إن تأخير الحمل حتى يكمل الطفل الأول ثلاثة أعوام على الأقل مفيد لصحة الأم والطفل معا، فمعظم الأطفال الذين يولدون بفارق زمني قصير، لا يحققون التطور الجسمي والعقلي والعاطفي، الذي يحققه الأطفال الذين تفصل بينهم فترة زمنية أطول، كذلك يحتاج جسم الأم إلى فترة حتى يتعافى من جديد من آثار الحمل والولادة السابقة، كما تحتاج الأم إلى فسحة من الوقت، حتى تستجمع قوتها وطاقتها مرة أخرى، فالولادات المتقاربة تنطوي على خطورة أكبر على صحة الأم.
ماذا يطلب من المرأة أن تفعل قبل الحمل الجديد؟
قبل أن تحمل الأم من جديد، لا بد من أن تذهب لزيارة الطبيب، للتأكد من تمتعها بصحة جيدة، ومعالجة أي آثار ممتدة لمضاعفات الحمل السابق أو الولادة قبل الإقدام على الحمل مجددا، كذلك تغيير الأدوية الضارة بالحمل واستعمال أخرى لا تؤثر على الحمل أو الجنين، وهذه بعض الأمور التي يجب على المرأة أن تقوم بها:
-السيطرة على الأمراض المزمنة مثل:العمل على خفض ضغط الدم إذا كان مرتفعا، وأخذ العلاج المناسب الذي لا يضر بالجنين عند حدوث الحمل، فضلا عن السيطرة على مستوى السكر في الدم، وجعله ضمن الحدود الطبيعية، إضافة إلى معالجة أمراض الكلى.
- معالجة فقر الدم.
- قبل الحمل يجب تعديل البرنامج الغذائي للأم، حيث تتناول غذاء صحيا متوازنا، يحتوي على جميع العناصر التي يحتاجها الجسم بالقدر الكافي لكل عنصر.
- ممارسة أي نشاط رياضي أمر في غاية الأهمية؛ لإبقاء الجسم في حالة رياضية مرنة، ولإنقاص الوزن الزائد الناتج بعد الحمل، والمحافظة على مستوى لياقة مناسب قبل الحمل وبعده، وهناك تمرينات خاصة يمكن ممارستها، وذلك لمساعدة الجسم على استرجاع لياقته بعد الإنجاب.
- علاج الأمراض والالتهابات التي قد تصيب الجهاز التناسلي.
- تخلص الأم من اكتئاب ما بعد الولادة، الذي يصيب العديد من الأمهات، نتيجة للتغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل.
- الاستعداد النفسي؛ فقبل الحمل على الزوجين أن يستعدا نفسيا لاستقبال مولودهما الجديد، ويخططا لطبيعة الحياة التي من الممكن أن يواجهاها، بوصفهما أبوين سيحملان مسؤولية هذا الطفل في المستقبل.
أضرار ومخاطر الإنجاب المتكرر على صحة الأم والطفل
- إصابة الأمهات بسوء التغذية.
- زيادة معدل الوفيات بين الأمهات.
- إصابة الأم بالنزيف وفقر الدم.
- إصابة الأم بالضعف الجسدي والنفسي والإرهاق.
- إصابة الأطفال بمشاكل في الجهاز التنفسي، وعدم قدرة عضلات الصدر على القيام بعمليات التنفس.
- ولادة أطفال ضعيفي البنية.
- إصابة الجهاز التناسلي للأم بالأمراض.
- تعريض الأطفال للتخلف العقلي وتدني مستويات الذكاء.
ختاما نذكر أن التخطيط لتنظيم الأسرة يعود بفوائد جمة، أهمها ما يتعلق بالناحية الصحية، فهو يحمي الأم الحامل والمولود من أخطار المرض والموت، ويحمي كذلك من العيش مع الألم أو الحزن أو الإعاقة والتشوهات.
هل تعلم؟
• أن اللولب يعمل على منع حدوث الحمل عن طريق منع التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، حيث إن هذا الجهاز الموضوع داخل رحم المرأة، يجعل من الصعب على الخلايا الذكرية أن تتحرك باتجاه البويضة، وبالتالي يمنع تلقيحها وتحولها إلى جنين.
• أن فعالية اللوالب النحاسية تستمر ما بين 5 إلى 10 أعوام حسب نوع اللولب.
• أنه في حال تمزق الواقي الذكري أثناء الجماع، يجب وضع أي مبيد منوي داخل المهبل إن كان ذلك متوفرا، كذلك يجب غسل المهبل والقضيب بالماء والصابون، كما ينصح باستعمال إحدى وسائل منع الحمل الطارئة، (استشر طبيبك حول هذا الأمر).
• أن استخدام اللولب لا يوفر حماية من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، بما في ذلك فيروس نقص المناعة (الإيدز).
• أن المرأة التي تستخدم اللولب لا يمكنها أن تبطل استعماله بنفسها؛ إذ يحتاج الأمر إلى استشارة الطبيب أو أحد مقدمي الخدمات الطبية، المدربين على مثل هذه المهمة.
• أن اللولب في العادة يبقى داخل الرحم، ولا يمكن أن يتحرك من داخل الرحم إلى مكان آخر في الجسم.
• أنه يمكن للسيدة التي لم يسبق لها الإنجاب استخدام اللولب، إلا أنه في هذه الحالة يكون عرضة للطرد خارج الرحم لصغر حجمه، ومع ذلك فإنه لا يوجد ما يمنع استعمال المرأة التي لم تنجب الأطفال للولب.
• أنه يمكن إدخال اللولب في أي وقت من الدورة الشهرية، بشرط التأكد من أن السيدة ليست حاملا، ولذا فإن وقت نزول دم الحيض هو الأنسب لإدخال اللولب، كما قد يفضل الطبيب إدخال اللولب في منتصف الدورة الشهرية؛ حين يكون عنق الرحم أكثر اتساعا.
• أنه في العادة لا يشعر الرجل بوجود اللولب، إلا أنه في بعض الأحيان قد يشعر أحيانا بخيوط اللولب، فإذا كان الأمر كذلك، فإن تقصير الخيوط يحل هذه المشكلة.
• أنه لا يوجد ما يدل على أن المثبطات المنوية قد تسبب تشوهات في الأجنة.
• أن بعض الدراسات العلمية تشير إلى أن استخدام المثبطات المنوية والحاجز المهبلي وغطاء الرحم، قد يقلل من احتمالات حدوث سرطان عنق الرحم.