبع .. ان شاء ربي )))...........................
لا شيء أصبر لنا عمن رحلوا عنا وتَدَلهنا في آثارهم مِقَةً ووَجْدا إلا :
عناقيد الصبر حين تتسرب من بين أناملنا أسباب التلاقي
وتَعلّق القلب بيقين الرجوع ما دامت في الأجساد روح تسري ..
وقد أجاز بعضهم النجوى بالشكوى
تسرية عن النفس وتخلية لها من هَمٍ يُطبق ويُقعد
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة .:. .يواسيك أو يسليك أو يتوجع
غير أن الانطراح في آثار المحب
ووقف النفس عليه بالكلية بعد رحيله ، داء يعوزه الدواء
ولكن لا بأس بذكرى ترقق القلب
وتغلفه بالأمل
وتربطه بسارية الرضا بعيدا عن مراتع السخط
........................... ((( يُتبع .. ان شاء ربي )))...........................
هلا بك أستاذ البير ..
مداخلة جميلة رائقة مشجعة
وحضور كاف ضاف مشرق
تحياتي لجمال ما عندك
زداك الله جمالا وبلغك من مراقي الكمال ما يرفع به رتبك عنده
تحياتي لحضرتك
عاند السنن .. واستدبر قبلة الناس
واستعلى بايمان أجوف على قومه
وأعلن انحسار الحق في مقتنياته
وأطلق جيش انتقامه يعيث بالدنيا ويثلم حلقة الدين
ولم يأبه لعاقل أو عالم
بل نَفَر نَفْرةَ الذئب الأزلّ
وظن أنه وحده القادر
فبات على شر مبيت
يشخب دما .. ويئن جراحا .. ويشكو غُربة مِن صُنعه
... انه الذي كان بالأمس يتمدد باقيا
وهاهو اليوم ينكمش ذاويا
بيده لا بيد عمرو .... ولايظلم ربك أحدا
مشكلة تناول الشعر القديم ..
-------------------------
ربما كانت مشكلة فهم الشعر القديم يكمن في البون الشاسع بين الرؤيتين
- رؤية المتقدمين ..
- ورؤية المتأخرين
هم( القدماء) كانوا يرسمون باللفظ - نظما - ما تقع عليه ابصارهم من صور
يستشعرون عمقها الطبيعي في انفسهم
يفعلون ذلك بعفوية متجردة عن التقعر
ويجعلون هذه الصور في اوزان تناسب سعة الحكاية
ونحن في تناولنا لآثارهم ؛ نتخيل اللفظة المكتوبة بعيدا عن حجم الصورة التي قد تمثلها
ثم نستحضر معانيها القاموسية المطاطية مُجزّءة ؛ فتتغبش الرؤية عندنا كثيرا ..
بل واحيانا يحيد تصورنا لهذا النمط حيدة تخرج عن أصل ما أراده الشاعر
ولذلك قد يبلغ الاختلاف بين الشرح والشرح ( الحديث ) مبلغا متناقضا أو مغايرا بالكلية في احايين كثيرة
كم وضعنا - ونحن تلاميذ - من هدف دراسي
وتغييناه مذ كنا في مقاعد التلقي ..
فحادت بنا (الثانوية العامة) بكآبتها ورهبتها وسطوتها
ومال الكثيرون عن هدفهم وحلمهم
وأرغمهم السلم التعليمي البائس على اكمال دراستهم كيفما اتفق
فكان ماكان ... وخرج جيل يحمل معظمه شهادات لا تمثل ارادتهم البتة .. ولا تتواكب مع تطلعاتهم
ثم جاءت البطالة المتغولة لتئد ما تبقى من حلم
ليبقى المقهى وحده بمفرداته الرماديةأحمى آلات التسكع وأسوأ ما يكمل الحكاية ...
بل لعله أصبح المرحلة التأهيلية الأهم في ممارسة حياة ما بعد التخرج ... .
فقلت لها ..
أعلم جيدا أن الادب بطبيعته لايربو ولا يزكو إلا إذا اجتلبت له الكلمات الفضفاضة والمعاني المتماهية .. وقد يعمد الاديب إلى انتقاء الكلمة الحمالة ، ليلقى في روع المتلقى معان متعددة ، يختار الأخير لذائقته ما يروقه منها .. ولا ضير .. فذلك سبيل من رام بالكلمات بوحا تتعدد عطاءاته ويطيب مساغه ويحلو في منظر العين رونقه وبهجته وألقه ...
ولكن الأدب الذي يعكس صورتنا لابد له من جدار عازل يفصل بين الجد والهزل وبين الشطط والتوسط وبين الانفلات والانتظام ..
إن ما يُطرح من عشق يجعلني أعيد قراءته وفق منظومة تحددت سلفا على هويةٍ طُبعت في قلوبنا ،واستقرت مفاهيمها في عقولنا وتميزنا عن غيرنا ...... فأرى - مصطحبا فهمي - ان مساحة الحب العريضة هذه ، حين تستولي من المرأة على قلبها ولبها ؛ فلن تترك لغير معشوقها مساحة أخرى ... ذلك لأن القلب إنما خلقه الله كي تتجاور فيه انوعُُ ُمن المحاب .. كلٌ في دائرته التي تحدد حجمه ومقداره ، وذلك لئلا يزاحم بعضه بعضا ويطغي بعضه على بعض ، ومتى اتسعت دائرة من دوائر هذه المحاب ؛ كان ذلك إيذانا بانكماش دائرة أخرى عن حجمها الذي ينبغي أن يكون لها .. فيميل القلب عند ذلك ميلة تذهله عن فطرته وتعرقله عن سعيه وتكدر من بياض صفحته ....
وعشقُُ كهذا الذي تبثينه ، أراه قد ملك زمام صاحبته وتخلل روح من ابتليت به ، ونخر في لحمها وعظامها ، حتى صيرها خلقا ً آخر منفلتاً من كل جاذبية إلا جاذبية معشوقها ... عبدته وانحنت له .. إذا العبادة في جوهر معناها هي كمال الحب مع كمال الخضوع ... وما جاوز عشق هذه المرآة هذا المعنى قيد أنملة .