وقبل أن تغادر الصفحة أعِدْ قراءتها مرة ثانية لترى ما وراء الحروف من سلسبيل عذب ومعان جميلة تدلك على أن الشعر ما زال بخير ما دامت شواعرنا بهذا السموّ والألق المشعّ
أنـَا أهْــــواكَ جيئة ً وذَهابا=أوَ تبْقى على المدى مُرتابا؟
منْ رحيقِ الهَوى منَحتُكَ شهداً=وعبيراً منَ الزّهور مـُذابا
أيها المُسْـــــــتَبدُّ شعراً وعِشقاً=وجَمالاً .. وعزَّة ً وشَبابا
ألفُ عام ٍ وأنتَ سَـــــيـِّدُ قلْبي=تزْرَعُ الأمنياتِ فيه عـِذابا
ذاهبٌ أنتَ في غيابٍ طويلٍ=لا تَلمْني فقدْ كرِهتُ الغيابا
أشْتَهي مَرة ً عتابـَكَ .. لكنْ=كلّما جئْتَني نَسيتُ العـِتابا
أوَ تـَرتابُ في نوايا غُيومي=ورَذاذي وقدْ لمستَ السـَّحابا
مطَري قادمٌ وشوْقي هطولٌ=فمَتى يا أميرُ.. تنْوي الإيابا ؟!
أوَترتابُ في صَفائي وصِدقي=ولِحبْري الشّغافُ تبْغي انْتِسابا
أنا أنْثاكَ .. والوُرودُ عطاشى=ذابلاتٍ .. فكنْ لقَلبي الشّرابا
لمْ تزلْ فاتِني وفاتنَ حرْفي=تٌرسلُ الشـِّعرَ في دمائي انْسِيابا
يا صديقَ الصّباح خذْ كلَّ عِطري=وارْسُم الشّعْرَ في عُيوني كِتابا
كلـَّما أغْلقــوا لِحُبّكَ باباً=لكَ في القلْبِ يـَفْتحُ الشـِّعرُ بابا
يسْتحِقُّ الأديبُ نهْرَ جمال=والهَوى فيه لا يَكونُ مُـشـابا
أيها المانِحُ الوُرودَ شَذاها=أيها المانحُ الظّلامَ شِهابا
أنْتَ لي بسمة ٌ أعيشُ عَليها=تَطردُ الهمَّ من دَمي والعَذابا
تـَنْزلُ العالياتُ كيْ تعْتَليها=كلّما رُمْتَ منْ سمائي اقْتِرابا
لا تَسَلني منْ أنتَ في نبْضِ قلْبي=أنتَ روحي .. فهلْ تريدُ جَوابا؟