ثنائية (حرية في قفص المستحيل)حنان الدليمي & د. فلاح الزيدي

حرية في قفص المستحيل
،،،،
القفص أحدث إكتشافات العزلة ،،هذا ما أرشدني إليه صوتي الذي أرهقه الحزن وانا أحلم بسماء تزيح عن جناحي عبئها

يكاد القفص يقضمني كـ أفعى
فأينك مني.. وأين أنا
من حريتي المسفوكة على رصيف المستحيل
هاربة أشيائي إليك
تفرّ من ربيعها الذابل.. ميممة شطرها نحو خريفك الزاهي
ترى أين المفر والقدر مازال عابسا بوجه العمر
أصبت بداء الخطيئة.. وأحببتك
وما الحب إلا لحبيب افتراضي يدعى
أنت

حين أبادلك الكلمات ،،،أكون خارج حسابات عوالم الهدنة
تارة أبحث عن يقظة تنقذني من مخالب حلم وتارة أخرى أبحث عن حلم
ينقذني من براثن يقظة

حين أبادلك الأشواق على محطات اللقاء
أسافر بعيدا.. في جزر عينيك على بساط الثمل
أضع قلبي على شرفة صوتك
وأشرع نوافذ الروح لأستنشق ملامحك بشهقة الإمتلاء
كم أعشق وجعي المصاب بك
وأعشق حمّى اللهفة الساكنة بين حنايا أضلعي
حين أبادلك الأشواق
تنهال مدائن البعد.. وأبنية الكآبة المنتحبة على أكتاف المسافات
ومئات الزنازين المجهولة في قفصي الصبري
بزلزال وجهك الموشوم على مرايا أحداقي

في قبو وحشتي أقف متأملا كجذع نخلة ،،وأنا أراقب
طيوف يقظتي الهاربة نحوك ،،
خفيفة الظل ،،فاتنة الرؤى ،،أنيقة الهيبة
لاشيء يفر بي نحوك سوى بعض الحروف التي اقتنعت
بحرية إحتواها قفص المستحيل

ترى ما العمر.. لولا فسحة لقائك..؟
أهو جسد دمية محشو بالقطن
أم غيمة انـتزعتها فرشاة رسام على سماء لوحة
أو ربما قارب ورقي صغير عبثت به أصابع طفل مشاكس
أي عمر هذا الذي لا يجيء بك
وأي فجر ذاك الذي لا تنبلج شمسه من فضاء عينيك
أيها القابع بين السؤال والتنهيدة
هات يديك لبعض الوقت
ليشعر الدفء أنه في وطنه

يا نفس الكلمة وروحها وعطرها المؤثث بالبهجة
أي الطرق تؤدي إليك؟
أي الجمل تستطيع أن تحمل ديباجة مايعتريني ،،لحظة إشتياقك
تجتاحني نسماتك ،،وتغادر مسرعة وتتركني أبحث عن وجهي
المحلق بإثرها
ردي لي نسمة ،،ليرتد لي معها وجهي

تعثرت مشاعري بك أثناء رحلتي الحبرية
فسقطت بقوة.. على قلبي
وولدت (أنت) من رحم انبهاري
تحمل النار والثلج في كفّ واحد
والحزن والسعادة في قلب واحد
تصبّ الشمس في دلاء الليل.. ليزهر السهد ناصعا
فيرتوي كلانا منّا
في قفص واحد

خلف كل جزيئة عطر قادمة منك ثمة سر يدهشني ؟
يأنت ،،ولتختفي كل الاسماء ،،من أعطاك كل هذه العافية
لتجوبي بين أضلعي بهذا العنفوان وانت على صهوة نفس

ما أجمل الفراق حين يؤجج نشوة الوجع في حناياي
وما أجمل الوهم الذي يحملك إليّ على متن فكرة
أغوص عبرها في بحر هواك
أجمع ياقوت الإحتضان.. وزمرّد القبل في سلال الأماني
وأوزعها على فلذات لهفي بالتساوي
أرصّع مخمل الليل بماسات جنونك
وأشاطرك رقصة الأصابع على جليد الخيال
أَعتقني من فوضاهم لأعيشك
وحدك
لا شريك لي بقلبك