نهــــــــر الوعى

نفائس الفكر الإسلامي

نهــــــر الوعى

كتب د. مصطفي محمود

ما أراني وجدت نفسي مرة أهفو إلى العودة إلى صبوة، أو أرغب في استعادة لذة، أو أهدهد حنينا إلى أن يكر بي العمر راجعا ليقف عند متعة عزيزة .
ذلك ما أراني قد شعرت به أبدا .
ربما لإحساس شديد الوضوح بأن نهر الوعي يضيق كلما رجعت إلى الوراء مع صبوات العمر . يضيق بلذته كما يضيق بآلامه . وأن الوعي دائما إلى اتساع، والرؤية إلى اتساع، والعقل إلى نضج، والشخصية إلى تكامل كلما تقدم العمر .
ولهذا لا أحب أن أعود إلى نقص مهما حمل إليّ هذا النقص وعودا باللذة . فإني لا أراها اﻵن على البعد لذة .
بل أراها مرضا وحماقة، وأرى القيم الظاهرية لتلك البورصة الدنيوية تنتكس في وجداني وكأنما تقوم قيامتي الخافضة الرافعة من اﻵن .
فتنقلب المدلولات . فإذا باللذة ألمٌ، وإذا باﻷلم لذة .
وتلك صحوة لا أساوم بها على أي متاع .
وإذا كان في العمر لحظات أعتز بها فعلا . فهي لحظات الصحو أمثال تلك اللحظة . حينما تتراءى الحقيقة من خلف سراب الوهم وتلامس الروح السر من وراء لثام الواقع، فأرى النفوس على ما هي عليه حقا وليس كما تصفها بورصة الواقع بأسعارها الخادعة .
وهي دائما لحظات تشملها الرجفة والرهبة والخوف من أن ينكشف جوهري أنا اﻵخر في الختام على ما لا يرضيني . وأن أكون من أصحاب المعادن الدنيا . التي هي حطب النار .
وذلك هو الغيب المخيف في أمر الخواتيم التي لا يعلمها إلا الله !

[منية الحسين]

الله على النضج الفكري والعقلي و العاطفي
الذي يركل متاع الدنيا الواهمة للمعنى الأرحب والسعي صوب التحرر الكلي
وكأن لكلماته وقع السحر على النفوس
رحمه الله وجزاه عن علمه وعمله كل الخير
فقد كان رجل علم وفكر ودين .......... وعمل

ألف شكر لهذه النفائس أيها القدير
بوركت يمينك

رحمه المولى وتقبله...
كان طاقة فكرية ماورائية فذة وعلَما من علوم النهضة العقلية والحث على التفكر مليا..
سلمت أناملكم أيها القدير ولا عدمتكم الأماكن
محبتي والامتنان

للشاعرين منية الحسين وألبير ذبيان ألف تحية لتقديرهما للدكتور مصطفى محمود على درره الفكرية .

نفائس لا يسعني إلاّ أن ننحلي لها عرفانا لما بذله الدكتور مصطفى محمود الغني عن كل تعريف فهو الطبيب الفيلسوف والاعلامي الجريئ

تحياتي

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى أمين     نفائس لا يسعني إلاّ أن ننحلي لها عرفانا لما بذله الدكتور مصطفى محمود الغني عن كل تعريف فهو الطبيب الفيلسوف والاعلامي الجريئ تحياتي

***************************************
صدقت يا ليلى ، رحمه الله رحمة واسعة ، فقد كان مفكرا بحق .

الإقرار بجمال لحظات الإثم في ماضى حياتى إثمٌ في حد ذاته . الإيمان بالله يستوجب تغيير العين التي انظر بها إلى الفعل . فتكون نظرتى إلى ما اقترفت هي نظرة الله إليه . يجب اتحاد نظرتى مع النظرة السامية ، نظرة الحق !

ولهذا لايتحقق الغفران الا بالتوبة النصوح
والتوبة تشمل جميع الجوارح
بوركت

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان     ولهذا لايتحقق الغفران الا بالتوبة النصوح والتوبة تشمل جميع الجوارح بوركت

*****************************
تحية وعيد مبارك على عمدتنا والقراء الكرام .

ولهذا لا أحب أن أعود إلى نقص مهما حمل إليّ هذا النقص وعودا باللذة . فإني لا أراها اﻵن على البعد لذة .
بل أراها مرضا وحماقة، وأرى القيم الظاهرية لتلك البورصة الدنيوية تنتكس في وجداني وكأنما تقوم قيامتي الخافضة الرافعة من اﻵن .
فتنقلب المدلولات . فإذا باللذة ألمٌ، وإذا باﻷلم لذة .
*********************************
إن جئنا للحق إن لم نتب توبةً نصوحا ونندم على لحظات الإثم التي اقترفناها فإن تلك اللذة ستنقلب إلى نارٍ وجمرٍ ولهب والعياذ بالله . فقد جاء في التوراة لمقترف الزنا "كيف يعانق جمرا فلا تحرق ثيابه!!" . يا لهول الموقف . وهنالك آية قرآنية قريبة من هذا المعنى (الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدو إلا المتقون) . ستنعكس المفاهيم في اليوم الآخر . اللهم اجعلنا من التوابين ومن المتطهرين يا أرحم الراحمين .